سياري: المباحثات النووية لم تؤثر على القدرات العسكرية لايران

الإثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٩:٥٠ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏08‏/12‏/2014 – أكد قائد سلاح البحرية الايرانية أن إستعداد وجهوزية القوات المسلحة الإيرانية يزداد يوما بعد يوم، مشيرا الى أن القوى العسكرية الإيرانية غير مهتمة بنتائج المباحثات النووية ومستوياتها، وأن هذه المباحثات لم تؤثر على القدرات العسكرية للقوات المسلحة الإيرانية.

وقال الادميرال حبيب الله سياري في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية إن مناطق الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي تتمتع بأهمية خاصة على صعيد حركة السفن التجارية والسفن الحاملة للنفط لكافة دول المنطقة، ولهذا فإن حفظ الأمن والأمان في هذه المنطقة يحظى بإهتمام خاص وله اهميته الكبيرة.

وأضاف سياري: ولهذا السبب سعينا جاهدين، من خلال الحظورالدائم والمستمر للقوى البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والقوى البحرية لحرس الثورة الإسلامية المتواجدة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، سعينا في الحفاظ على أمن طرق المواصلات والتردد التجارية الموجودة في المنطقة وسهولة التنقل والذهاب والإياب.

وتابع: هناك آخرين من خارج المنطقة ويتواجدون فيها ويبررون وجودهم بذريعة حفظ الأمن، ولطالما أعلنا ان الامان موجود في هذه المنطقة عن طريق وجودنا نحن، ولطالما أكدنا أنه لدينا القدرة للحفاظ على أمن هذه المنطقة المهمة للعالم بأسره والإستمرار لحفظ الأمن فيها.

مناورات ايرانية خلال الاسابيع المقبلة

وصرح الادميرال سياري: بإمكان المتابع لبرامج المناورات الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية في إيران أن يلاحظ في البرنامج السنوي أننا بدأنا مناوراتنا من سطوح متدنية ومرحلة السفينة الواحدة الى أن وصلنا الى مراحل السفن المتعددة ومن ثم الاسطول الذي تشارك به مدمرات عائمة ومدمرات حاملة للصواريخ او حتى غواصات وكذلك قطعاتنا الطائرة او القطع العسكرية لراجمات الصواريخ بر-بحر، او فرق العمليات الخاصة او فرق المغاوير والكوماندوز، كل هذه الفرق العسكرية تشارك في المناورات كل في سطحه ومستواه، لكي يقوموا بتطبيق التدريبات التي تلقوها بشكل عملي ويزيد من خبراتهم العسكرية ولياقتهم البدنية والقتالية.

واضاف سياري: نحن عادة نتوقع كل عام او عامين مناورات عسكرية واسعة تشارك فيها اقسام من هذه التشكيلات العسكرية وجزء من المدمرات العائمة أو الغواصات أو القطع الطائرة او الوية راجمات الصواريخ وباقي المؤهلات المتوفرة للقوة البحرية. وهناك ترتيب يتم لإجراء مناورة عسكرية تتناسب مع الإمكانيات المطلوبة والمتوفرة.

وتابع: عادة ما يتم في هذه المناورات تبادل الخبرات وتجربة الأسلحة الموجودة لدى الوحدات المقاتلة وكذلك تطوير مهارات العاملين والمشاركين إضافة الى تدريبات العلاقات، والحضور والمشاركة والإستمرار في التدريبات الأمنية والإستطلاعية، وتدريبات الإتصال مع الآخر، كما نقوم بتقييم الأداء والقيادة، وفحص مهارات التنظيم والقيادة والتحكم.

الادميرال حبيب الله سياري

وصرح: لقد قلنا مرارا إنه مهما سعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى رفع جاهزية قواتها المسلحة وجيشها وخصوصا القوى البحرية التي نالت لقب الإستراتيجية، فهذا فقط من أجل الدفاع عن حدود ومصالح ومنابع وثروات البلاد كمسؤولية على عاتقها. ونحن نرغب ونسعى أن تكون قدراتنا الدفاعية وقدراتنا الرادعة على مستوى يخولنا من الصمود والدفاع أمام أيّ موقف وتهديد يواجهنا، ونبعد الخطر عن بلدنا، وهذا يحتاج الى قدرات عالية، وهي لا تشكل تهديد لأي أحد، وإنما هي للدفاع عن حدود ومصالح وثروات الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

واشار سياري الى أن الموعد الدقيق لإجراء مناورات الولايات المقبلة سیُحدد بعد الإجراءات الروتينية، ولكن شهر كانون الثاني من العام المقبل هو الزمن التقريبي لهذه المناورات.

وحول مكان إجراء المناورات اوضح سياري: نحن سوف نبدأ من مضيق هرمز وبحر عمان وشمالي المحيط الهندي، إلى مدار الدرجة العاشرة حيث قوى الأمن الخاصة بنا موجودة هناك، وتبذل جهدها لإقرار الأمن في المنطقة وتنظم دوريات وخصوصا من أجل مواجهة قراصنة البحر.

وقال: من دواعي فخرنا اليوم، أنه بناء  على قدراتنا في المنطقة خصوصا في مناطق خليج عدن وباب المندب وأجزاء من البحر الأحمر وشمال المحيط الهندي، أصبح لنا حضور مؤثر في إيجاد الأمن وخصوصا للخطوط التجارية، ليس للجمهورية الإسلامية فحسب، وإنما لكل الدول. لأنّ الأمن يهمنا في أي منطقة من العالم، ويوجد جزء من هذه المناورات یختصّ بمكافحة القرصنة البحرية وإيجاد الأمن في المنطقة.

 "قلق" دول في الخليج الفارسي من المناورات الإيرانية

وصرح الادميرال سياري: في كل مناوراتنا العسكرية لدينا دائما رسائل سلام ومحبة لكافة الدول المجاورة، فأحد أهم أهداف المناورات هي توجيه رسائل سلام لكافة دول المنطقة، وطمأنة هذه الدول بأنه بإمكاننا ومن خلال مساعدة بعضنا البعض أن نؤمن الأمان المطلق على صعيد البحر، ولذلك فنحن لسنا بحاجة لتواجد الآخرين من أجل الحفاظ على الأمن، وهذا يشكل أحد أعظم أهدافنا.

وقال: نحن دائما ندعو كافة دول الجوار للمشاركة في مناوراتنا العسكرية، لكي نضع قدراتنا إلى جانب بعضنا البعض، ونقف جنبا إلى جنب لنكون المحافظين على الأمن في المنطقة. لا مشكلة لدينا في أن نقوم بتدريبات او مناورات مشتركة بناءً على قواعد التعاون الموجود بيننا، القواسم الثقافية المشتركة بيننا، القواسم الدينية المشتركة بيننا، نستطيع القيام بمناورات مشتركة، ويجب أن نصدق ونؤمن بأنه بإمكاننا التكاتف من أجل إقرار الأمن، ونؤمن بأنه لا حاجة لوجود الآخرين.

 التواجد العسكري الأميركي في الخليج الفارسي

وأوضح الادميرال سياري: أن الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي وكافة البحار في العالم لها تعريف، وقد تمّ تحديد المياه الإقليمية فيها، والمكان الذي يسمى بالمياه الإقليمية العالمية، بإمكان أيّ شخص التواجد فيها شريطة مراعاة القوانين الحاكمة عليها، تماما كحضورنا نحن باسم جيش الجمهورية الإسلامية في ایران اليوم في شمال المحيط الهندي وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وفي سيريلانكا وخليج بنغلادش وبحر الصين وفي المحيط الهادئ.

الادميرال حبيب الله سياري

واضاف: في البحر توجد مناطق دولية، توجد مناطق مياه مقسمة مناطقیاً، في المياه المناطقية تطبق قوانين المناطق والبلدان عليها، ونحن لا نسمح بأي شكل من الأشكال أن يدخل أحد مياهنا الإقليمية، نحن نقوم بشكل دائم ودون أي انقطاع بمراقبة كافة التحركات، أيّ تحرك يراعي القوانين الدولية في المياه الدولیة مسموح به ، ولكن إن أرادوا تشكيل أي خطر لأي أحد بالتأكيد سوف يوجه لهم تحذير، فنحن أمة حيّة، ونراقب سواحلنا شبرا شبرا، ونكافح كافة أشكال القرصنة في البحر، ونواجه ونكافح أيّ نوع من الاخلال في انضباط البحر، ونبذل قصارى جهدنا فيما يخصّ موضوع أمن المنطقة.

وتابع سياري: نحن ما زلنا نطالب بخروج أيّ شخص من خارج منطقتنا وموجود فيها، لأننا سبق وذكرنا ونذكر الآن أنّ وجود الآخرين ليس سببا لأمن المنطقة، والتجارب أثبتت ذلك في أي مكان من أنحاء العالم بأنّ دخول أي غرباء عن منطقة ما إليها سیرافقه غياب الأمن.

 تأثير المباحثات النووية على القدرات العسكرية الايرانية

أما فيما يخصّ المباحثات النووية وما اذا كان لها تأثير على القدرات العسكرية الإيرانية، قال الادميرال سياري: إن القوى العسكرية عادة ما تكون غير مهتمة بنتائج المباحثات ومستوياتها، نحن نتخذ مواقفنا وجهوزيتنا من التسلسل العسكري الذي ينتهي بالقائد العام للجيش، وهو يرى أنّ القوات العسكرية يجب أن تكون مستعدة دائما.

وأضاف سياري: العمل يسير في طريقه المعتاد، ولا يوجد أيّ تأثير على جهوزيتنا العسكرية، جهوزيتنا لحظية، نحن نصبح مستعدین في لحظة، ولن نسمح أن تؤدي المباحثات أو الذهاب والإياب أو الأمور الخاصة الموجودة إلى تراجع مستوی جهوزيتنا، هذا غير مقبول.

وتابع: نحن من واجبنا أن نرفع من جهوزيتنا بشكل دائم، هذه إحدى خصائص القوّات المسلحة، القوات المسلحة يجب أن تكون كل يوم مستعدة أكثر من اليوم الذي سبقه، بأن تكون قواها البشرية مستعدة، وأن تكون معداتها جاهزة، أن تكون أسلحتها جاهزة، أن يكون تكتيكها جاهزا، وتقوم بالمناورات اللازمة، لكي تقوم بالمهمة التي توكل إليها، وهذه هي فلسفة وجود القوات المسلحة، لم يقل أحد إلى الآن أنه بوجود المباحثات لسنا بحاجة للقوى المسلحة، القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية في ایران هي للدفاع عن حدود هذه الدولة وثرواتها، وكل يوم يزداد استعداد وجهوزية هذه القوات.

 مدى سيطرة إيران على مضيق هرمز

وقال الادميرال سياري إن شمال المحيط الهندي بأسره یُعتبر منطقة استراتيجية، ومنطقة مهمة، لأنّ أغلب الطرق التجارية وطرق نقل الطاقة موجودة في هذه المنطقة، أما المنطقة بين مضيق هرمز ومضيق باب المندب ومن الجهة الأخرى مضيق ملقة في جنوب شرق آسيا، فإن هذه المضائق تشكل مثلثا تعبر داخله نسبة كبيرة من التجارة العالمية، ولهذا فالمنطقة تمتاز بأهمية خاصة، أما مضيق هرمز على اعتباره يربط الخليج الفارسي ببحر عمان والطرق الأربعة الرئيسية فهو يتمتع بأهمية خاصة.

واضاف: أمن مضيق هرمز مهمّ للعالم بأسره ومهمّ للجمهورية الإسلامية في ایران، وإلى اليوم ساد الأمن مضيق هرمز بهمة الجمهورية الإسلامية في ایران، وسوف نحافظ على أمنه في المستقبل أيضا، فالجمهورية الإسلامية تطلّ على المضيق بشكل كامل، ولا توجد أيّ محدودية في مجال إحلال الأمن على مضيق هرمز والخليج الفارسي وشمال المحيط الهندي، وخصوصا بحر عمان الذي یُعتبر من المناطق الحصرية للتجارة والنشاط الإقتصادي الإيراني، ونحن نشرف على المنطقة بشكل تام.

 العلاقة مع سلطنة عمان

وحول العلاقات الايرانية العمانية قال الادميرال حبيب الله سياري: إن علاقة دولتنا بسلطنة عمان الصديقة والشقيقة هي علاقة وطیدة، ويوجد بيننا تعاون مناسب بخصوص ما يتعلق بإدارة مضيق هرمز، وكما تعلمون يجمعنا بهم سنويا تدريب بحري مشترك، حيث نقوم بمناورات مشتركة، وهي مناورات الدعم والإنقاذ لأنّ مسؤولية تأمين المنطقة في هذا المجال تقع على عاتقنا، والحمد لله استطعنا إلى اليوم القيام بهذه المهمة، ومن أجل تطوير خبراتنا والتحكم في المنطقة خصوصا على صعيد الدعم والإنقاذ نقوم بهذا التدريب السنوي، عاما بإشراف الجمهورية الإسلامية في ایران وعاما آخر بإشراف سلطنة عمان، وهذا الأمر يتمّ على أحسن وجه ممكن، ونحن نقوم بإكتساب الخبرات والتجارب اللازمة في هذا المجال. يوجد تعاون جیّد بيننا وتقارب حميم وكل ما يتعلق في مجال الدعم والإنقاذ يسير بشكل جیّد.

 التعاون العسكري البحري لايران مع البحريتين الروسية والصينية

وصرح الادميرال سياري إنّ القوات البحرية للجمهورية الإسلامية في ایران استطاعت بحضورها المؤثر خصوصا في منطقة خليج عدن وباب المندب أن تقوم بدور فاعل على صعيد محاربة القرصنة البحرية، وقد تم الثناء علیها إلى الآن مرارا وتكرارا من قبل المنظمة الدولية للملاحة البحرية.

وقال سياري: كانت لنا رحلات ملاحية إلى بحر الصين والمحيط الهادي، وقد قمنا بزيارة أحد المرافئ الصينية في جنوب جمهوریة الصين الشعبية. وقمنا بإجراء بعض المباحثات فيما يخص إيجاد العلاقات وحركات التنقل ومجالات التعاون التي نستطيع المساهمة بها خصوصا فيما يتعلق بموضوع احلال الأمن ومحاربة القرصنة البحرية.

واضاف: قامت في الفترة الأخيرة القوى البحرية الصينية بزيارة مرفأ بندر عباس الإيراني، وقد رست لهم سفينتان في بندر عباس، وحلوا ضيوفا علينا لعدة أيام، کما قاموا بجولة تفقدية جیّدة. وفي اليوم الأخير الذي غادروا فیه مرفأ بندر عباس، اجرينا تدربا بحريا لمدة يوم واحد مع القوى البحرية الصينية.

وتابع: قمنا العام الماضي برحلة بحرية إلى ميناء أستراخان الروسي على بحر قزوين، حيث رست سفننا في هذا المرفأ الروسي، وقمنا بجولة تفقدية للميناء مدتها ثلاثة أيام، وكانت القوات البحرية الروسية هي مضيفتنا حينها. وروسيا أيضا تسعى إلى تطوير التعاون بين البلدين وخصوصا في مجال تعامل القوات البحرية، وقد أرسلوا الشهر المنصرم سفينة حربية للقيام بجولة تفقدية للمنطقة الرابعة للقوات البحریة في مرفأ بندر أنزلي، وحلوا ضيوفا علينا لأربعة أيام، وتمت في هذه الزيارة جولات تفقدية مفيدة، حيث تمّ التأكيد في هذه الجولات على رسالة السلام بين الدول المجاورة.

وحول امكانية اجراء مناورات مشتركة مع الصين أو روسيا في المستقبل، قال سياري إن هذا أمر محتمل، هذا يتعلق بالسياسة الشاملة للدولة، فإذا ما تمّ التوصل لنتيجة بأنه يجب أن نقوم بمناورات عسكرية مشتركة معهم، فنحن علی أتمّ الإستعداد لهذا الأمر. المهم هو أنّ القوى البحرية الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية في ایران تحتل موقعا من القدرة والقوة بحيث يمکّنها هذا الموقع من القيام بمناورات عسكرية مع الدول الأخرى، هذا الأمر يؤكد معنى كلمة الإستراتيجية، وتطوير هذا المفهوم في المياه الدولية هو فقط من أجل التواجد فيها ضمان الأمن والأمان للمنطقة ودولها.

 إمكانية التواجد الإيراني في البحر الأحمر

وأكد الادميرال حبيب الله سياري أن إيران بإمكانها التواجد في المياه الدولية للبحر الأحمر، قائلا: كما أننا نقوم بالإبحار في المحيط الهندي الجنوبي، وكما قمنا بالإبحار في المحيط الهادئ، بإمكاننا الإبحار في المحيط الأطلسي أيضا، وحضورنا هناك لا يشكل أي تهديد لأيّ أحد، لأننا لسنا بصدد تحقيق هدف خاص، وعلى اعتبار أنّ المياه الدولية ملك لكافة الشعوب، ونحن أيضا يحقّ لنا التواجد في المياه الدولية مع الإلتزام بالقوانين والأنظمة الدولية الخاصة بالمياه الدولية.

AM – 07 – 21:59