واستمرت مبادئ هذه الثورة حتى اليوم عبر من اخذوا بنهج الحسين-ع- وتمسكوا بمفاهيمها لمواجهة الفكر الالغائي. ليؤكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان الصراع الدائر في المنطقة ليس صراعا مذهبيا ولا طائفيا بل هو صراع سياسي، داعيا كافة الطوائف والمذاهب الى التوحد بوجه الجماعات التكفيرية ونهجها اللغائي الذي يستهدف الجميع.
وانطلاقا من رسالة جده رسول الله -ص- الذي ارسل رحمة للعالمين وليس لفئة معينة، كانت حركة الامام الحسين -ع- بجوانبها الثورية والاصلاحية والانسانية. فمثل بحركته دعوة لكل البشرية للتمسك بالحق والوقوف بوجه الفساد والظلم.
كما مثلت دوافع ثورته مبدءا شاملا يؤكد عدم حصر مجابهة الظلم بفئة معينة ولا توجيه بوصلتها لاستهداف فئة معينة ايضا. وهو ما تجلى بوضوح في اصحاب الحسين-ع- الذين استشهدوا معه والذين كانوا من اعراق وانساب مختلفة.
فمقاتلة جون النصراني الى جانبه لم تكن بدافع القرابة ولا النسب بل للاقتناع بالحق ومجابهة الحاكم الظالم. كما ان العشرات من اصحابه الذين ينتمون لقبائل وانساب مختلفة اظهرت البعد العالمي لرسالته التي ارادها موجهة الى كل العالم، لان الظلم لا يحصر بجماعة معينة كما لا تحصر محاربة الظلم بفئة ايضا.
وبما ان اسس واهداف ثورة الامام الحسين-ع- موجهة الى كل العالم وبكل الازمنة، فانها ما زالت مستمرة حتى هذه الايام، وما زالت الموضوع الاهم الذي تقوم عليه عاشوراء المستمرة بفضل تضحياته، لا سيما وان الصراع مع الظلم ما زال قائما.
غير ان لجوء البعض الى حصر هذا الصراع وتصويره بمشهد الصراع الفئوي يتطلب التمسك اكثر برسالة الحسين والاحتذاء بمفاهيمها.
امر تم التشديد عليه من منابر عاشوراء حيث اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان تصوير ما يجري بالمنطقة بانه صراع سني شيعي خطا كبير، مشيرا الى ان صراعات عديدة بالمنطقة تجري بين جماعات تنتمي لطرف او فئة واحدة.
حول الثورة الحسينية واهدافها الموجهة الى كل العالم وبكل الازمنة قال الباحث الاسلامي محمد الشيخ ان الله سبحانه وتعالى قال لنبيه الكريم «وما أرسلناك الا رحمة للعالمين» وليس رحمة للمسلمين.
وأضاف الشيخ في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية ان الدين الذي اتى به محمد (صلى الله عليه وعلى آله) لم يكن فئويا او طائفيا او مناطقيا، بل هو عالمي...
01:50 - 11/5 IMH