الديهي: محاكمة الشيخ علي سلمان سجلت إنجازاً للشعب

الديهي: محاكمة الشيخ علي سلمان سجلت إنجازاً للشعب
الخميس ٢١ مايو ٢٠١٥ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

أكد نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسين الديهي على أن التحديات والضربات التي تلقاها شعب البحرين وفي مقدمتها اعتقال زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان ومحاكمته، تحولت إلى نجاح للشعب في ثباته وصموده وعدم تراجعه.

وقال الديهي في كلمة مصورة، أن مسيرة النفس الطويل لن تتوقف والشعب لن ينكسر.. سُجنَ من سُجن أو أُستهدفَ من أُستهدف.. ومن يقرأ التاريخ يعرف أنه لا مخرج إلا بإقامة العدالة وتحقيق الحرية والمساواة.

ولفت الديهي إلى أن محاكمة الشيخ علي سلمان سجلت إنجاز وانتصار له في معركته من أجل العدالة وحرية شعب البحرين، وكل من يراقب المحاكمة يرى بأم عينه غياب الإجراءات العادلة، ومنها تتأكد الحاجة لقضاء مستقل كما طالب شعب البحرين.

وفيما يلي نص كلمة نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين حبيب قلوبنا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين وصحبه الغرّ الميامين ..

(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) – (آل عمران 139)

سلامٌ على الشعّب المضحي الصابر الصامد، سلامٌ على شهدائه وجرحاه ومعتقليه ورموزه خلف القضبان، سلامٌ على صبر الأمهات وجلد الآباء، وعزيمة الشباب والنفس الطويل وصمود الساحات، سلامٌ على من فصلوا وتغرّبوا، سلامٌ على من سعوا في طلب الحق ولم يسكتوا عن الظلم ولم يستسلموا للقمع ولم ينحنوا ولم يركعوا ولم يسلّموا بما وقع عليهم وأبوا عن أن يتخلوا عن سلميتهم ووطنيتهم.

سلامٌ على اللؤلؤ المكنون في بياض أرواح المحتشدين في ساحة دوار اللؤلؤة، سلامٌ على العزم الشديد في صمودٍ لم يزدد إلا اشتداداً منذ الرابع عشر من فبراير المجيد، سلامٌ على مجد التاسع من مارس وما تلاه من ملاحم عزةٍ ورفعة، سلامٌ على شموخٍ من شموخ النخيل الباسقات الراسخات بجذورها في عمق اصالة ترابنا المعطاء، سلامٌ عليك يا أرض الخير والعزة والكرامة يا بحرين الحب والوحدة والسلام.

سلام على أمين الشعب وعلى صموده وصبره وشموخه .

قدّم ويقدّم شعبنا أرقى الدروس في الصمود والتسامي على الجراح والإصرار على الاستمرار في درب ذات الشوكة بلا انكسار أو تعبٍ أو تراجع، فعلى الرغم مما نعاني من انتهاكات متعددة، وتنكرٍ لحقنا في المطالبة بأبسط حقوقنا، بل والتآمر علينا وعلى قضيتنا، إلا أننا كنا ولا زلنا مصرّين على مبادئنا نعض على موقفنا بالنواجذ، نعلم ونُعلّم العالم بأن تكالب الظروف عليك لا يعني الانحناء أو الانكسار، وهذا المعنى يتجلى بوضوح ونحن نمرّ بأقسى فترات القمع والمحاصرة للكلمة ومنع التظاهر وخنق حرية التعبير واستهداف العمل السياسي.

وقد تحوّلت الضربات والتحدّيات وفي صدارتها الاعتقال والمحاكمة السياسية للأمين العام الشيخ علي سلمان إلى محطات نجاحٍ للشعب في اختبارات الصلابة والثبات والصمود وعدم التراجع.

حملنا راية الوطن ومعها همومه وآلامه وآماله، ونحن نعلم أن التكلفة باهضة وندرك أن هنالك معيقات ومطبات، وتعاهدنا أنه رغم وعورة الطريق وعمق المطبات والصعاب وتهاوي الشهداء وتغييب المعتقلين أن لا تسقط الراية، وأن يتسلمها الجيل من الجيل، ومسيرة النفس الطويل لن تتوقف والشعب لن ينكسر.. سُجنَ من سُجن أو أُستهدفَ من أُستهدف.. ومن يقرأ التاريخ يعرف أنه لا مخرج إلا بإقامة العدالة وتحقيق الحرية والمساواة، وإن تمت إبادتنا سيأتي من يطالب بالعدل ما دام هنالك ظلم وتجاوز.. تلك هي سنن التاريخ ..

الأمين العام للوفاق سماحة الشيخ علي سلمان يحقق اليوم أكبر إنجازاته انتصاراته في معركته من أجل العدالة وحرية وحقوق الشعب، فهو يكشف لكل ذي ضمير في العالم أن المطالب التي رفعها منطقية وواقعية، فكل من يراقب محاكمته السياسية من كل الفرقاء يرى بأٌم عينيه ويُقرّ في داخله أنه لا حقوق للدفاع ولا إجراءات عادلة، وتتأكد وتتثبت الحاجة لقضاء مستقل، ومعه كل المطالب المشروعة التي نادى بها سماحة الشيخ علي سلمان وكل الشعب.

الأمين سماحة الشيخ علي سلمان الحرّ في كل حالاته والعزيز الثابت المؤثّر بحضوره الإيماني الوطني الصادق، مُحاكماً وسجيناً كله احتساب ورباطة جأش، لا يعنيه كم قضى في السجن وقد أكدها مراراً أنه مستعد لقضاء كل عمره في السجن من أجل حريته ومستقبل الأجيال، وفي موقفه التضحوي درس كبير سيتعلم منه كل طلاب الحرية في العالم.

ما قبل فترة اعتقال الأمين العام كانت هنالك فترة التهديد الطويلة، وفي كل موقف ثاب يصدر من الوفاق، وكل رفض منها لقبول أي اصلاحات شكلية تصل الرسائل بأن الأمين العام للوفاق سيعتقل ان استمر في مواقفه وخطابه.

وقد كشف الحكم بأن الاعتقال جاء بعد قرار المقاطعة في لقائه الصحفي الذي أجري بعد أسبوعين من اعتقال الأمين العام، ولكل ذي عقل ان يسأل هل قرار المقاطعة جريمة؟.

وإذ ان من غير المقبول للعالم ان تكون المقاطعة مادة الجريمة، فصار البحث عن الخطب عما يدين، ولكن رصانة خطاب الامين، وايمانه الحقيقي بالإصلاح والعمل السلمي، ورفضه العنف، واحترامه للجميع، لم يكن في الخطابات ما يدين الامين العام، فكانت الحيلة بالقص والبتر والاجتزاء وهو ما تكشفه مجريات القضية ومتابعات المحامين.

استمرار محاكمة الشيخ علي سلمان لا يعني إلا استمرار الأزمة التي يعيشها النظام وعدم قدرته على إيقاف الحراك الذي لن يتوقف بإذن الله تعالى وسيستمر كما هو إصرار الامين العام وصموده ونفسه الطويل ورؤيته القائمة على الصبر والصمود وعدم التنازل وتطلعه لاصلاح حقيقي لا تتجدد معه الأزمات.. وان طال عمر هذا الحراك وتضاعفت كلفته إلا أنه يريده الأخير لمستقبل الأجيال.

إنه المستقبل الذي ينشده أمين الشعب باتت بشائره واضحة، وهو نتيجة الصبر والتضحيات التي تأكدت بما تأصَّل في وجدان هذا الشعب الأبي من النفس الطويل والصبر والصمود وعدم القبول بحياة العبودية والذل.