الإفتاء المصرية: الصحابة لم يهدموا الآثار كما يفعل "داعش"

الإفتاء المصرية: الصحابة لم يهدموا الآثار كما يفعل
الجمعة ٢٧ فبراير ٢٠١٥ - ٠١:٢٧ بتوقيت غرينتش

أدانت دار الإفتاء المصرية، تدمير من أسموهم “منشقو القاعدة” الإرهابي المعروف بداعش، للآثار والتماثيل التاريخية الآشورية بمتحف الموصل بمدينة نينوى شمال العراق، مطالبة جميع دول العالم باتخاذ التدابير لوقف الاعتداء على التراث الثقافي.

وفي بيان لها الجمعة، أدانت دار الإفتاء المصرية (حكومية)، “ما قام به تنظيم "داعش" من تدمير للآثار والتماثيل التاريخية الآشورية بمتحف الموصل بمدينة نينوي بالعراق بدعوى أنها أصنام يجب تدميرها”.

وأضافت أن الآراء الشاذة التي اعتمد عليها "داعش" في هدم الآثار واهية ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية، خاصة أن هذه الآثار فى جميع البلدان التي فتحها المسلمون، "كانت موجودة ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها، وهم رضوان الله عليهم كانوا أقرب عهدًا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منا، بل كان منهم صحابة جاءوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة”.

وأشارت إلى أن “الآثار تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع والأمة؛ لأنها تعبر عن تاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وبالتالي فإن من تسول له نفسه ويتجرأ ويدعو للمساس بأثر تاريخي بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده، فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنم عن جهل بالدين الإسلامي الحنيف”.

وطالبت دار الإفتاء جميع الدول والمنظمات المعنية بـ”اتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف أي اعتداء أو تدمير يطول التراث الثقافي أيا كان انتماؤه أو موقعه”، مؤكدة على “ضرورة الالتزام والمحافظة على التراث الثقافي طبقًا للمبادئ والسياسات المقررة بالمواثيق والمعاهدات الدولية والإسلامية”.

كما طالبت علماء الدين وأئمة المساجد وقساوسة الكنائس أن يكونوا على قدر المسؤولية لتوعيه الناس بضرورة الحفاظ على تراثهم الحضاري والتصدي للفتاوى الشاذة التي تدعو لهدم الآثار، مشددة على أهمية سن قوانين تحفظ سلامة التراث الحضاري، والتصدي لمن يقدم على تخريبها.

وبث تنظيم داعش، أمس، تسجيلاً مصوراً يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف نينوى بمدينة الموصل، مركز محافظة نينوي، شمالي العراق، والذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم.
وظهر في التسجيل، متحدث من "داعش" يقف أمام تمثال أثري كبير في متحف نينوى الأثري وأشار بيده إلى التمثال قائلاً إن “هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله”.

وبعد انتهاء عنصر "داعش" من حديثه ظهر عناصر آخرون من التنظيم يهمون بدفع ورمي تماثيل أثرية عديدة وتحطيم أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية لتصبح قطعاً صغيرة.

ويعتبر علماء ومتخصصون بالآثار متحف الموصل من أهم متاحف العالم حيث يحوي آلاف القطع الأثرية، وسرق العديد منها بعد الاحتلال الأميركي للعراق 2003، وما صاحبه من فوضى أمنية وعمليات سرقة لعدد من متاحف العراق.

وظهر في التسجيل لوحات تعريفية شارحة بالقطع والتماثيل الأثرية التي تم تحطيمها تظهر أن بعضها يعود للقرن الثامن قبل الميلاد.