عبر هؤلاء تتسلل "داعش" الى مجتمعاتنا

عبر هؤلاء تتسلل
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠١٥ - ١١:٥٦ بتوقيت غرينتش

الجسد الاجتماعي، كالجسد الانساني، اذا ما اعتراه الضعف والوهن، تتسلل اليه الفيروسات عبر هذا الضعف والوهن، فاذا لم يتخذ التدابير اللازمة لحماية نفسه عبر مكافحة عوامل الضعف ويستعيد قواه، فانه سيستسلم للمرض وينهار ويتلاشى.

وخير مثال على هذه الحالة، هو ما نراه اليوم في بعض المجتمعات العربية والاسلامية، حيث تعبث فيها الفيروسات التكفيرية امثال "القاعدة" و "داعش" و "النصرة" و "انصار الشريعة" و "انصار بيت المقدس " و"بوكوحرام" و..، حيث وصلت هذه المجتمعات الى حافة الانهيار، بل ان بعضها انهار تماما.
ليس بمقدور فيروسات التكفير والتعصب والتطرف والتخلف، ان تتسلل الى مجتمع ما، لو لم يكن هذا المجتمع قد دب فيه الوهن، وهذا الوهن نتيجة طبيعية لممارسات الاحزاب والتنظيمات والشخصيات التي لبست لبوس الدين ، تفعل فعلها في اضعاف هذه المجتمع عبر استهداف عوامل القوة فيه، وفي مقدمتها النسيج الاجتماعي، ومنظومة الاخلاق المبنية على التآلف والتعاضد بين ابناء الوطن الواحد بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية ، والقوات المسلحة التي تعتبر عماد كل مجتمع حديث، والقوى الثورية والفاعلة والمؤثرة في هذه المجتمعات.
واذا ما ضعفت عناصر القوة هذه، يكون هذا المجتمع  قد استسلم لـ"داعش" وغير "داعش" ، ويمكن لمس هذه الحقيقة من خلال ما يجري اليوم في بعض الدول العربية والاسلامية، التي سمحت وللاسف الشديد، لبعض الاحزاب والشخصيات التي ترفع زورا لواء الدين، ان تمزق النسيج الاجتماعي في بلدانها عبر خطابات طائفية بغيضة حاقدة مدفوعة الثمن، دون ان تلقى اي موقف جاد ومسؤول من قبل الحكومات، لخوف الاخيرة من اتهامها بمعاداة الدين او محاباة جهة على حساب جهة اخرى.
وكمثال واضح على هذه الحالة، يمكن الاشارة الى احد رموز الفتنة في منطقتنا بل هو الفتنة عينها، وهو المدعو خالد الضاهر، النائب اللبناني عن حزب المستقبل في مجلس النواب اللبناني، والذي يعتبر من الممهدين لغزو "داعش" و"النصرة" وباقي التنظيمات التكفيرية الاخرى للبنان، عبر هدمه وبشكل ممنهج للوحدة الوطنية والنسيج المجتمعي اللبناني، وتحريضه وبشكل صريح على الجيش اللبناني والدعوة الى استهدافه وقتل عناصره، وتحريضه على مكونات رئيسية في المجتمع اللبناني كالمكون المسيحي، ونفخه المستمر في نار الفتنة الطائفية "السنية الشيعية" ، وحقده المرضي على المقاومة الاسلامية وعلى راسها حزب الله، وحقده الاعمى على محور المقاومة بشكل عام، وحبه وولهه وتقديسه لمحور الانبطاح والاستسلام وعلى راسه السعودية وباقي الانظمة العربية الرجعية المتخلفة.
قد يتعجب القارىء كيف يمكن لنائب ان يتهجم على جيش بلاده ويدعو الى مواجهته وقتل عناصره؟ ، وكيف يمكن لهذا النائب ان يحرض مكون ما من مجتمع على المكونات الاخرى؟ ، وكيف يحقد على مقاومة بلاده التي حررت الارض وقطع يد الطامعين عن بلاده، بينما يهيم حبا بالانظمة الرجعية المتخلفة التي لم تصدر الى مجتمعاتنا الا ما هو عبثي وكارثي كالوهابية و "داعش" والتكفير والتخلف والتعصب، كالسعودية؟.
نشكر الله ان الضاهر هذا قد اعتاد ان يسجل كل تصريحاته وخطبه، وهي موجودة بالصوت والصورة على اليوتيوب، ويمكن للقارىء ان يراجعها لكي يعرف الى اي مدى وصل اليه امثال الضاهر الممهدين لـ"داعش" والتكفيريين ، للدخول الى لبنان واغتصاب امنه واستقراره، تحت يافطات طائفية بغيضة ، خدمة لعدو الامة الرئيس الكيان الصهيوني.
نرجو من القارىء الكريم ان يراجع تصريحات الضاهر الفتنوية والحاقدة، عن المسيحيين في لبنان وخاصة الارمن، في ذكرى المذبحة، عندما هددهم بالويل والثبور وعظائم الامور، بسبب اساءته لتركيا، ومنعهم من اقامة اي مراسم بهذه المناسبة في طرابلس، وقام في مقابل ذلك بحملة رفع الاعلام التركية في هذه المدينة.
نرجو ايضا من قارئنا اللبيب، ان يراجع تصريحاته الكارثية، التي دعا فيها الى هدم كل تماثيل السيد المسيح (ع) و السيدة العذراء (ع) في لبنان، ردا على القرارات التي تم اتخاذها بين حزب الله والمستقبل والقاضي بازالة الرموز الشعارات والصور ذات الصبغة المذهبية لتقليل الاحتقان المذهبي في لبنان، فاذا بالضاهر يهدد علنا ومن طرابلس من انه سيشعل الارض تحت اقدام الجميع لو تقرب اي شخص من الشعارات المرفوعة في طرابس.
كما ندعو الى مراجعة تصريحاته الاجرامية، والتي تستدعي اعتقاله ومحاكمته امام القضاء اللبناني، بعد ان  حرض فيها على استهداف الجيش اللبناني، متهما هذا الجيش الوطني باستهداف "اهل السنة" في لبنان، مهددا اللبنانيين بقيام "ثورة سنية" على "طغيان الجيش" ، بينما الجيش اللبناني يذبح على يد انصار الضاهر في جرود عرسال.
كما دعا الضاهر السعودية وبشكل علني الى عدم منح الجيش اللبناني اي هبة من اجل تسليحه ، لان هذا الجيش يستهدف "اهل السنة".
اما حقده المرضي على حزب الله ، فلا حاجة للقارىء ان يكلف نفسه عناء البحث عن تصريحات الضاهر وحقده على حزب الله فهي واضحة وجليه، فلا يوازي حقده على حزب الله الا حقد الصهاينة المجرمين، فهذا الحقد اوصل الرجل الى حد الجنون، فهو يعتبر خطر حزب الله على "السنة" ولبنان اكثر بكثير من خطر "اسرائيل" ، كما اتهم حزب الله، بانه يقتل "اهل السنة" ويضع جثثهم في سيارات مفخخة ويفجرها في الضاحية الجنوبية ليتهم بذلك "اهل السنة" !!!!.
حقده على ايران كحقده على حزب الله، فلاحدود له، فهذا الحقد هو بمثابة الهواء الذي يتنفسه، ولا يمكن ان يعيش من دونه، وهو ما جعله اضحوكة للعقلاء حتى بين قومه، وندعو القارىء الى ان يتابع مواقف الضاهر من ايران ومن محور المقاومة، حتى يقف على هذا "المدافع الشرس " عن اسياده في "تل ابيب".
من السهل على "داعش" ان تتسلل الى المجتمعات التي يعشعش فيها امثال الضاهر، فمثل هذه الشخصيات، هي التي تضعف الجسد الاجتماعي وتمهد الارضية بذلك لتسلل "داعش" ، اما المجتمعات التي تحصن نفسها وتحول دون ظهور مثل هذه الشخصيات التي تحركها امراضها واحقادها والدولارات القذرة المرسل اليها من وراء الحدود، فانها تبقى عصية على "داعش" وباقي المجموعات التكفيرية.

جمال كامل / شفقنا