العميد دهقان:أميركا تستخدم داعش لتحقيق اغراضها

العميد دهقان:أميركا تستخدم داعش لتحقيق اغراضها
الخميس ١٦ أبريل ٢٠١٥ - ٠١:٠٠ بتوقيت غرينتش

قال وزیر الدفاع الايراني العمید حسین دهقان، ان استراتیجیة اميرکا والکیان الاسرائيلي الجدیدة والاجراءات غیر الواعیة والمتعمدة لعدد من الدول الرجعیة بالمنطقة تکشف استخدام الجماعات الارهابیة التکفیریة أمثال داعش وطالبان لایجاد التوازن السیاسي والأمني ولزعزعة المکانة الجیوبولیتیکیة للمنطقة.

 وأشار العميد دهقان في الخطاب الذي القاه اليوم الخميس أمام مؤتمر الامن المنعقد في موسكو لعام ۲۰۱۵ الي العدوان العسكري السعودي ضد الشعب اليمني ، و اكد أن هذا العدوان مهد أرضية انهيار السعودية ، التي لن تجني منه شيئا ابىا ، كما اكد ان استراتيجية اميركا الجديدة والكيان الصهيوني واجراءات عدد من الدول الرجعية تكشف استخدام الجماعات الارهابية التكفيرية أمثال داعش لايجاد التوازن ولزعزعة المكانة الجيوبوليتيكية للمنطقة .

وتابع الوزیر دهقان قائلا "اننی أقول بکل صراحة أن الحکومة السعودیة التی هاجمت الیمن بعد حصولها علی ضوء أخضر من أميرکا والکیان الصهیوني واطلاع بعض الدول في المنطقة لا تحقق أیا من أهدافها غیر المشروعة اضافة الی أنها مهدت الأرضیة لانهیارها والاعتراف بالهزائم التي لا یمکن تعویضها حیث أن مصیرا مماثلا لما لقیه طاغیة العراق صدام المقبور ینتظر نظام آل سعود.

وأعرب وزیر الدفاع الايراني عن أسفه للحکومات التي دعمت عصابة داعش وغیرها من الجماعات التکفیریة ولم تحصل نتائجها المطلوبة في سوریا والعراق ، وبدلا من تصحیح مسارها باتت تخطط وتدرب عناصر هذه العصابات التی ظهرت في افغانستان والقوقاز واسیا الوسطی والهند وغرب الصین وحتی في اوروبا . وتطرق الوزیر دهقان الی الاستراتیجیة الجدیدة التي تعتمدها أميرکا والکیان الصهیوني والاعمال التي تقوم بها بعض دول المنطقة و أکد أن هذه الدول انما تقدم الدعم لداعش وامثالها لایجاد توازن سیاسي امني وزعزعة الجغرافیة السیاسیة في المنطقة بالاضافة الی التغطیة علی هزائمها السیاسیة والعسکریة من خلال اثارة الحروب التي یتم علیها اضفاء طابع دیني وطائفي.

ودعا وزیر الدفاع الحکومات الحرة و المستقلة الی تظافر الجهود والتعاون فیما بینها لتشکیل جبهة موحدة للمقاومة الفاعلة لمواجهة المطالیب الجشعة التي تطرحها المجموعات والعصابات الارهابیة وقمعها کي یتم الحیلولة دون بلوغ أهدافها من خلال استخدام القوة والسلاح وارتکاب المجازر البشعة.

وقال الوزیر دهقان في خطابه " لقد بات واضحا الیوم للجمیع بأن ما یحدث في سوریا انما هو کارثة بشریة سببها الرئیس المجموعات الارهابیة مثل جبهة النصرة و داعش وغیرهما التي تتغذى بتمویل خارجي وترتکب أعمالها عبر تدخل أجنبي . و اضاف : لقد حان الوقت کي تسیر الدول التي تتشدق بالحضارة نحو مساعدة الشعب السوري ودول المنطقة لانقاذ شعوبها من هذه الجماعات ووضع حد لتحیزها للأنظمة القبلیة التي تعتمد الجاهلیة" .

وأشار دهقان الی الاوضاع الجاریة في العراق وأکد أن ما یبعث علی الارتیاح هو أن الشعب العراقي وحکومته ، تربطهما وشائج مشترکة تمت بفضل المرجعیة الدینیة الرشیدة التي دعت الی التماسک بین الشعب و الحکومة ، ما حقق الجیش العراقي وقوات الحشد الشعبي الانتصارات المتتالیة ضد عصابة داعش الارهابیة. وتابع الوزیر قائلا : "اننی بإعتباري وزیر دفاع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة أعلن أن بلادي هي عامل ثبات واستقرار وتعزیز للأمن في المنطقة وقد بذلت حتی الآن جهودها في هذا السبیل ، وهي تؤدي واجبها تلبیة لنداء الشعوب والحکومات التی تعانی من التیارات التکفیریة ومؤامرات الکیان الصهیوني".

وأشار دهقان الی البرنامج النووي السلمي الذي تعتمده ایران الاسلامیة ، وأکد أن الأعداء تسببوا في رفع ملفها الی مجلس الامن الدولي علی أساس مزاعم أطلقتها زمرة المنافقین الارهابیة بالرغم من أن ملف هذه الزمرة بات واضحا بأنها زمرة اجرامیة فیما استسلم مجلس الامن لها واستجاب لطلبها.

وأکد دهقان أن الوکالة الدولیة للطاقة الذریة دحضت هذه المزاعم من خلال تقاریرها التي أعدتها عن المنشآت النوویة في ایران وعدم وجود أي انحراف فی برنامجها النووي حیث شارکت في مفاوضات منذ عام ونصف العام وتم التوصل الی اتفاق في بعض الامور.

وقال وزیر الدفاع ان استراتیجیة اميرکا الجدیدة والکیان الصهیوني والاجراءات غیر الواعیة أما المتعمدة لعدد من الدول الرجعیة بالمنطقة ، تکشف استخدام الجماعات الارهابیة التکفیریة أمثال داعش وطالبان ، لایجاد التوازن السیاسي والأمني ولزعزعة المکانة الجیوبولیتیکیة للمنطقة مضيفا ان هذه الدول تحاول التغطیة علی فشلها السیاسي والعسکري من خلال اشعال الحروب بالنیابة واعطائها صبغة ایدیولوجیة وقومیة. و حذر وزیر الدفاع من ان تجاهل هذه التصرفات المستهدفة و الناتجة عن اخطاء استراتیجیة، سوف یؤدي الی وقوع احداث کارثیة تعم الجمیع.

وأکد دهقان ضرورة ان تتصدی الحکومات المستقلة و الحرة لهذه الاطماع بالتعاون بعضها مع البعض الاخر وبتشکیل محور للمقاومة ، وان تقف بوجه الاشخاص الذین یحاولون نیل اهدافهم اللامشروعة باستخدام القوة والسلاح والجرائم والابادة، وان لا تسمح لهذه التیارات من خلال تدخلاتها العسکریة وحمایة الارهاب بتمریر اهدافها غیر المشروعة .

اضاف دهقان : نحن اکدنا فی المؤتمر السابق ان التیارات الارهابیة باتت تتحول الی تنظیمات عسکریة منظمة وان القوی العسکریة هي التی لابد ان تتحمل مسؤولیة التصدي لهذه التیارات . کما حذرت سابقا الدول الداعمة لهذه الجماعات المجرمة التي لا تلتزم بای من المعاییر الانسانیة والاخلاقیة ، من انها ستشکل في یوم ما تهدیدا علیها وستعرض امنها واستقرارها الی الخطر وفي مثل هذه الظروف فان التعایش السلمي والتعاون والتعاطي مع دول الجوار والدول التي تهددوا امنها الیوم بهذه التنظیمات ، لا نقول انه سیکون مستحیلا بل نقول انه قد یکون في غایة الصعوبة .

وقال : اما الیوم فللاسف لابد ان نقول ان الحکومات الداعمة لداعش وسائر الجماعات التکفیریة التي لم تحقق اهدافها کما کانت قد خططت له في کل من سوریا والعراق ، وبدلا من تصحیح اخطائها السابقة نراها تخطط لتدریب وتنظیم وتقدیم الدعم اللوجستي لهذه القوات من اجل نقلها الی افغانستان حیث نشأت بادئ الامر وکذلک الی القوقاز واسیا الوسطی والهند وغرب الصین وحتی اوروبا .

واوضح وزیر الدفاع لاايراني: نحن نری الیوم نماذج محدودة من نشاطاتها العسکریة في اسیا المرکزیة وشمال القوقاز وان هذا الخطر نظرا الی استمرار التحدیات الراهنة قد یؤجج نار الحرب ویؤدي الی اراقة الدماء في اسیا المرکزیة وجنوب القوقاز وشمالها وهذا ما قد یعزز تواجد القوی الانتهازیة ویسبب المزید من القلق . واوضح ایضا : اضافة الی طالبان و القاعدة اللذین تواجدا منذ وقت سابق في افغانستان واجزاء من باکستان بدانا نشهد تمدد داعش ونشاطها في هذین البلدین خاصة في افغانستان .

وقال دهقان : بات الیوم واضحا للجمیع ان ما تشهده سوریا هو کارثة انسانیة سببتها جماعات ارهابیة بما فیها جبهة النصرة وداعش بدعم اجنبی وقد حان الاوان کی لا تبقی الدول التي تدعی الحضارة اسیرة مشاعرها القبائلیة وما ورثته عن الجاهلیة وان تعلن دعمها لعملیة الحوار السوري- السوري کي تنتهي محنة سوریا وشعبها ویعود الامن الی المنطقة .

و اضاف : ان العراق استطاع بفضل الوفاق والانسجام الداخلی وزعامة المرجعیة الدینیة وقیادته ان یحقق انتصارات کبیرة في دحر الارهاب ولاشك انه قادر علی ابعاد خطر الارهاب التکفیری عن اراضیه وعن المنطقة باجمعها وان دعم العراق فی هذه الظروف وفي عملیة القضاء علی التیارات التکفیریة سیکون مصیریا .

وحول الاوضاع الراهنة في الیمن قال الوزیر دهقان ان الیمن یعاني الیوم من عدوان مجرم یشنه علیه محور السعودیة واميرکا والصهیونیة وان هذا التیار الذي لم یستطع عام 2009 ورغم تدخله العسکري ومؤامراته السیاسیة والامنیة ان یفشل ثورة الشعب والجیش في الیمن لانتقال سلمی للسلطة وبناء بلد حر ومستقل، یرید الیوم ان یحقق بهذا العدوان ما فشل فیه سابقا .

و اردف قائلا : ان الحکومة السعودیة التي شنتت عدوانها بضوء اخضر من اميرکا واسرائیل واطلاع وتعاون بعض دول المنطقة ، لیست غیر قادرة علی تحقیق اهدافها اللامشروعة في الیمن فحسب بل انها ستمهد من خلال ذلك ارضیة انهیارها وستضطر علی القبول بفشل لایمکن التعویض عنه ولاشك انها ستواجه نفس المصیر الذي لاقاه صدام.

واوضح دهقان : علی السعودیة ان تعرف جیدا انه لا یمکن ان تتحول الی دولة مهمة في المنطقة من خلال تقدیم الدعم التدریبي والمالي واللوجستي للتیارات التکفیریة والارهابیة في سوریا والعراق وافغانستان واسیا المرکزیة والقوقاز والعدوان الوحشي علی الیمن والحیلولة دون وصول المساعدات الانسانیة . وشدد بالقول : انها ستکون مهمة ومحل ثقة واطمئنان المنطقة والعالم فیما اذا استطاعت ان تکون محورا لاتحاد المسلمین وعملت علی التقریب بین جمیع الفرق الدینیة .

وقال وزیر الدفاع الايراني ان ما تقوم به السعودیة الیوم فی الیمن لایختلف عما قام به الكيان الاسرائیلي في غزه امس مؤکدا ان ایران تطالب بوقف فوري ودون قید وشرط لهذا العدوان وانهاء جمیع النزاعات الداخلیة في الیمن وتشکیل حکومة شامله علی ضوء الحوار الیمني- الیمني دون ای تدخل اجنبي.

واقترح وزیر الدفاع ان تقوم الدول المشارکة في المؤتمر باتخاذ مواقف شفافة وصریحه وحازمة واعداد برنامج منسق لوقف العدوان الوحشي علی الیمن علی وجه السرعة.

وشدد بالقول ان ایران المقتدرة والتي تعد عامل الاستقرار والامن في المنطقة بذلت جمیع جهودها للحفاظ علی امن المنطقة وانها انطلاقا من شعورها بالمسؤولیة لبت نداء الشعوب والحکومات من اجل التصدی للتیارات التکفیریة والصهیونیة والارهابیة.