حائط المبكى الامريكي .... وعراق الفرهود

حائط المبكى الامريكي .... وعراق الفرهود
الأربعاء ١٣ مايو ٢٠١٥ - ٠٥:٣٠ بتوقيت غرينتش

يبدو أن الفرهود السياسي أصبح علناً ومن واشنطن هذه المرة ، السيد مسعود البارزاني يطلق دموع التماسيح من حائط المبكى الامريكي معبراً عن مظلوميته التاريخية ويشير الى بغداد!!!! مطالباً بدولته الموعودة في الاوساط الامريكية وبمباركة منظمة الايباك ،،، ويدعو سنة العراق الى أخذ حقوقهم من بغداد ايضا ،،،

السيد مسعود فرهَدَ سنة العراق في وضح النهار ،، أحتل كركوك بنفطها وشعبها وضمها عنوةً وبكل جرأة الى دولته الموعودة!!! كما احتل ثلث مدينة الموصل والمناطق النفطية في ديالى وجزء من صلاح الدين ،، ويطالب السنة بأخذ حقوقهم من بغداد ؟؟؟ ولااعرف ماذا اخذت بغداد من سنة العراق ،،، المعول الكردي فلت من عقاله وبدأ مهمته بتمزيق العراق ،،، حتى التقسيم له اشتراطاته القانونية والاخلاقية التي تؤسس لمرحلة جديدة للاجيال بعيدا عن الحروب والضغينة !!!! ولكن يبدو ان المخطط الشيطاني للشرق الاوسط الكبير سيشعل الحروب في المنطقة ويحرق مستقبلها ،،، السيد اثيل النجيفي هو الاخر يتباكى في واشنطن من ظلم بغداد ويدعو الى فيدرالية جغرافية بعيدا عن هيمنة المركز !!!! دون ان يتطرق ولو بهمسة الى خارطة كردستان الكبرى التي تتجاوز على ثلث الموصل ،،، لااعرف مالذي يجعل التحالف الوطني صامتا ،، هل ان السكوت علامة الرضا؟؟؟؟

هل اصبح التقسيم هو الخيار الاقرب بعد ان أحرق مسعود البارازاني جميع المراحل وذهب بعيدا جدا ولم يعد ممكنا اخضاعه لاي ضوابط واشتراطات وطنية ،،، هل اصبح سقف المنجز الكردي هدفا منشودًا لسنة العراق ،،، ليقيموا اقليمهم الذي يطالب به اثيل النجيفي والعيساوي من واشنطن على الطريقة الكردية !!! اقليم منفصل بثرواته وأمنه وادارته يعتاش على نفط الجنوب وضعف بغداد؟؟؟ ،،، هل يمكن لعراقيي الوسط والجنوب ان يقبلوا بالوصفة الامريكية لتقاسم السلطة في العراق ،،،، واذا كان بالامكان اقناعهم في السابق ان نفطهم يذهب ثمنا لوحدة العراق ،، فبماذا يتم اقناعهم هذه المرة؟؟؟؟!!!!

لايوجد عاقل يتحلى بحد أدنى من الشعور بالوطنية والمسؤولية التاريخية لايدرك ان العراق الواحد الموحد بهويته التاريخية وتنوعه وثرواته هو الضمان الحقيقي لعيش أمن ومستقبل زاهرٍ ولكن يبدو ان خيارات التقسيم قطعت شوطا كبيرا وبات لزاما على ماتبقى من هيبةٍ للحكومةِ الاتحادية ومن يمثلها من تحالفٍ وطني ان يقول كلمتهِ في مايحصل ،،، فلم يعد للسكوت معنى كما لم يعد في الوقت متسع ،،، اما دولة وطنية فدرالية باشتراطاتها المتعارف عليها دوليا و المطبقة في الولايات المتحدة الامريكية ،،،او تقسيم يضمن حقوق الجميع ،، وعلى ممثلي الشعب الشرفاء في البرلمان ان يقولوا كلمتهم الفصل ،،
فقد وصلنا الى نهاية اللعبة الامريكية وماخلفته من نظام ٍ مسخ لايوجد له مثيل في العالم ،،لسنا مع تمزيق العراق على حائط المبكى الامريكي ،، 

ابو فراس الحمداني - كاتب واعلامي عراقي