"عاصفة الحزم" على خطى "الجرف الصامد"

الأربعاء ١٥ أبريل ٢٠١٥ - ٠٨:٠٥ بتوقيت غرينتش

بعد المجازر البشعة التي ارتكبتها وترتكبها الطائرات السعودية، ضد الشعب اليمني، والتي طالت المستشفيات والمدارس والجوامع والملاعب والمناطق السكنية، والتي تكشف مدى الحقد الاسود الذي يغلي في قلوب زعماء السعودية ازاء الشعب اليمني ، وانكشاف حقيقة هذه الفظائع للراي العام العالمي ، لم يجد المتحدث باسم العدوان السعودي على اليمن أحمد عسيرى، من وسيلة لحجب كل هذه الدماء والاشلاء والمتناثرة لاطفال ونساء وشيوخ اليمن، الا اللجوء الى السلاح النوعي السعودي وهو سلاح الكذب.

خاص-شفقنا- العسيري هذا ، والذي يذكرني بوزير الاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف ، لكثرة كذبه وعنترياته الفارغة ، اراد ان ان يخفي الجرائم  الوحشية للسعوديين في اليمن ، اعلن ودون خجل ، إن انصار الله يستخدمون المدارس والمستشفيات وملاعب الرياضة لتخزين الأسلحة، مؤكدًا سعى التحالف للحفاظ على البنية التحتية من أجل الشعب اليمني ، وهو ما يبرر استهداف الطائرات السعودية الغازية لهذه الاهداف "الاستراتيجية".
الغريب ان المتحدث باسم العدوان السعودي على اليمن ، يتصرف مثل النعامة التي تدفن راسها بالتراب وتظن انه لم يعد هناك من يراها ، فهو يتصور ان المتابعين للعدوان الغاشم لبلاده على اليمن ، لا يشاهدون الا قناتي "العربية" و "قطر" ، اللتان تحولتا ان ناطقتين رسميتين ، كالمدعو عسيري ، باسم العدوان السعودي على اليمن ، وغاب عنه وجود الاعلام الحر والمهني الذي يرصد كل قطرة دم تسال على ارض اليمن ظلما وعدوانا ، ففي الوقت الذي يتحدث المدعو العسيري عن جرائم بلاده على الشعب اليمني ، يتحدث وكأنه يمُنّ على اليمنيين بقتلهم ، ففي الوقت الذي تعلن فيه "العربية" و"الجزيرة"  نقلا عن العسيري ، ان "طائرات التحالف" استهدفت المواقع العسكرية لانصار الله والجيش اليمني ، نرى الحقيقة تكشفها فضائيات ، مازالت تحترم شرف المهنة وشرف الانسان ، حيث نشاهد الصواريخ السعودية تسقط على المنشآت الرياضية في مدينة ذمار وسط اليمن ، وخطوط نقل الطاقة  بين صنعاء ومأرب ، والمنازل السكنية في محافظة صعدة ، والمعهد الفني والصناعي في البيضاء جنوب شرق البلاد ، وملعب 22 مايو، ومحطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني ومنظومة الاتصالات في صنعاء ، ومنازل المواطنين في منطقة محضة بمديرية الصفراء ومنطقة نشور بمحافظة صعدة، و مسجد ومدرسة ابتدائية بمديرية سحار في صعدة ، وحي سكني في منطقة الظهرة .
اما ضحايا هذا العدوان ، وبعيدا عن كذب العسيري وابواقه "العربية" و "الجزيرة" الذين قتلوا واصابوا عشرات الالاف من انصار الله والجيش اليمني وهم في الرياض والدوحة ، ننقلها عن لسان الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العقيد الركن شرف غالب لقمان، الذي اعلن إن القوات السعودية لم تحقق شيئاً حتى الآن سوى قتل المدنيين وهدم  بيوتهم ، واكد في مؤتمر صحفي، عقده يوم الإثنين 13 نيسان / ابريل بالعاصمة صنعاء، أن 2571 مدنيًا بينهم 381 طفلاً وطفلة و214 امرأة سقطوا منذ بدء العدوان على اليمن” في 26 مارس/آذار الماضي فيما بلغ عدد الجرحى 3897 ، كما تم استهداف 334 تجمعًا سكانياً و2265 منزلاً ، منها 91 منزلا تم تدميرها على ساكنيها في حين بلغ عدد النازحين 40 ألف أسرة.
ووصف لقمان قوات التحالف بتحالف العدوان، قائلا إنه يقوم باختبار عملي وحشي قذر للأسلحة والأجهزة لشركات صناعة الأسلحة الأمريكية وغيرها فيما ثمنها هو أشلاء الاطفال والنساء وكبار السن من الشعب اليمني، لافتًا إلى أن المؤشرات تؤكد استخدامهم لأسلحة وقنابل محرمة.

الملفت فيما يجري من عدوان سعودي غاشم على اليمن ، هو التقليد الاعمى لهذا العدوان ، المعروف سعوديا ب"عاصفة الحزم" ، للعدوان الصهيوني على غزة في 8 تموز / يوليو 2014 ، والمعروف صهيونيا ب"الجرف الصامد" ، واستمر 50 يوما ، وقتلت خلال هذا العدوان 1743 فلسطينيا بينهم 530 طفلا و 302 امراة ، واصابت 87010 شخصا بينهم 3303 طفلا و 2101 امراة ، كما تم تدمير 62 مسجد بالكامل و109 جزئيا ، وتدمير 13217 منزلا ، واستهداف 9 محطات لمعالجة المياه، 18 منشأة كهربائية، 19 مؤسسة مالية ومصرفية، 372 مؤسسة صناعية وتجارية، 55 قارب صيد، 10 مستشفيات، 19 مركزا صحيا، 36 سيارة إسعاف، 222 مدرسة، منها 141 مدرسة حكومية و76 مدرسة تابعة للأونروا و5 مدارس خاصة، 6 جامعات، 48 جمعية، محطة توليد كهرباء واحد.
الملفت ايضا ان زعماء الكيان الصهيوني ، كانوا يعلنون ان حماس ، في عدوان "الجرف الصامد" ، كانت تخزن الاسلحة في المستشفيات والمدارس والملاعب والبيوت ،لهذا السبب يتم استهداف هذه الاماكن ، وكان الاعلام الصهيوني يطبل ليل نهار لاكاذيب زعمائه ، وهذا بالضبط ما نشاهده اليوم في "عاصمة الحزم " السعودية حيث تطبل "العربية" و "الجزيرة" لاكاذيب العسيري وزعماء السعودية في عدوانهم على الشعب اليمني المظلوم.
يمكن ملاحظة التقليد الاعمى السعودي للعدوان الصهيوني ، من خلال الاهداف التي اعلنت السعودية انها تسعى اليها من وراء عدوانها على اليمن ، وهي تدمير صواريح انصار الله ، ودفعهم للاستسلام ، وتسليم اسلحتهم  ، وهي ذات الاهدف التي اعلن عنها زعماء الكيان الصهيوني في عدوانهم على غزة.
هذا التقليد الاعمى في كل شيء ، سيفضي لا محالة الى تطابق نتيجة العدوان السعودي على اليمن ، على نتيجة العدوان الصهيوني على غزة ، فلم يحصد الكيان الصهيوني خلال 50 يوما من العدوان ، رغم كل الاسلحة المتطورة التي كانت بحوزته ، ورغم كل الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها ضد اهالي غزة المحاصرين ، سوى الهزيمة والخزي والعار ، ولن يكون حصاد السعودية من عدوانها على اليمن ، افضل من حصاد الصهاينة .. وان غدا لناظره قريب.
بقلم: منيب السائح - شفقنا