مرابع لبنان لن تكون مرتعا للخفافيش

مرابع لبنان لن تكون مرتعا للخفافيش
الأحد ٣١ أغسطس ٢٠١٤ - ٠١:٣٥ بتوقيت غرينتش

في حال تأكد صحة الفيديو الذي بثته المجموعات التكفيرية الارهابية حول عملية ذبح عسكري لبناني، ستكون القوى الظلامية وحواضنها في لبنان قد نجحت في دس ثقافة الذبح دسا في نتوءات بعض النسيج المجتمعي لبلد النور.

العسكري اللبناني الذي ظهر في الفيديو، هو واحد من مجموعة من العسكريين اللبنانيين الذين تم اختطافهم خلال القتال الذي وقع في بداية اب/اغسطس بين الجيش اللبناني وارهابيين سوريين من تنظيمي "داعش" و"النصرة" في مدينة عرسال البقاعية وجرودها، بعد توقيف الارهابي السوري جمعة عماد من قبل قوى الامن اللبنانية.

ان ما يحصل اليوم في لبنان لاسيما في شماله وعلى الحدود مع سوريا، يؤكد صحة ما ذهبت اليه قيادة حزب الله من ان التكفيريين لن يتركوا لبنان واهله بسلام اذا ما هيمنوا على سوريا، ونشروا فيها فكرهم الظلامي وممارساتهم العبثية، لان الاهداف التي يسعون لتحقيقها هي ضرب المقاومة واضعاف الجيش، وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اللبناني، عبر زرع الفتن الطائفية البغيضة، خدمة للمشروع الصهيواميركي، بعد ان نجح التكفيريون في تنفيذ جانب كبير من هذا السيناريو في العراق وسوريا.

ان ما يؤكد حقيقة ان ثقافة الموت والدمار والفوضى والذبح والسبي الذي تروج لها "داعش" و"النصرة" والتنظيمات السلفية في المنطقة، هي خطة صهيونية خبيثة يتم تنفيذها في المنطقة العربية والاسلامية بهدف شرذمة جيوشها ومجتمعاتها وتمزيق دولها، وهذه الخطة وان كانت تسعى لتحقيق هذا الهدف في كل المناطق التي تستهدفها، الا انها تختلف في اليات تنفيذها من منطقة الى اخرى، فعلى سبيل المثال وفي حال وجود مسلمين شيعة في منطقة ما، سيكون هذا الامر عامل مساعد للتكفيريين الاسراع في تفتيت تلك المنطقة، كما يحدث في العراق وسوريا ، فمن السهل على القوى الظلامية والتكفيرية ان تعزف على وتر الطائفية وتستفز الغرائز البدائية لبعض المتخلفين والجهلة، عبر اقناعهم انهم يقاتلون "الشيعة" و"الروافض" و"المجوس"، ولكن هذا السيناريو سيكون صعب التنفيذ في حال لم يوجد شيعة في المناطق المستهدفة الاخرى مثل مصر، عندها سيكون العامل المساعد لاشعال فتنة هناك، هو الاقلية المسيحية، وفي حال لم توجد اية اقليات مذهبية او دينية، عندها سيكون على التكفيريين، ان يختلقوا ذرائع اخرى مثل "الردة" و"الشرك" و"العمالة" و"الخيانة" و"الجيش الصليبي"، كما في ليبيا وتونس والجزائر وكذلك في سيناء.

لذا على الشعب اللبناني الذي قاوم مرض التكفير والافكار الظلامية كل هذا الوقت، عليه ان يكون على حذر من الاعيب المجموعات التكفيرية، والتي باتت واضحة حتى للسذج من الناس، ولا يخفى على احد هدف "داعش" و"النصرة"، عندما تعلن عن ذبح عسكري لبناني مسلم شيعي، وتطلق في المقابل سراح بعض الجنود المسلمين السنة، وتتحفظ على اخرين من الجنود اللبنانيين المسيحيين، فهذه اللعبة القذرة والمفضوحة، تكشف مدى حقد وكراهية هذه المجموعات الارهابية العملية للصهيونية، للبنانيين دون استثناء، فهي تلعب الان على الوتر الطائفي لتحريك بعض الجهلة، وفي حال تمكنت ان تصيب هدفها، سيكون السنة هم الهدف الاخر في المرحلة المقبلة، كما حدث ويحدث للسنة السوريين الذين ذاقوا ومازالوا الامرين على ايدي "داعش" و"النصرة" وباقي التنظيمات التكفيرية.

لا دليل اقوى على كذب ودجل ونفاق الزمر التكفيرية التي تتلاعب بالورقة الطائفية البغيضة لزرع الفتن في المجتمعات العربية والاسلامية، من القتال الدموي الوحشي بين "داعش" وبين "النصرة" وبين "داعش" وبين المجموعات التكفيرية الاخرى، والذي سقط فيه الالاف من القتلى من الجانبين، حتى انتشرت مئات مقاطع الفيديو وهي تصور مشاهد الذبح الوحشية لقادة ومسلحين من الجانبين، والملفت ان جميع عمليات الذبح تجري على خلفية راية القاعدة وصحيات الله اكبر ولله الحمد!!.

ان ذبح التكفيريين بعضهم بعضا بهذه الطريقة البشعة، بالاضافة الى تكفير بعضهم بعضا، كما بان من خلال الرسائل التي تبادلها قادة هذه التظيمات الارهابية والخطابات التي يبثوها عبر مواقعهم، تؤكد لكل انسان يملك شئيا من العق ، ان هذه الزمر الارهابية، هي زمر مأجورة هدفها ضرب الاسلام والبلدان الاسلامية والجيوش الاسلامية والمجتمعات الاسلامية، خدمة لسيدتهم "اسرائيل".

ان الشعب اللبناني اليوم مدعو لليقظة والحذر اكثر من اي وقت اخر، لتفويت الفرصة على المتربصين بتنوعه المذهبي والديني والقومي، وان يؤكد للعالم اجمع، ان قوة لبنان بجمال تنوعه، وانفتاحه على الاخر، وبمرابع نور ثقافته التي لم ولن تكون يوما مرتعا للخفافيش.

منيب السائح - شفقنا

كلمات دليلية :