الفلسطينيون يطلبون العودة الى الاحتلال الاسرائيلي

الفلسطينيون يطلبون العودة الى الاحتلال الاسرائيلي
السبت ٠٧ مارس ٢٠١٥ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

قرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماعه امس وقف التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. جاء هذا التطور الخطير في مسار عملية السلام المتعثرة من النزاع العربي-الاسرائيلي في وقت يبدو فيه كل اقليم عربي مثقل بالهموم الامنية والاقتصادية. سوريا والعراق وليبيا واليمن تغرق جميعها في حروب داخلية وخارجية قوضت استقرارها. تقاتل سوريا ارهاباً دولياً منظماً ومدعوماً، فيما العراق يعاني من اجتياح "داعش" واحتلالها 40% من اراضيه ويعد العمليات لتحريرها. حالة الفوضى تسود في ليبيا والصومال واليمن، وحالة عدم اليقين تسود في مصر والخليج (الفارسي) وبلاد المغرب العربي.

معنى هذا الكلام ان احداً من العرب لم يتلقف خبر وقف التنسيق الامني كما يجب وعلى قدر خطورته بسبب همومه الكبيرة.
ماذا يعني وقف التنسيق الامني؟
باختصار، انه يعني الانتقال من وضعية الحكم الذاتي لسلطة فلسطينية بالتنسيق مع دولة "اسرائيل" الى وضعية شعب فلسطيني وسلطة تمثيلية يقعان تحت الاحتلال الاسرائيلي. بعد 22 عاما من اتفاقات اوسلو، التي كان هدفها الاساسي تسوية القضية الفلسطينية، بدأ العمل على إقامة الحكم الذاتي في غزة واريحا والذي توسع فيما بعد الى ارجاء اخرى من الضفة من دون ان يكتمل. بعد انقضاء هذه المدة، اصبح مطلب الفلسطينيين ان يكونوا تحت الاحتلال الاسرائيلي افضل من يكونوا تحت هذا الوضع الهجين العجيب.
"اسرائيل" تبني المستوطنات وتضم اراض وتصادر مقدسات اسلامية ومسيحية في ظل سلطة الحكم الذاتي.
"اسرائيل" تهاجم غزة وتقتل الاطفال وتدمر المنازل فوق رؤوس اصحابها في ظل سلطة الحكم الذاتي.
"اسرائيل" تصادر مستحقات السلطة المالية لتجويع الفلسطينيين واذلالهم في ظل سلطة الحكم الذاتي.
"اسرائيل" تقطع الكهرباء والمياه وتضيق سبل العيش امام الفلسطينيين في ظل سلطة الحكم الذاتي.
اذا كان هذا ما نتج عن اقامة هذه السلطة فالافضل، وحسب ما رأى الفلسطينيون الممثلون في منظمة التحرير الفلسطينية، ان يعودوا الى وضعية الاحتلال. في هذه الوضعية  تتحمل "اسرائيل" مسؤولية كل الاعمال العدوانية على الارض والشعب والمؤسسات والتراث في فلسطين، وفي المقابل يحق للفلسطينيين حسب القانون الدولي والاعراف الدولية مقاومة الاحتلال.
هكذا بعد 22 عاماً من اوسلو اصبح مطلب الشعب الفلسطيني العودة الى الاحتلال الاسرائيلي.

الياس فرحات - خبر