وقال المصدر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أكثر من 1000 عائلة نزحت من مركز قضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك) صوب مركز المحافظة بعد استهداف القضاء بأكثر من خمس هجمات جوية طالت أحياء وسط القضاء"، موضحا أن "القضاء يتعرض الى القصف منذ نحو أسبوع، ما أدى الى مقتل أكثر من 40 مدنيا وإصابة نحو 50 آخرين أغلبهم من النساء والأطفال".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "النزوح مستمر الى قرى في أطراف القضاء وكذلك الى كركوك"، مشيرا الى أن "مستشفى القضاء يخلو من الأدوية واغلب السكان فروا الى المناطق الآمنة".
وبين المصدر أن "مسلحي داعش يفرضون على منتسبي الجيش والشرطة جباية بشكل أولي تصل إلى 500 ألف دينار وتتضاعف الى المليون دينار في حال تأخر المشمول عن الدفع، كما أن هناك جباية شهرية بمبلغ نصف مليون دينار تفرض على الموظفين"، لافتا الى أنهم "يحظرون على التائبين من عناصر الجيش والشرطة السفر الى اقليم كردستان وكركوك بهدف منع عودتهم الى الأجهزة الأمنية".
وتابع المصدر أن "بعض أبناء القضاء والمناطق المحيطة به انضموا الى تنظيم داعش وهم ينتشرون الآن في المناطق التي يسكنون فيها"، موضحا أن "التنظيم عين أمراء وولاة على هذه المناطق وقسمها ضمن قواطع محددة تشرف عليها ولاية كركوك وواليها هو من يدير عمل الولاية ويصدر التوجيهات".
من جانبه، قال أحد سكان قضاء الحويجة ويدعى عدي الجبوري ، إن "الأهالي تركوا قضاء الحويجة واصبح القضاء الآن خال إلا من قليلين بقوا لحماية منازلهم من السرقة"، موضحا أنهم "بين نارين، نار قصف الطائرات ونار مسلحي داعش الذين يسيطرون على القضاء ويفرضون الجباية على الناس".
وأضاف الجبوري أن "التنظيم جند العشرات من السكان المحليين في مناطق جنوب غربي كركوك للعمل معه"، مشيرا الى أن "تصرفات مسلحي داعش باتت مرفوضة من اغلب الاهالي وخاصة في ما يخص الجباية وجمع الاموال".
يذكر أن محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد) تعد من المناطق المتنازع عليها، وتشهد أعمال عنف شبه مستمرة، تستهدف عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين على حد سواء في عموم المحافظة، وتخضع حاليا لسيطرة قوات البيشمركة الكردية عقب التطورات الأخيرة في الموصل وصلاح الدين، باستثناء قضاء الحويجة الذي يشهد تواجدا مكثفا لعناصر تنظيم "داعش".