الشيخ سلمان ينتقد انتهاكات المنامة وتمييزها الطائفي

الشيخ سلمان ينتقد انتهاكات المنامة وتمييزها الطائفي
السبت ٠٢ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

انتقد أمين عام جمعية الوفاق الوطني الاسلامية في البحرين الشيخ علي سلمان، انتهاكات ممنهجة في حقوق الإنسان والتمييز الطائفي الذي يمارسه النظام البحريني.

واضاف الشيخ سلمان في تصريحاته له الجمعة ضمن برنامج "حديث الجمعة"، ان "العالم لا يجد مفرا سوى الاعتراف عبر الجانب الحقوقي والسياسي بأن في البحرين نظاما يمارس انتهاكات ممنهجة في حقوق الإنسان وهذه الانتهاكات تشمل جميع جوانب الحياة. وقد أصبح العالم يسلم بالتقارير من أكبر المنظمات الحقوقية ومن المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان".

واضاف: "أصبح لدى العالم وفق هذه التقارير أن النظام يعتقل المواطنين تعسفيا، والنظام يمنع الحريات العامة من خلال منع الاجتماعات السلمية داخل العاصمة أو خارج العاصمة عبر الاعتصام الدائم، ويمنع حرية التعبير في مختلف المجالات، كما يمنع العمل السياسي عبر التضييق على الجمعيات السياسية وغلق بعض الجمعيات مثل أمل والآن نشهد سباق محموم لاستهداف بقية الجمعيات السياسية الأخرى، وكذلك هناك منع تكوين الجمعيات سواء الحقوقية أو غيرها كمؤسسات أهلية وشهدنا تبدل إدارات الجمعيات الطبية والمحامين واستيلاء النظام عليها".
واشار سلمان الى التمييز الطائفي ضد المواطنين الشيعة في البحرين قائلا: انه "في العامين الماضيين تم التركيز على قضية مهمة وهي قديمة ولكن عاد التركيز عليها ومصدر الحديث إحدى التقارير الصادرة مؤخرا .. التمييز الطائفي ضد المواطنين الشيعة ولعلي تطرقت سابقا عبر هذا المنبر لحديثي مع أحد زعماء النظام الجنوب الإفريقي وقد أتت التقارير ومراكز الدراسات الآن لتؤكد هذا المنحى بأن بالبحرين هناك تمييز صارخ أكبر من المشكلة السياسية قائم على المعتقد ويعني أننا لسنا فقط أمام دولة مستبدة بل أسوأ من ذلك وهذا ما وجدناه في تقرير الخارجية الأميركية السابق والحالي وهذا ليس حديث المعارضة وإنما حديث العالم".
ونوه الى الانتهاكات التي يمارسها النظام في البحرين وقال: "من ضمن الانتهاكات أيضا استخدام وتوظيف القضاء ضد المعارضين للعقاب وتجريده من الأهداف الأساسية للتقاضي وإحقاق الحق، وقد ثبت على نفسه التناقض في الأحكام وقد شهدنا أحكام البراءة والمخففة في قضايا القتل للمواطنين، وفي المقابل أحكام مغلظة لموطنين لا يتجاوزون 16 عاما وقد تصل أحكامهم للمؤبد والـ 10 و 15 عام.. كذلك استمرار منهجية التعذيب ورفض قدوم مقرر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب، كذلك اعتقال الأطفال وعدد كبير من التقارير الصادرة عن هذا المجال، كذلك دولة الفساد المالي والإداري وهناك تقارير وأرقام على المستوى الدولي، كذلك دولة القوانين القمعية فيمنع اللقاء المجتمع الدولي إلا بوجود مراقب، عقاب الأب لجريمة ابنه، التغريد في تويتر يكلف سجن 7 سنوات، توسيع صلاحيات سحب الجنسيات".
وأضاف: "هذه الصورة والمؤشرات ليست بحديث المعارضة وقدرت شركات العلاقات العامة في تغيير الواقع القائم محدود وستبقى لها الأثر ولكن لا تقارن بمستوى صرف الأموال عليها .. فكما لم تنجح الأنظمة المستبدة في أن تظهر أنها دول ديمقراطية لن ينجح الوضع في البحرين أن يعطي صورة مغايرة للعالم".

 الحال في البحرين مقارب للوضع في جنوب افريقيا

الشيخ سلمان (صورة ارشيفية)

واستطرد الشيخ سلمان قائلا: "هذه الصورة آخذه بالترسخ أكثر فأكثر فقد جنحت الكتابات في الصحف الهامة في أميركا وأوروبا وبعض مراكز الدراسات لمقاربة الوضع في البحرين بالوضع في جنوب أفريقيا .. وعلى كبر العالم ومشاكله لكنه ثبت يوما بعد يوم أن هناك في البحرين (مجهري) نظام يقوم بانتهاكات ممنهجة وصارخة في حقوق الإنسان ونافي بيلاي قد تعرف تفاصيل الوضع الحقوقي بالبحرين أكثر من غيرها من الدول وبيلاي المسؤول الأول لحقوق الإنسان ويتحدث في حديثه الرسمي في مجلس حقوق الإنسان ويخصص جزء منه عن البحرين، وهذا في ذهن السياسين أيضا".

وأكد سلمان: "نحن الضحايا علينا الاستمرار في مطالبتنا المشروعة بحقوقنا السياسية وأن نكون مصدر السلطات ونكون كبقية شعوب الأرض محترمين في وطننا ونرفض التهميش والتمييز والتجنيس والفساد المالي والإداري ونطالب بتغييرها ونتمسك في نهجنا السلمي، ونحن الضحايا نستمر في توثيق هذه الانتهاكات وفضحها وإيصالها للمهتمين في الداخل والخارج..برغم من صعوبة الطريق وعظم التكلفة وطول المدة الزمنية إلا ان مؤشرات المسيرة البحرينية نحول التحول إلى الديمقراطية إلا أنها تخطو خطوات ثابتة صغيرة صحيح ولكنها ثابتة وتراكمية على غرار ما فعلته الشعوب الأخرى..علينا العمل والبذل في وسعنا وما النصر إلا من عند الله سبحانه وتعالى".
واشار الشيخ سلمان الى ولادة الفكر التكفيري الداعشي على الأرض، قائلا: انه "منذ ولادة صحيفة الوطن وما قبلها استمرت الكتابات والخطابات التي تؤسس للتكفير وتستخدم ألفاظ مباشرة أو شبه مباشرة لوصم الشيعة بالكفر وللاستهزاء بمعتقداتهم مقدمة ولدعوتهم للإسلام وكأن انتهى من تكفيرهم".
واضاف: ان "كتابات ومقالات تخلق الأرضية للفكر التكفيري وهكذا دائما مع شديد الأسف ليس للسخف والسفاهة حد، هذه السخافات التي كتب عنها العامر وتحدث فيها فليفل ويتحدث فيها أناس آخرون تمت إجراءات بسيطة محمودة .. بسيطة لا تتناسب مع الجرم عبر إيقاف كاتب أو استدعاء من تحدث، وليس مبرر أن غياب المشتكي حتى يتم تحريك قضية ضد من تعدى لأن هناك جريمة عام".
وأكد سلمان: ان "هذه إجراءات محمودة ولكنها غير كافية وهناك بالجانب الآخر .. هل يستطيع شخص آخر أن يتلفظ ويغرد بأسوأ من ما قاله عادل فليفل إذا ما كان إيعاز وحماية ليسخر من طائفة تنتمي لهذا الشعب؟ وهل يستطيع عبد آخر أن يكرم من قام بالتكفير؟".

 الشيخ سلمان يخاطب الدواعش التكفيريين

الشيخ سلمان يتحدث لاهالي احدى المدن البحرينية(صورة ارشيفية)

وخاطب سلمان حماة الفكر التكفيري الداعشي بالقول: "عندما تكرمون أمثال هؤلاء وتبرزونهم فالعاقبة لن تكون تكفير الشيعة وقتلهم وتفخيخ مناطق الشيعة وانما الضرر سيعم جميع البحرين، هؤلاء لن يكتفوا بالشيعة وعقيدتهم بالمهدي ولن يقف الفكر التكفيري حتى يقتل أبنائه وهذه سيرته، فلم يقف الفكر التكفيري الجزائري عند حد ولم يقف في مصر، وستكون القصور هدف من أهداف الفكر التكفيري ومساجد السنة ستكون هدف من أهداف الفكر التكفيري، يكفي أن أحد المساجد يشذ عن هذا الفكر التكفيري ولا يكون ضمن نطاق سيطرته وهذا ما يحدث في الموصل وبغداد والعراق حيث تفخخ المساجد السنية".
واضاف: ان "كل ذلك صنع في الموجة الأولى في أفغانستان وباكستان وما تقومون به اليوم يصنع الموجة الثانية من الفكر التكفيري وهي موجة أعلى وأشد من الأولى ولن تقف عند حد، واليوم معركة المجتمع الإنساني العاقل هو محاربة هذا الفكر التكفيري".
وفيما يتعلق بموضوع فلسطين والعدوان الاسرائيلي على غزة قال الشيخ سلمان انه "على رغم كل الآلام تبقى البوصلة هي فلسطين لأنها قضية إنسانية عادلة تنتهك فيها العدالة والإنسانية على مدى 70 سنة، فتبقى فلسطين هي أكبر الجراح والهم الأكبر، ومع استمرار العدوان إلى الأسبوع الرابع تتعرى أنظمة العري فالقضية الفلسطينية قضية مركبة بين احتلال مستبد بحماية غربية وبين أنظمة متآمرة تحيط به تتآمر على القضاء عليه".

وإشادة بصمود المقاومين

وأشاد الشيخ سلمان بصمود المقاومين الذين يقاومون في ظروف استثنائية جدا جدا، وقال: انه "برغم من تحية المقاومة اللبنانية إلا أن المقاومة اللبنانية لديها تضاريس جغرافية من الجبال والأودية ومساحة جغرافية أضعاف من التي يمتلكها المقاوم الفلسطيني، ولدى المقاومة اللبنانية حاضنة لبنانية وسورية ولكن خلفية المقاوم الفلسطيني وحاضنته الحصار وبالرغم من ذلك صمدوا فتحية لهم ورحم الله شهداء غزة وإدانة لهذا الضمير العالمي الذي أخذ يتململ ولكن بدرجة متثاقلة، أما ضمير الأنظمة العربية فلا يعطي مؤشر على الحياة بتاتا".