داود أوغلو: هدفنا استئناف المفاوضات لتسوية أزمة الجزيرة القبرصية

داود أوغلو: هدفنا استئناف المفاوضات لتسوية أزمة الجزيرة القبرصية
السبت ٠٦ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٠:٤٢ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو؛ أن هدف تركيا الرئيس يكمن في استئناف المفاوضات بين شطري الجزيرة القبرصية؛ من أجل التوصل لحل لتسوية الأزمة القائمة بينهما، مشيراً إلى أن الدولتين التركية واليونانية؛ "تعتبران ضامنتان لقبرص بحكم أنهما الوطنين الأم للقبارصة الروم والأتراك، وأن لديهما إرادة قوية لاستئناف المفاوضات".

جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة التركية، مساء الجمعة، عقب لقاء عقده مع ممثلي أتراك "تراقيا الغربية" بالعاصمة اليونانية أثينا؛ حيث يزورها حاليا لإجراء مباحثات رسمية، لافتا إلى أن اللقاء الذي جمعه بنظيره اليوناني، تمحور حول عدد من الموضوعات منها أزمة الجزيرة القبرصية.

وشدد على أن إظهار تركيا واليونان إرادة قوية لحل تلك الأزمة؛ "سيكون له مردود إيجابي على المفاوضات بين الجانبين التركي والرومي"، لافتا إلى حرص تركيا على القيام بدورها بهدف استئناف المفاوضات مرة ثانية. وذكر أنه تناول مع المسؤولين اليونانيين العديد من الموضوعات المتعلقة بنقاط الخلاف في تسوية الأزمة.

وتابع قائلا: "نريد في الوقت الراهن إزالة كافة الخلافات، واستئناف المفاوضات مرة ثانية بين الجانبين، ونؤكد أننا ضد أي مواقف أو تصرفات أحادية الجانب من الطرفين، فبعقد اللقاءات فيما بيننا يمكننا حل الأزمة، لكن أن ينفرد جانب دون آخر، على اعتبار أنه يمثل الجزيرة بأكملها، فهذه تعتبر خطوة أحادية الجانب".

وأشاد رئيس الوزراء التركيو؛ بجدية وصراحة اللقاءات والمباحثات الرسمية؛ التي أجراها مع عدد من المسؤولين اليونانيين، خلال زيارته الرسمية الحالية لأثينا، قائلاً: " لذلك لا ينتظر أحد أن يحدث توتر بين تركيا واليونان ".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التركية، في ختام منتدى الأعمال التركي - اليوناني بأثينا، والذي انعقد مساء اليوم الجمعة، حيث خاطب فيها رجال الأعمال من البلدين قائلا: "يمكنكم وبدون أي تردد القيام بكافة أشكال المشاريع الاستثمارية هنا أو في تركيا، سواء أكانت طويلة أو متوسطة أو قصيرة الأجل".

وأعرب داود أوغلو عن أمله في نجاح منتدى الأعمال، وعن شكره لنظيره اليوناني أنطونيوس ساماراس، لحفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق له، مشيرا إلى أنه عقد على مدار اليوم؛ لقاءات إيجابية مع ساماراس، والرئيس اليوناني، كارولوس بابولياس.

ولفت داود أوغلو إلى أن تركيا واليونان اتخذتا قبل 4 سنوات قرارا؛ بوضع آلية مجلس التعاون رفيع المستوى بينهما، مؤكداً أنه كان قرارا استراتيجيا بالنسبة لبلاده حيث قال: "نهدف من ورائه؛ تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، والعودة إلى علاقة الصداقة الدائمة، وأن نعمل على جعل العلاقات بيننا؛ تمثل نموذجا في السلام في شرق المتوسط والبلقان وإيجه، والعمل معاً في أوروبا، والعمل معا في المحافل الدولية".

وأوضح "أن تركيا تولي أهمية كبيرة لامتلاكها وجارتها اليونان لاقتصادٍ قوي، كما أننا نولي نفس الدرجة من الأهمية لاستقرار اليونان، لأن استقرارها من استقرارنا، ورفاهيتها من رفاهيتنا"

كما تطرق رئيس الحكومة التركية خلال حديثه؛ إلى الأزمة التي تعاني منها الجزيرة القبرصية، وذكر في هذا الخصوص، أن حل هذه الأزمة وتسويتها في أسرع وقت؛ سيؤدي إلى مكاسب كبيرة تعود على شطري الجزيرة التركي والرومي، وعلى اليونان وتركيا أيضا، بحسب قوله.

وأوضح أنهم لا يرغبون في حدوث توتر في بحري إيجه والأبيض المتوسط، مضيفا "فنحن نريد حل كافة المشاكل عن طريق الحوار، فإذا حدث توافق حينئذ يمكننا الحل بسهولة، أما إذا اعترضت طريقنا بعض الخلافات، فلنضعها بين قوسين ونستمر في طريق الحل، ولا نتوقف".

وأوضح أنه من الطبيعي أن تقع خلافات بين أي دولتين في العالم، مشيرا إلى أنهم اتخذوا قرارات؛ من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين تركيا واليونان بشأن منطقة بحر إيجه.

ووصل داود أوغلو أثينا في وقت سابق أمس، في زيارة رسمية تستغرق يومين، حيث أقيمت مراسم استقبال عسكري له، في مطار "إلفثيريوس فينيزيلوس" الدولي بأثينا، حضره جاويش أوغلو، ووزير النظام العام اليوناني، فاسيلاس كيكيلياس، إضافة إلى السفير التركي لدى أثينا، كريم أوراس، وعدد من المسؤولين.

والتقى داود أوغلو، نظيره اليوناني ساماراس في مقر رئاسة الوزراء بأثينا، ومن قبله اجتمع بالرئيس اليوناني "كارولوس بابولياس"، في القصر الجمهوري. كما التقى ممثلين عن أتراك تراقيا الغربية، في العاصمة اليونانية أثينا، التي يزورها حاليا لإجراء مباحثات رسمية.