لاعبة ألمانية مسلمة ترفض كأس العالم لأجل حلم الأمومة

لاعبة ألمانية مسلمة ترفض كأس العالم لأجل حلم الأمومة
الإثنين ١٨ مايو ٢٠١٥ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

تنطلق في كندا في 5 يونيو/ حزيران نهائيات كأس العالم لكرة القدم النسائية، بدون مشاركة نجمة منتخب ألمانيا ونادي باريس سان جيرمان فاطميره التي فضلت حلم الأمومة على بريق الكرة، وترى أن في الحياة "ثمة أشياء أهم من كرة القدم".

فاطميره ألوشي أو "ليرا" اسم يعرفه جيدا كل متابعي كرة القدم النسائية، في أوروبا على الأقل، وخصوصا منذ نهائيات كأس العالم لكرة القدم للسيدات 2011، التي أقيمت في ألمانيا وفاز بها المنتخب الياباني. ليرا، لاعبة خط وسط منتخب ألمانيا المنحدرة من كوسوفو وكان اسمها قبل زواجها فاطميرة بايراماي، جذبت الأنظار بشدة بسبب أدائها الممتع على أرضية الملعب ودورها الواضح في مساعدة فريقها.

والآن كان ينتظر من اللاعبة صاحبة الـ27 عاما أن تزداد تألقا ونجومية في نهائيات كأس العالم 2015 بكندا بعدما جمعت خلال السنوات الماضية خبرة كبيرة خصوصا بعد احترافها في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. لكنها فاجأت الجميع قبيل المعسكر التدريبي الذي بدأه منتخب ألمانيا الاثنين (18 مايو/ أيار 2015) واعتذرت عن المشاركة في نهائيات كأس العالم بسبب الحمل.

وقدمت فاطميره ألوشي إلى ألمانيا كمهاجرة من كوسوفو وفازت مع منتخب ألمانيا بكأس العالم لكرة القدم للسيدات، ورغم أن قرارها خسارة لمنتخب ألمانيا، الذي يعاني من غياب أعمدة أساسية مثل نادين كيسلر أفضل لاعبة في العالم لعام 2014، أعربت سيلفيا نايد مدربة المنتخب عن تفهمها لموقف اللاعبة .

وكانت ليرا قد صرحت قبل سنوات في حديث مع موقع "سبوكس.كوم" قبل انطلاق نهائيات كأس العالم في ألمانيا عام 2011 بأنها تحلم بتكوين أسرة وإنجاب أطفال وأضافت: "لكن هذا حاليا أمر صعب بالنسبة لمهنتي، كما أنني لا زلت صغيرة، لكن أود تحقيق ذلك في يوم من الأيام. عندما تنجب لاعبة كرة القدم تنهي مسيرتها بداية، كما أن لاعبي كرة القدم الرجال يتزوجون غالبا قبلنا (نحن اللاعبات) بكثير".

وتوالت الأيام وتزوجت فاطميره بايراماي في نهاية عام 2013 من لاعب كرة القدم الألباني الأصل أنيس ألوشي، الذي تحمل الآن لقبه. ووصلنا إلى 2015 وأصبحت ليرا حاملا وقريبا ستصبح أماً وأوقفت مسيرتها كلاعبة لكرة القدم، التي من خلالها كسبت أصدقاء بسرعة ونالت الاحترام، رغم معارضة والدها في البداية، لكنه أصبح من بعد أكبر مشجع لها، حسب ما صرحت هي نفسها لموقع "سبوكس.كوم".

 

ولدت فاطميره في أول أبريل/ نيسان 1988 في استوك، التي كانت تتبع يوغوسلافيا السابقة وأصبحت الآن جزء من كوسوفو. وبعد اندلاع الحرب هناك هاجرت العائلة إلى ألمانيا عام 1992 وحصل أفرادها بما فيهم فاطميره على الجنسية الألمانية عام 2001.

ولا تتذكر ليرا كثيراً أحداث رحلة الهجرة من كوسوفو إلى ألمانيا فقد كان عمرها 4 سنوات، لكنها حينما تقف أمام بيت أسرتها هناك، والذي أعادوا بنائه بعد انتهاء الحرب تراودها ذكريات الطفولة وتقول إنها كانت ذكريات جميلة وإن كوسوفو تعيش في قلبها وتذهب إليها مرتين في العام أما ألمانيا فهي "وطنها الحالي".

ورغم أن ألمانيا كانت بمثابة الإنقاذ لها ولأسرتها إلا أن البداية لم تكن سهلة. وحسب ما صرحت به لموقع "سبوكس.كوم" فإنها وأخويها (أحدهما يكبرها والآخر أصغر منها) تعرضوا لمواقف عنصرية مثل السب والشتم من قبل يمينين متطرفين، بل وصل الأمر إلى الاشتباك باليد: "في البداية لم أكن أعرف أنا وأخواي لماذا هم ضدنا، حتى علمنا أنهم أشخاص لا يحبون الأجانب، فتجنبنا طرقهم".
Portugal Algarve Cup Deutschland vs. Schweden

فاطميره لاعبة خط وسط مهمة لمنتخب ألمانيا وهنا في صراع مع لاعبة سويدية خلال مبارة في كأس التحدي في ألغرافه بالبرتغال مارس 2015

وفي سن التاسعة بدأت في اللعب لأحد الأندية في غيلزنكيرشن. وفي عام 2004 انضمت لفريق دويسبورغ ومنه إلى توربين بوتسدام في عام 2009، الذي فازت معه بعدها بعام بالدوري الألماني ودوري بطلات أوروبا واختيرت في العام نفسه كأفضل ثالث لاعبة كرة قدم في العالم. وفي 2011 فازت مجدداً مع بوتسدام ببطولة الدوري الألماني وحصلت على لقب أفضل لاعبة كرة قدم في ألمانيا. ثم انتقلت إلى فريق فرانكفورت، لكنها لم تفز معه سوى بكأس ألمانيا عام 2014 قبل أن تنتقل في منتصف يونيو/ حزيران من نفس العام إلى باريس سان جيرمان.

ومع منتخب ألمانيا فازت ليرا بكأس العالم عام 2007 وببطولة أوروبا مرتين عام 2009 و 2013، كما حصلت مع منتخب ناشئات ألمانيا تحت 19 عاماً على بطولة أوروبا عام 2006.

وأصدرت فاطميره عام 2009 كتاباً يحتوي سيرتها الذاتية بعنوان "هدفي في الحياة. من مهاجرة إلى بطلة للعالم" كما أنها نموذج للاندماج في ألمانيا وتتابعها العيون وعدسات الكاميرات والصحافة، حيثما حلت. لكنها قررت الابتعاد الآن لكي تحقق حلمها في أن تصبح أماً.
 

تصنيف :