نائب الأمين العام للأمم المتحدة:

للاتفاق النووي تداعيات إيجابية على مستوى التعاون الإقليمي

للاتفاق النووي تداعيات إيجابية على مستوى التعاون الإقليمي
الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش

أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون أن التوصل إلى اتفاق بين الجمهورية الإسلامية في إيران ومجموعة الدول الـ5+1 حول الملف النووي الإيراني السلمي ستكون له تداعيات إيجابية على مستوى التعاون الإقليمي.

وأعلن إلياسون في تصريحات صحفية أدلى بها في بيروت في أعقاب زيارته لكل من طهران وبغداد، ونشرت اليوم الأربعاء أن زيارته للجمهورية الإسلامية في إيران حملت أهدافاً عدة، موضحاً أن المواضيع التي استعرضها مع المسؤولين الإيرانيين كثيرة، منها وفقاً لصحيفتي "النهار" و"السفير"، المسائل الإقليمية والوضع في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
وقال : لقد عبرت عن اهتمام الأمم المتحدة بأن يصار إلى التوصل إلى اتفاق حيال المسألة النووية، وسيكون لذلك تداعيات إيجابية على مستوى التعاون الإقليمي.. أما في ما يتعلق بلبنان، فقد تحدثت في شكل عام عن أهمية أن يساهم الأفرقاء في التطور السلمي في لبنان وحوله. إلا أنه رفض الخوض في التفاصيل التي تحدث فيها مع المسؤولين الإيرانيين عن لبنان.
وإذ شدد إلياسون على أنه من المهم جداً أن يشارك الأفرقاء اللبنانيين في الحفاظ على السلام والاستقرار في بلدهم، شرح السبب الذي يجعل المجتمع الدولي متشبثاً باستقرار هذا البلد الصغير بقوله: إن الأمن اللبناني مهم لأن المجتمع الدولي قلق جداً مما يحدث في سوريا، حيث طالت الأزمة كثيراً وترتبت عنها أزمات ومشاكل مختلفة الجوانب، وخصوصا للشعب السوري، بالإضافة إلى أن ما حدث في العراق زاد من قلق المجتمع الدولي إذ تطورت الأمور وظهر "داعش"، لذا نحن نعمل كل ما في وسعنا لكي يبقى لبنان خارج هذه الدوامة. معتبراً أن جماعة "داعش" الإرهابية تهدد لبنان جديا.
وأعرب إلياسون عن أمله في أن تمارس الحكومة اللبنانية نفوذها في الخليج الفارسي والشرق الأوسط، من أجل العمل على حل الأزمة الداخلية، وقال: أنا متأكد أن ثمة إحساساً بالتضامن أمام مجموعة كبيرة من الدول المانحة.. لبنان هو الآن منطقة تظهر فيها التشنجات في سوريا في شكل واضح...رأيناها تتفجر في العراق، عبر "داعش" ولا نريد أن نرى انفجاراً أبعد من خلال تفجير في هذا البلد.
وأكد الياسون أن كلامه عن الرئاسة يعبر عن نظرة مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، وقد شدد على أهمية عمل المؤسسات الحكومية بشكل كامل.
ووصف إلياسون الاتفاق اللبناني المعروف بـ"إعلان بعبدا" والقاضي في أحد بنوده بعدم التدخل في أزمات المنطقة بأنه "إعلان مهم جداً لأنه يمنع المشاركة في القتال في سوريا لجميع الجهات" وقال موضحاً: لا أتحدث عن طرف معين بل عن الجميع، وهذا الإعلان يتلاقى في مكان ما مع الجهود التي يبذلها الموفد الدولي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الذي يحاول أن يقلص رقعة الحرب السورية والدفع في اتجاه حل سياسي عبر التشاور مع جميع القوى الإقليمية ومع أعضاء مجلس الأمن الدولي وبعث رسالة قوية بتجميد العمليات العسكرية كلها، وأيضا وقف التشجيع على المشاركة في القتال من أية جهة أتى.
واعتبر إلياسون أن "إعلان بعبدا" هو إشارة دولية واضحة بعدم التدخل الأجنبي في سوريا "وهنا أقصد جميع التدخلات بلا استثناء أحد، وهذا مطلب تدعمه الأمم المتحدة، وهذا لا يعني عدم إرسال مقاتلين فحسب، بل أيضاً وقف التمويل لهؤلاء وعدم التشجيع على ممارسة العنف، وبالتالي إن الأمر يتعلق بعدة أفرقاء، وهذا ما يحاول دي ميستورا إيقافه.
وأعلن إلياسون أيضاً أنه يثمن بقوة مشروع الحوار الذي سيبدأ بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، متمنياً لهذا الحوار "أن يكون مثمرا وناجحا".
وحول إمكانية مساعدة الأمم المتحدة في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة منعاً لأي حرب مستقبلية على النفط والغاز بين لبنان والكيان الصهيوني، قال إلياسون: لقد عرضت لهذا الموضوع مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأذكر جيداً أنني بحثت معه في الموضوع ذاته منذ عامين اثنين، ونحن هنا في الوضع ذاته، أنا أفهم جيداً القلق الذي عبر عنه الرئيس بري حيال هذا الموضوع، وهو تحدث بتفاصيل عدة في هذا الشأن وطلبت منه إرسالها إلي وقررنا البقاء على تواصل في ما يخص هذا الملف، لكنني أشير إلى أن أية وساطة من الأمم المتحدة تفترض طلباً من الطرفين اللبناني و"الإسرائيلي"، ونحن لغاية اليوم لم نتلق طلباً "إسرائيلياً" في هذا الخصوص.
ووصف إلياسون الوضع على الحدود اللبنانية – الفلسطينية بأن "مطمئن لكنه قابل للتبدل في أية لحظة"، مشيراً إلى تعاون وثيق بين القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" والجيش اللبناني وكذلك مع المجتمعات المحلية في الجنوب اللبناني، ووصف العلاقة بين الطرفين بـ"الممتازة".