دعم خليجي لداعش لإسقاط الحكومة العراقية!!

دعم خليجي لداعش لإسقاط  الحكومة العراقية!!
الخميس ١٩ يونيو ٢٠١٤ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

عندما تقرأ وسائل الاعلام الخليجية بصورة عامة والسعودية والقطرية بصفة خاصة، ترى انها تظهر الفرح والغبطة لتمدد تنظيم داعش وحليفاته في العراق، وتبشر الشعوب العربية بسقوط قريب للحكومة العراقية، وقيام دولة الخلافة في العراق والشام، بل ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ابشر بحرب اهلية في العراق بقوله بإن "الأوضاع الأمنية المتردية في العراق توحي "بحرب أهلية" واسعة سيكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة".

وزير الخارجية السعودي يدرك جيدا ما هو مردود الحرب الاهلية في العراق على دول الجوار وخاصة الدول العربية الخليجية التي تصفق وتهلل الان لانتصارات داعش، وتبشر بسقوط بغداد قريبا على يد التتر الجدد.
السعودية ودول الخليج الفارسي ترتعد الان خوفا من احتمالات تمدد داعش واخواتها في الدول العربية المجاورة للعراق ومنها الكويت حيث نشرتنظيم داعش خارطة اعلن فيها ان الاردن والكويت ستكونان الهدف القادم لهذا التنظيم بعد العراق.
تنظيم داعش يريد إقامة خلافته الاسلامية في المنطقة وليس مستبعدا ان يتمدد في منطقة الشرق الاوسط نظرا للدعم المالي والتسليحي الذي يحصل عليه من الحكومات العربية الخليجية التي تظن انها ستكون بمنأى عن أهداف هذا التنظيم المشبوه.
ان وسائل الاعلام الخليجية تردد كلاما واحدا يوحي بالسير وراء خط  اعلامي موحد، وهو ان سبب هجوم داعش على العراق هو وجود حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وتجاهله حقوق مكون عراقي، هذا الكلام يتردد صباح مساء ولكن الاخطر من ذلك، العبارات الوقحة التي تستخدمها وسائل الاعلام الخليجية التي تحرض المذاهب الاسلامية بعضها ضد بعض وتبشر بحرب أهلية ومذهبية في العراق وهذا هو الاخطر في ما تردده وسائل الاعلام الخليجية منذ اسبوع.
فالحقد الطائفي الذي تحمله وسائل الاعلام الخليجية ضد طائفة معينة يعتبر أمرا خطيرا جدا، لانه سيكون تحريضا من طائفة ضد طائفة اخرى في المنطقة بينما تعيش هذه الطوائف منذ اكثر من الف واربعمائة عام جنبا الى جنب في امان ووفاق، ولا تشعر في داخلها هذا الحقد الذي ينفثه اعلام الدول الخليجية ضد مذهب أهل البيت. ان الشعب العراقي، بكل مذاهبه واديانه وقومياته، غير مكترث لتخرصات وسائل الاعلام الخليجية.
ان أعداء أهل البيت أثبتوا حقدهم الدفين ضد المسلمين طوال التاريخ، فهم قد دمروا قبور ائمة اهل البيت في البقيع في المدينة المنورة، كما هم دمروا ويدمرون الاثار الاسلامية في مكة المكرمة ويبنون مكانها عمارات شاهقة واضافة لذلك فان تاريخ هؤلاء الحاقدين يشهد على حقدهم على ائمة أهل البيت وهجوم المرتزقة علي مدينتي كربلاء والنجف في القرن التاسع عشر وقتلهم الالاف من ابناء المدينتين الا دليل على هذا الحقد المستأصل داخل هؤلاء الحاقدين الجهلة المتعصبين .
فحكام الدول الخليجية فرحون مستبشرون بجرائم داعش في العراق وهم يتمنون ان يجتاح داعش بغداد وكربلاء والنجف وان يقضي على الحكومة العراقية ويقيم الخلافة في العراق وسوريا.
علي الخليجيين الذين يدعمون داعش بالمال والسلاح والاعلام ان يعلموا بان الارهابيين المتطرفين اذا ما وفقوا في هجماتهم في العراق، سوف لن يترددوا في الهجوم على هذه الدول التي ليس لديها جيوش نظامية تدافع عن حكامها، بل تعتمد بالدرجة الاولي على القوات الامريكية والاساطيل الامريكية الراسية في الخليج الفارسي. على هؤلاء أن يأخذوا العبرة من احتلال الكويت من قبل مرتزقة صدام ولا يستبعدوا تكرار هذه التجربة مرة اخري ولكن هذه المرة ستكون على يد قوات داعش وحلفائها من بعثيين وقادة جيش الرئيس المخلوع صدام حسين .

* شاكر كسرائي