هجوم جديد لداعش ومواجهات عنيفة في عين العرب

هجوم جديد لداعش ومواجهات عنيفة في عين العرب
الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

صعدت جماعة "داعش" الإرهابية من قصفها العنيف لمدينة عين العرب السورية، في وقت وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المسلحين الأكراد بالإرهابيين.

يأتي ذلك في وقت وافقت فيه الحكومة التركية على عبور مقاتلين عراقيين أكراد عبر أراضيها والتوجه إلى عين العرب، فيما ألقت طائرات أميركية أسلحة وذخائر لصالح المقاتلين الأكراد.

وتبدو معركة عين العرب أنها ستطول أكثر بين المقاتلين الأكراد في المدينة ومسلحي جماعة داعش على وقع المعارك الدائرة والتجاذبات الدولية.
فهذه المدينة المحاصرة والتي ينظر لها بعين متقلبة من قبل التحالف الأميركي والدول المشاركة فيه شهدت سماؤها تحليقاً للطيران الأميركي.. ليس بمهمة عسكرية هذه المرة بل لإسقاط معونات قتالية من أسلحة ومعدات للمقاتلين الأكراد.

غير أن الخطوة الأميركية دفعت أحد المسؤولين الأتراك إلى اعتبار تسليح الأكراد في عين العرب خطوة غير مسؤولة من قبل التحالف ومن شأنها أن تهدد الأمن القومي التركي.
وسبق تصريح هذا المسؤول تأكيد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن بلاده لن تسمح بدخول أي أسلحة أميركية لعين العرب واصفاً المقاتلين الأكراد في عين العرب بالإرهابيين.
إمداد عسكري جاء دون سابق إنذار قدمته واشنطن لأكراد عين العرب على الرغم من تصريحات سابقة لوزير خارجيتها جون كيري والذي اعتبر أن إنقاذ عين العرب ليست استراتيجية للتحالف الذي تقوده بلاده إلا أن التحرك الأميركي هذا جاء بعيد لقاء عقد في باريس جمع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم والموفد الأميركي الخاص إلى سوريا دانيال روبنشتاين.
الناطق باسم الحزب الكردي نواف خليل والذي كشف أن التواصل بين الحزب والمسؤولين الأميركيين بدأ قبل عامين سراً أكد أن محادثات باريس شملت تفعيل التنسيق العسكري بين الطرفين.. تصريحات قد تفيد بحسب المحللين بأن هناك ما يشير إلى تفاهمات حصلت بين الطرفين انتهت بقبول بعض قيادات الأكراد السوريين شروط واشنطن وأنقرة. خاصة وأن أكراد سوريا لطالما رفضوا أن يكونوا جزءاً من المعارضة المسلحة ضد دمشق منذ انطلاق الأزمة في سوريا.
ويعتقد مراقبون أن معونات السلاح لأكراد سوريا تحمل وجهاً استراتيجياً تعتبره واشنطن أولوية لها وهو إدخال جميع الأطراف تحت رحمة رحى ما يحدث في عين العرب محولة إياها إلى أرضية لحرب استنزاف طويلة الأمد تفقد كل الأطراف قوتهم وقدرتهم على المواجهة؛ والنظر إلى واشنطن كأنها المخلص والقبول بها حكماً وحاكما.
وإذا كانت معايير واشنطن تشهد تقلباً تجاه عين العرب فأنقرة قد شابهتها خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو أن بلاده اتخذت إجراءات لمساعدة المقاتلين العراقيين الأكراد والمعروفين بالبشمركة على الوصول إلى مدينة عين العرب مروراً بأراضيها.
تحرك تركي موازي إلا أنه أقل ضبابية من التحرك الأميركي كما يرى محللون؛ فالسماح لمقاتلين أكراد محسوبين على قوات تابعة لرئيس منطقة كردستان العراق مسعود بارزاني بالعبور إلى عين العرب يدل على شيء ما تحيكه أنقرة؛ فبارزاني والذي اكتفى منذ شهر برثاء عين العرب يحرك قواته اليوم بمباركة تركية؛ وهذا ما يشير إلى اتفاقات مع بعض القيادات الكردية السورية للدخول تحت عباءة بارزاني والذي يسعى ليسوق نفسه كملك للأكراد في المنطقة.