من سيفتح أبواب جهنم على العراق؟!

من سيفتح أبواب جهنم على العراق؟!
السبت ٠٩ أغسطس ٢٠١٤ - ٠٨:٢٤ بتوقيت غرينتش

منذ اعلان نتائج الانتخابات في نهاية أيار - مايو الماضي والشعب العراقي يعيش (فوبيا المالكي ) في الرحيل او البقاء.. صراعات بين المقبولية والشراكة الوطنية والأغلبية السياسية تحولت الى صراعات حول الالتزام بفتوى المرجعية والالتزام بالاستحقاقات الدستورية في تكليف الكتلة الاكبر... ثم من هي الكتلة الاكبر؟ هل هي التحالف الوطني، دولة القانون، ام تجمع القوى المعارضة للولاية الثالثة؟!

وبينما حسم العرب السنة موقفهم وقدموا السيد سليم الجبوري مرشحاً لرئاسة البرلمان، وحسم الاكراد موقفهم و قدموا السيد محمد فؤاد معصوم رئيساً للجمهورية، بقيت عقدة رئاسة الوزراء بين تمسك المالكي بما يراه حقاً دستورياً وأزمة الباحثين عن البديل!

لست هنا مدافعاً عن السيد المالكي، الذي أخفق في كثير من الامور والذي أقل ما يقال عنه، أن نصف العراق خرج عن سيطرة الدولة ـ الى الآن ـ في عهده.. فضلاً عن أنه لم يترك فصيلاً سياسياً الّا واصطدم معه، حتى بلغ الأمر الى قيادة حزبه التي اصطفت مع الآخرين لاقناعه او الضغط عليه بالتخلي عن الولاية الثالثة..!

لكن الحق مع الدستور ومع الاستحقاق الدستوري.. ومع الشعب الذي ذهب للأنتخابات وصوّت ورفع اصبعه البنفسجي بوجه كل التهديدات الارهابية والتحديات الأمنية... فمن حق الشعب ودستوره ان يطالبا بنتائج الانتخابات واستحقاقاتها، مع كل الاحترام للأصوات الاخرى...

ان العملية السياسية في العراق بنيت على خطاً وعلى اساس معوّج، هكذا اراد المحتل الاميركي لها، محاصصة في كل شئ وانتخابات في داخل المحاصصات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. لذلك من الخطأ العودة الى المربع الاول والذي لن يرض الآخرين فيه ببقاء المالكي او مجئ رجل مثله، بالضبط كما حصل مع رئيس الوزراء السابق الدكتور ابراهيم الجعفري، وهو ما سيحصل مع كل من يشغل مكان المالكي بقوة.. فأذا كان الذي يأتي قوياً وهو ما يحتاجه العراق في هذه الظروف، فأنه سيصطدم بالتأكيد مع الارادات المتباينة الاخرى... مع الساعين الى الهيمنة على الدولة، ومع دواعش السياسية، ومع الحالمين بدولة كبرى على فتات العراق...

ومن هذا المنطلق، تقتضي الحكمة ان تحلّ المشاكل لا ان ترحّل، خاصة وان الأزمة الاخيرة أعادة كثيرين عن غرورهم وأفرغت نسبة من الهواء الذي ملأ رؤوسهم، وقبل أن تفتح أبواب جهنم على العراق والعراقيين... والسؤال للسيد المالكي الذي هدد بها او حذر منها.. دولة رئيس الوزراء من سيفتح ابواب جهنم ؟! الارهاب أم هي استقالة القيادات الأمنية والعسكرية المتضامنة معك؟!
 

فهل سيتحول العراق الى دولة مليشيات في المرحلة اللاحقة أم أن العقل والدستور سيكون له مكان في قرار النخب العراقية... وهذا ما نأمله وأن لم نجد ما يشير اليه الى الآن...

بقلم: علاء رضائي