اميرعبد اللهیان: "داعش" تأسست علی ید "الموساد"

اميرعبد اللهیان:
الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

شدد مساعد وزیر الخارجیة الإیراني للشؤون العربیة والإفریقیة حسین أمیر عبد اللهیان، علی 'أن أهم جهاز استخباراتي لعب دوراً في تأسیس جماعة "داعش" ودعمها هو "الموساد" الصهیونی' بهدف تشویه صورة الدین الإسلامي الحنیف.

 وفي حدیث خاص لموقع "العهد" الإخباري اللبناني نشره امس الاثنین أکد اميرعبد اللهیان أن هناك دلالات عدة تؤکد علی ان للموساد یدا فی تأسیس جماعة «داعش» الارهابية التكفيرية، موضحًا أن 'قادة وأعضاء هذا التنظیم الارهابي یرتبطون بایدیولوجیة متطرفة تظهر نفسها باسم الاسلام فیما هي تتعارض تماماً مع الدین الاسلامي الحنیف وتشوه سمعته'.

وأشار امير عبد اللهیان الی ان بعض الاجهزة الاستخباریة الاقلیمیة والدولیة جاءت بمشروع الهندسة العکسیة لتدمیر المنطقة، مستشهداً بالثورة المصطنعة التي تجري في سوریا، فعلی خلاف الثورات الشعبیة التي بدأت في مصر والبحرین وتونس والیمن بحضور الجماهیر تلقائیاً، رأینا ما یسمی بـ«الثورة» السوریة قد انطلقت من مدینة درعا الحدودیة وعلی الفور قامت الاجهزة الأمنیة الأجنبیة بتسلیح المعارضة وطرح اقتراحات بارسال اسلحة ومقاتلین اجانب.

ورأی امير عبد اللهیان أن هذه الأجهزة تسعی جاهدة من خلال «داعش» لإسقاط النظامین السوري والعراقي وتخریب الأوضاع في لبنان والمنطقة، وقال: 'في موضوع «داعش» تم تنفیذ نفس الخطة من جانب الاجهزة الاستخباراتیة الاجنبیة، حیث أن بعض هذه الاجهزة توصلت الی نتیجة بأن مجموعات کحزب الله والتي هي مصدر الفخر والعزة في العالمین العربي والاسلامي، لدیها أفکارا ومعنویات ثوریة، فهؤلاء ظنوا اذا جاؤوا بداعش بین أهل السنة و أظهروها بانها حرکة ثوریة هدفها الدفاع عن مصالح السنة، سیتمکنوا من الاتیان بحرکة قویة مماثلة لحزب الله ولکن في نفس الوقت ستکون هذه الحرکة أداة بید هذه الاجهزة الاستخباراتیة'.

وفیما ذکّر امير عبد اللهیان بکلام قائد الثورة الإسلامیة آیة الله سید علي خامنئي أن «داعش» انکسرت فی العراق وسوریا، أشار الی أن الاميرکیین بعد هزائم «داعش» وکسر ظهر هذا التنظیم الارهابي جاؤوا لیبرزوا انفسهم کابطال للدخول الی الساحتین العراقیة والسوریة، مؤکدا أن التحالف الدولي لم یحقق أی نتائج مهمة وملموسة.

وقال: 'خلال أیام المقاومة الباسلة للشعب الفلسطیني فی حرب الـ51 یوماً الأخیرة في غزة، والتی تزامنت مع التحرك الواسع لـ«داعش» فی المحافظات السنیة في العراق والموصل والمناطق القریبة من بغداد، کنت قد صرحت لاحدی وسائل الاعلام: اذا کانت «داعش» تعتبر نفسها حرکة ثوریة وأنها جاءت للدفاع عن أهل السنة في العراق وسوریا فعلیها أن تری کیف أن الکیان الصهیونی یقتل اخواننا من اهل السنة في قطاع غزة بأبشع صورة، ولکن نحن کجمهوریة اسلامیة في ایران ندعم في ان واحد وبقوة حزب الله الشیعي و«حماس» و«الجهاد» السنیتین، فلذلك علی «داعش» بدلاً من توجیه اسلحتها صوب المسلمین أن تستهدف تل أبیب، لکن بعد ذلك التصریح، صدر عنهم بیان قالوا فیه ان المواجهة ضد اسرائیل لا مکان لها فی برنامج وأولویات «داعش»'.

ولفت امير عبد اللهیان إلی 'أن هذه الامور تبین مدی علاقة «داعش» مع الکیان الصهیوني وهناك تعاون وتنسیق مستمر بین داعش والعدو فی عدة مناطق وهم یتسلمون المساعدات العسکریة والمالیة من «إسرائیل» ولدیهم زیارات مستمرة الی داخل الاراضی المحتلة، واعتبر أنه لا یوجد فرق بین «القاعدة» و«داعش».

وحول الدعم الإیراني  للعراق في مواجهة الارهاب، أکد امير عبد اللهیان 'أن ایران کانت اول دولة خلال اقل من خمس ساعات من سقوط الموصل تقدم کل أنواع الدعم للعراق وذلك من أجل مساعدة العراقیین في مواجهة الارهابیین التکفریین وخاصة جماعة «داعش» الارهابیة، فهذه کانت مسؤولیة انسانیة واسلامیة ودولیة تقع علی عاتقنا، وتابع: نحن نعلن بصراحة أننا قدمنا کل ما نستطیعه لدعم العراق في مواجهة الارهاب وسنستمر في دعمنا هذا'.

وعن دلالات زیارة رئیس الوزراء العراقی حیدر العبادي الی ایران، أجاب امير عبداللهیان: إن 'العبادی أراد من خلال هذه الزیارة شکر ایران علی دعمها للعراق في مواجهة الارهاب خاصة في الفترة الأخیرة وأراد أن یؤکد لایران أن العلاقات بین طهران وبغداد استراتیجیة وأن بلاده متمسکة بهذه العلاقات، کما أشار العبادي الی اجراءات الائتلاف الدولي ضد الارهاب وإلی دور ایران الهام في مکافحته.

وقال امير عبد اللهیان: 'کما اکدنا بصراحة لرئیس الوزراء العراقي أن ایران لن تشارك في أي ائتلاف تقوده أمیرکا ویخرج عن اطار الأمم المتحدة ولکننا سنستخدم کل طاقاتنا لدعم الشعب العراقي من أجل تجفیف جذور الارهاب'.

أما فی الشأن اللبناني، فتحدث امير عبد اللهیان عن الهبة الایرانیة للجیش اللبناني، وقال: 'نحن نعتبر سوریا ولبنان وفلسطین والعراق أرکاناً اساسیة في جبهة المقاومة في المنطقة، و«داعش» منذ نشأتها ترید تفکیك محور المقاومة ولذلك رأینا اجراءات هؤلاء في سوریا والعراق وهم الان یستغلون أی فرصة لاستهداف لبنان، ولکن وعي حزب الله والجیش اللبناني والقوی السیاسیة والدینیة في لبنان فوت حتی الان هذه الفرص'.

وأضاف: 'لذلك فإن مساعدتنا للجیش اللبناني جاءت في ظل التطورات في المنطقة وأعلنا استعدادنا لتقدیم هذا الدعم وکذلك نحن نتفهم أن هناك بعض الدول تطالب المسؤولین اللبنانیین بأن یتم رفض هذه المساعدة ولکن نحن نقول بصراحة وبصوت عال إن مساعدتنا هي لدعم الجیش اللبناني وطاقاته الدفاعیة لمواجهة الارهاب، ونعتقد أن هذه هي فرصة جیدة یمکن للبنانیین أن یستفیدوا منها'.

وعن الأزمة السوریة وزیارة المبعوث الأممی ستیفان دی میستورا إلی طهران، قال مساعد وزیر الخارجیة الایرانی للشؤون العربیة والأفریقیة: 'نحن نعتقد أن حل الازمات فی المنطقة بحاجة الی الترکیز علی الحلول السیاسیة الجذریة وأنه لا یمکن حل الازمات في سوریا والعراق عبر الاجراءات العسکریة، وایران تؤکد علی اعتماد الحل العسکري والمقاومة فقط في مواجهة الکیان الصهیوني'.

وذکّر امير عبد اللهیان بأن 'إیران قدمت مشروعاً من أربعة بنود للمبعوث الاممي السابق الأخضر الابراهیمی یرکز علی ضرورة الحل السلمي فی سوریا والیوم خلال لقاءاتنا الاخیرة مع دي میستورا في طهران أکدنا علی تطبیق مشروع ایران السلمي'، ولفت إلی أن دي میستورا قدم 'بعض المقترحات السیاسیة لحل الازمة لکنها لم تکن واضحة إلا أنه أکد علی موضوع بدء تنفیذ وقف اطلاق النار في بعض المناطق السوریة'.

امير عبداللهیان الذی دعا لانتظار الاسابیع القادمة حتی تخرج مقترحات دي میستورا إلی العلن، جدد دعم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة للحلول السیاسیة التي تقدمها الامم المتحدة لحل الأزمة السوریة، وقال: 'نحن قدمنا توصیات لدي میستورا من بینها أنه إذا أراد النجاح في مهمته علیه تقدیم حلول سیاسیة واقعیة مبنیة علی آراء وتوجهات الشعب السوري'.

وفیما یتعلق بتطورات الاوضاع في فلسطین المحتلة، قال امير عبداللهیان: إن 'الکیان الصهیوني وفي ذروة تطورات حرکة الصحوة الاسلامیة و کذلك الاحداث في سوریا کان یظن أنه حصل علی الفرصة المناسبة ولکن رأیتم کیف مني هذا الکیان بالهزیمة خلال حرب الـ8 أیام في غزة، وأضاف: کذلك شهدنا مقاومة الشعب الفلسطیني في حرب الـ51 یوماً في غزة وکیف انسحب الکیان الصهیوني ذلیلاً ولحقت به هزیمة نکراء'.

وشدد علی أن 'الاجراءات الصهیونیة في الایام الاخیرة ومنها اغلاق المسجد الاقصی المبارک تدل علی ذروة حقارة وضعف هذا الکیان الغاصب'، معتبراً أن الصهاینة بسبب الضعف الذي یعانون منه یقتلون النساء والاطفال والابریاء، وختم مؤکداً أن 'فلسطین تتحرك في اتجاه القوة وأن مقاومتها أقوی من أي وقت سابق وقریباً سیری العالم أن الضفة الغربیة ستصبح مثل غزة مرکزاً أساسیاً للمقاومة في فلسطین وهذا هو ما یریده الشعب الفلسطینی'.