الغامدي: حقيقة الدين ورع وتقوى، وليس لحية طويلة وثوب قصير

الغامدي: حقيقة الدين ورع وتقوى، وليس لحية طويلة وثوب قصير
الإثنين ١٥ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٧:٣٧ بتوقيت غرينتش

تحرك الداعية السعودي أحمد بن قاسم الغامدي الرئيس السابق لما تسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة، لرصد وثائق إلكترونية لتقديمها للجهات المختصة ضد معرفات هددته بالقتل بعد أن أفتى بجواز كشف المرأة لوجهها وظهوره وزوجته في برنامج فضائي وهي كاشفة وجهها، مؤكدا أنه تعرض لهجمة غير مبررة من قبل الظلاميين.

وكشف الغامدي أن حسابه تلقى وخلال 12 ساعة فقط أكثر من 10 آلاف متابع ما بين مؤيد ومعارض، مؤكدا أن فتواه بجواز الاختلاط التي أطلقها عام 1429هـ كانت أشد شراسة من الوضع الحالي حيث بدأ المجتمع يفوق من غيبوبته حسب تعبيره.
ورأى أن ما تردد من تحرك مجموعة من مشايخ منطقته لإصدار بيان للتبرؤ منه لا يضيره شيئا وقال: "سبق أن حدث مثل هذا من قبل 22 شخصا بعضهم لا أعرفه وبعضهم جاء إلي وحلف لي بأنه لم يوقع مثل هذا البيان، هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم والقبيلة إن دفعتني للخروج عن ثوابت الدين لا خير فيها".
وحول توقيت إثارته لمثل هذه الأمور الجدلية قال الغامدي: «كلما طرحت رأيا أو تحدثت في أمر اتهموني بسوء التوقيت والتآمر وأن ورائي أجندة خفية، والمسألة ليس كذلك فكلما في الأمر أني تلقيت سؤالا من معرف نسائي في حسابي في «تويتر» نصه: هل يجوز نشر صور وجهي في مواقع التواصل الاجتماعي. فأجبت بالجواز كما أعلم واعتقد حتى لو كانت الصورة مجملة بالمساحيق، فقامت الأرض ولم تقعد بعد على كلمات لم تتجاوز 140 حرفا، فيما كتب العلم ومواقف السلف والتابعين مليئة بمثل هذا الأمر.." .
وأرجع الغامدي سر هذا الهجوم الذي تلقاه بمواقفه المعروفة من أيام شغله منصب مدير عام الهيئات في منطقة مكة المكرمة وقال: "ارتباطي بالهيئة عزز جاهزية المعارضين ولا سيما بعد كشف زيف بعض مواقفهم وسوء نياتهم وحقيقة مواقفهم فالدين في حقيقته ورع وتقوى، ليس مظهرا في لحية طويلة وثوب قصير، لكن هناك من يحاول حصر الدين في هذا فقط وهؤلاء هم الذين لم يسهموا في رقي المجتمع وتطوره. ويحاولون تهميش وحرب كل من يحاول كشف ما يعتقدونه من أمور وهم بهذا وذلك يحبطون مسيرة التنمية ويتخلفون عن مواكبة ركب الحضارة التي جاء بها أصلا الدين الإسلامي المعتدل."
وذهب الغامدي بتعليقه حول ما يدور من أحاديث حول ظهوره وزوجته في قناة فضائية ليقول: «يجب أن ندرك أن العفة الحقيقية التي يجب أن يتشربها المجتمع تكمن في المبادئ والقيم وليس الحجاب كشكل ظاهري فهذه المسألة السطحية التي يدندنون حولها حاليا هي سر بقائهم على وصاية المجتمع التي يرونها، وما لا أراه ألا يتم قصر المجتمع على رأي واحد ومذهب واحد وهذا بلا شك خلاف الدين وأصله، التنوع والخلاف وارد ورحمة، وقد ثبت عن النبي (ص) والصحابة كذلك مواقف معروفة ومشهودة في مسألة تغطية الوجه، فهل نحن في هذا الزمن أفقه من رسول الله، وما أوردته وقلته وعملت به في أهل بيتي ليس من قولي بل مما أمرت به شرعا".
وروى الغامدي قناعته في هذا الأمر بقوله: «منذ عام 1413هـ للهجرة وأنا أؤمن تماما بهذا وزوجتي التي هي ابنة عمي لا تغطي وجهها لقناعتنا بذلك وقد سبق وأن طرحت هذا الأمر على الشيخ عبدالعزيز بن باز وقلت له إننا في مكة نواجه شعوبا مختلفة المذاهب ونجد خلافا كبيرا في تغطية وجه المرأة فكتب لرئاسة الهيئة بعدم التضييق على الناس في هذا الأمر وعمم وقتها على كافة الفرق الميدانية بذلك، مشكلتنا في هذا الزمن البعض من علمائنا يعرفون الحق لكن يخشون الملامة من بعض الفئات والأحزاب فيصمتون، وهو ما لا أراه مطلقا، وقد سبق لي أن خالطت فئات من المتشددين منذ عام 1402هـ للهجرة وحاولوا غير مرة استمالتي لآرائهم التي كنت أعارضها فكنت أرفض جملة وتفصيلا لأني لن أكون تبعا لآرائهم وأترك الشريعة السمحة النيرة".
وحول موقفه من قيادة المرأة من السيارة طالما رأى كشف الوجه جائز قال: "هذه مسألة لا أجد فيها حرجا مطلقا ولا أمانع فيها ولا غبار من جوازها لكننا أخذنا الأمر لحدود ضيقة جدا فالعالم كله تقود فيه المرأة السيارة ماذا جرى؟ على العكس يسهل لها قضاء أمورها ولا مانع منه وفق ضوابط أمنية تضمن عدم وجود تجاوزات، ورأيي في هذا الأمر معروفا سلفا".