"اسرائيل": حزب الله سيغرقنا في عتمة تمتدّ شهوراً

الأربعاء ٠٣ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

المعادلة التي ارساها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، باستهداف منشآت الكهرباء الاسرائيلية رداً على استهداف البنية التحتية في لبنان، حرّكت مراكز الدراسات الامنية الاسرائيلية لفحص قدرة قطاع الطاقة على مواجهة الصواريخ الدقيقة والثقيلة في الحرب المقبلة.

خلصت دراسة صدرت اخيرا عن مركز ابحاث الامن القومي في تل ابيب الى ان قطاع الكهرباء ومنشآته لن يصمدا امام هجمات حزب الله في "حرب لبنان الثالثة"، ما يعني ان "اسرائيل" ستعاني عتمة تمتد لاشهر إذا وقعت الواقعة.

شارك في الدراسة طاقم كبير من الباحثين برئاسة المسؤول عن خطة ابحاث الجبهة المدنية مائير الرن، وخبراء وموظفون حاليون وسابقون في مرفق الطاقة، ومسؤولون في وزارتي البنى التحتية والبيئة، وشركة الكهرباء. ووجد الباحثون ثغراً مقلقة، ما يشير الى ان "(اسرائيل) غير مستعدة لمواجهة تهديدات اطلاق الصواريخ الدقيقة والثقيلة من الشمال".

صحيفة "غلوبوس" الاسرائيلية التي افردت صفحات عدة للدراسة، نقلت عن ضباط في الجيش ومسؤولين في المؤسسة الأمنية ان المسألة اكثر الحاحا من اي أمر آخر، وخاصة ان جولة القتال المقبلة مع حزب الله لن تكون شبيهة بجولات قتال خاضتها "اسرائيل" سابقا، حجماً وقوة.

وبحسب الدراسة، فإن قطاع الكهرباء لن يعاني في الحرب المقبلة فقط من الصواريخ البالستية الضخمة المتوافرة في حوزة الحزب، بل ايضا من الصواريخ القصيرة المدى، لان منظومات القبة الحديدية التسع ستخصص لحماية قواعد حساسة للجيش.

والمسألة الاكثر الحاحاً، بحسب فريق البحث، هي قدرة اسرائيل على اعادة التيار الكهربائي والفترة الزمنية التي يستغرقها اصلاح الاضرار او اعادة بناء المحطات، إذ "ما من معيار واضح حول المدة التي ستنقطع فيها الكهرباء عن الاسرائيليين، وما دامت المدة غير ملحوظة، فلن يكون هناك استعداد مناسب للتعامل مع هذه المسألة".

وخلصت الدراسة الى ان مستوى الجاهزية الحالي في "اسرائيل" ازاء ضربات تلحق بشبكة الكهرباء، غير متجانس، فـ"بينما شركة الكهرباء وفرت استعدادا جيدا لمواجهة اضرار زلزال او هزة ارضية، الا ان نوعا كهذا من التهديد بعيد عن الواقع وبنسبة منخفضة جدا، اما التهديد الاكثر معقولية، فالهجمات الصاروخية التي لم يجد الفريق حيالها استعداداً كافياً".

ولفت رئيس فريق البحث الى ان استعدادات شركة الكهرباء الاسرائيلية غير كافية، لانها عملت ضمن معايير ملحوظة لدى الدول الغربية، ما يعني انها غير مهيئة لمواجهة تهديدات استثنائية. وأوضح ان مسألة الكهرباء في "اسرائيل" تختلف عن اي دولة اخرى من نواح عدة، كما هو حال الاقتصاد وغيره من القطاعات الرئيسة، التي لا يمكن ان تستمر وتؤمن الخدمات من دون كهرباء وطاقة، حتى لمدة زمنية قصيرة، ذلك ان "(اسرائيل) موجودة كجزيرة في هذه المنطقة، ومعزولة عن جاراتها، ولا يمكن استدراج الكهرباء من حولها"، لافتا الى ان "اعتماد المؤسستين المدنية والعسكرية في إسرائيل على تأمين منتظم للكهرباء، أمر مصيري وملح".

وفي خلاصة البحث، يشير الخبراء الى ان الفريق لم يدرس واقع منشآت حيوية اخرى هي عرضة ايضا لصواريخ حزب الله، مثل منشآت الغاز الطبيعي في عرض المتوسط، واعدا بدراسة قريباً مخصصة لهذا القطاع لفحص جاهزية السلطات لسيناريوهات متطرفة.

يحيى دبوق/ الاخبار