خاص: مسؤول ايراني بارز يتحدث عن كواليس المفاوضات النووية

خاص: مسؤول ايراني بارز يتحدث عن كواليس المفاوضات النووية
الأحد ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-30/11/2014- اكد رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي ان مواقف ايران والدول الست اصبحت قريبة اكثر من اي وقت مضى بخصوص القضايا الرئيسية محل الخلاف في المفاوضات النووية، وعلى رأسها مستوى تخصيب اليورانيوم والحظر، معتبرا انه اذا لم تتدخل ارادات اخرى على خط المفاوضات للتأثير عليها فانها ستصل الى نتيجة خلال السبعة اشهر القادمة.

وقال بروجردي لقناة العالم الاخبارية الاحد: المفاوضات تسير باتجاه ما اقره مجلس الامن القومي في ايران، ومن الطبيعي ان الفريق الايراني اذا لم يرد او لم يستطع المقاومة امام المطالب الاميركية، فان المفاوضات لم يطل امدها الى هذا الحد.

لا ترجع، والاميركان تحت ضغوط صهيونية واقليمية

واضاف بروجردي: موقنا واضح وصريح، ومن دون اي تراجع عن الثوابت المعلنة، لكن الاميركيين تحت ضغوط الصهاينة وبعض الاطراف الاقليمية، ولا يستطيعون اتخاد القرارات المنطقية اللازمة، ولذلك حان الوقت ان يعيد الاميركان النظر في مواقفهم اذا ما ارادوا التوصل الى اتفاق.

ولم ينف رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي امكانية ان تكون للمفاوضات نتائج جيدة، معتبرا ان ذلك مرتبط بتطورات المفاوضات اللاحقة او خارج غرف المفاوضات.

لا ترجع، والاميركيان تحت ضغوط صهيونية اقليمية

واشار بروجردي الى ان الطرفين اقتربا من التوصل الى اتفاق حول مفاعل اراك للماء الثقيل، ومستوى وحجم التخصيب، وعدد اجهزة الطرد المركزي، ولذلك صرح بعض اعضاء مجموعة 5+1 بان اتفاقات غير مسبوقة تم التوصل اليها في هذه المفاوضات، مشيرا الى ان ذلك يسري حتى على قضية الحظر، وكيفية انهاءه.

هناك تقدم في مسألتي الحظر والتخصيب

واكد رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي ان هناك تقدما في المفاضات حول مسألتي التخصيب والحظر، واعتبر الأجواء بانها اصبحت افضل من السابق بهذا الشأن، لكن لم يتم بعد التوصل الى اتفاق نهائي، لكن لو استمرت الامور على هذه الشاكلة ولم تدخل على الخط ارادات اخرى فانه سيكون من الممكن التوصل الى اتفاق.

وتابع بروجردي: كما في السابق المفاوضات كانت صعبة ومعقدة وشاقة، منوها الى ان الفريق الايراني كان فريقا صغيرا، على عكس الوفود الاخرى وخاصة الوفد الاميركي الذي كان يضم 130 عضوا ومن اختصاصات مختلفة.

المسائل الفنية ذرائع، وايران قوية بدون النووي

واشار رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي الى ان جزء كبيرا من المفاوضات هو سياسي، وهي مزيج بين السياسي منها والفني، ونحن نعتبر ان الجانب الفني هو اقرب الى ذرائع منه الى قضايا حقيقية، لان الاميركيين يعلمون جيدا ان ايران ليست في وارد صنع سلاح نووي، وقبلت بالتفتيش في اطار قوانين الوكالة الدولية، وكاميرات الوكالة تعمل، والاهم من ذلك انه لا مكان للسلاح النووي في الاستراتيجية الدفاعية للجمهورية الاسلامية.

وتابع بروجردي: العالم يشهد ان ايران بلد قوي، لكن هناك بلدانا في المنطقة يملكون السلاح النووي لكنهم ليسوا اقوياء، وهذا يدل على ان السلاح النووي لا يأتي بالقوة، فقوتنا في ايماننا ووحدتنا الوطنية، وعمليتنا السياسية، وولاية الفقيه.

وحول تصريحات سماحة القائد فيما يتعلق بدور اللوبي الصهيوني وتأثيره على المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1، قال رئيس لجة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي: هناك ضغوط جدية من اللوبي الصهيوني للتأثير على المفاوضات، حيث يعتقدون خطأ بان ايران ستكون اقوى في حال التوصل الى اتفاق مع 5+1، متناسين ان ايران وفي ظل التحولات الجارية في المنطقة هي قوية.

واشار بروجردي الى ان الكثير من الانجازات العلمية والتقنية تحققت تحت وطأة الحظر، ولذلك فنحن اقوياء اليوم، وهذا ما قاله وزير الخارجية بصراحة للجانب الاميركي.

سياسة اميركا الاحتفاظ بورقة ضغط دائمة على ايران

واضاف رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي: النقطة الاخرى التي تطرق اليها سماحة القائد هي ان السياسة الاميركية تقتضي الاحتفاظ بورقة ضغط على ايران دائما، والسبب وراء عدم رفع الحظر عن ايران هو ان يتمكنوا من الضغط عليها متى ما شاؤوا ذلك، ولذلك فإننا نرفض ذلك ونطالب برفع الحظر عن ايران نهائيا.

واشار بروجردي الى المواقف المختلفة للتيارات والاحزاب والاطراف المختلفة في البلاد من المفاوضات النووية وتمديد امدها، وقال ان ايران بلد حر وديمقراطي، ومن حق اي احد ان يعبر عن رأيه بخصوص اي من القضايا، لكن فصل الخطاب فيما يتعلق بالمفاوضات كان لسماحة القائد الذي اعلن عدم رفضه لتمديد المفاوضات، كما لم يعارض اصل المفاوضات من قبل.

هناك تقدم في مسألتي الحظر والتخصيب والمسائل الفنية ذرائع، وايران قوية بدون النووي

واعتبر ان هذا الموقف من سماحة القائد انما يأتي لسحب البساط من تحت اقدام الصهاينة والاميركيان والاعلام والدعاية التابعة لهم التي تريد الترويج لان ايران تشكل خطرا وانها تريد صنع سلاح نووي، منوها الى ان ايران لو كانت تريد صناعة سلاح نووي لما وقعت معاهدة منع الانتشار النووي، ولما افتى سماحة القائد بحرمة صنع او امتلاك السلاح النووي.

المفاوضات اثبتت ان ايران منطقية في خياراتها

كما اعتبر رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي ان من حسنات هذه المفاوضات انها اثبتت للعالم بان ايران اهل للتفاهم والمنطق والدليل والتعامل والاتفاق، واذا لم يتحقق ذلك فانه بسبب المطالب الاميركية غير المنطقية.

وحول ما اذا لم تتوصل المفاوضات خلال السبعة اشهر المقبلة الى نتيجة، واحتمال تدخل مجلس الشورى الاسلامي في ايران لوقفها، قال بروجردي: الموضوع النووي هو امر قومي، ولهذا فان الملف هو بيد وزارة الخارجية والبرلمان ومجلس الامن القومي، الذي يضم رؤساء القوى، والقيادات العسكرية العليا، ووزراء الداخلية والدفاع والخارجية والامن.

وتابع بروجردي: لا يمكن ان ندخل في هذا الموضوع بدون تنسيق، لكن مجلس الشورى باعتباره ممثل الشعب له دور تاريخي، وعندما قبلت ايران بالبروتوكول الملحق طوعا، تدخل مجلس الشورى واوقف ذلك، ما هيأ لاتخاذ خطوات كبيرة.

واضاف رئيس لجة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي: لذا فان البرلمان اذا ما استدعت الضرورة يتدخل بالتأكيد، ولا يعني ذلك مواجهة الحكومة، بل المساعدة في تحقيق الاستراتيجية التي يقرها النظام على صعيد الموضوع النووي، ومن وراءه الارادة الوطنية.

تشديد الحظر على ايران لن يخدم ازمات اميركا في المنطقة

وحول رد ايران فيما اذا اقدم الكونغرس الاميركي على تشديد الحظر علي ايران قال رئيس لجة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي ان اوضاع المنطقة معقدة جدا، وكثير من قضاياها مرتبطة ببعضها البعض، وسواء كان الجمهوريون ام الديمقراطيون فان الولايات المتحدة متورطة في ازمات المنطقة في افغانستان وسوريا وفلسطين والعراق وغيرذلك.

سياسة اميركا الاحتفاظ بورقة ضغط دائمة على ايران وتشديد الحظر على ايران لن يخدم ازمات اميركا في المنطقة

واردف بروجردي: وبالتالي فان القضية ليست الولايات المتحدة وايران والقضية النووية، حتى يتخذوا قرارات ويشددوا الحظر، معتبرا ان القضايا مترابطة، والاميركان يعرفون مكامن ضعفهم في المنطقة، وكم بامكان ايران ان تؤثر في عدة ملفات وتوجد ظروفا تعتبر صعبة لهم.

واشار الى ان هذا هو الواقع، ونحن لم نوجه للطرف الاخر تهديدا ولا تلويحا، لكن اريد ان ارسم الصورة الواقعية للساحة، وبرأيي فان الاميركيين يعرفون هذه الحقيقة افضل من غيرهم، ولذلك فانهم هم من يصرون على استمرار المفاوضات.

كيري طمأن عرب الخليج الفارسي حول المفاوضات

وحول تأثير الملفات الاقليمية على المفاوضات النووية قال رئيس لجة الامن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي انكم سمعتم بكل تأكيد ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مرحلة من المفاوضات اتصل بعدد من الدول العربية في الخليج الفارسي، ووضعهم في صورة المفاوضات.

واعتبر بروجردي ان هذا الامر يبين قلق هذه الدول من التحولات القادمة، وانه ما الذي سيحصل بين ايران واميركا، ومدى حساسية وحذر الولايات المتحدة من اتخاذ خطوات يمكن ان تثير حلفاءها الاقليميين، ما يمكن ان يؤدي ان اثارة قلقهم او ان تفقدهم.
MKH