تفجير مسجد الدمام الشيعي تحد اكثر خطورة للسلطات السعودية

تفجير مسجد الدمام الشيعي تحد اكثر خطورة للسلطات السعودية
السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥ - ٠٧:٢٤ بتوقيت غرينتش

الهجوم الذي شنه “انغماسي” او انتحاري يتبع ما يسمى ب"الدولة الاسلامية"على مسجد للشيعة في مدينة الدمام شرق المملكة العربية السعودية، يشكل تحديا للسلطات الامنية السعودية ورسالة قوية لها تؤكد ان هذه “الدولة” متغلغة في النسيج الاجتماعي السعودي وقادرة على اختراق الاجهزة الامنية في وقت هي في قمة الاستعداد والتأهب.

لا يخامرنا ادنى شك في صحة الرواية الرسمية السعودية التي افادت بأن انخفاض عدد القتلى الى ثلاثة اشخاص، علاوة على الانتحاري، نتيجة اشتباهها بالسيارة وصاحبها قبل وصولها الى المسجد المستهدف، لان نجاح انتحاري مسجد القديح في القطيف في الوصول اليه واقتحامه وقت كان يعج بالمصلين يوم الجمعة الماضي ادى الى مقتل 21 شخصا واصابة العشرات.

ومع تسليمنا بهذه الرواية الرسمية، فان هذا لا يعني ان التحدي الذي تواجهه قوات الامن السعودي هين، ويمكن التصدي له بنجاح لانه يبدو واضحا ان خلايا “داعش” النائمة بدأت تصحو وبشكل فاعل، وتنفذ مخططا من التفجيرات بهدف الى زعزعة استقرار وهز جبهتها الداخلية وامنها، في وقت تخوض فيه حروبا استنزافية في الجارين اليمني والسوري.

“الدولة لاسلامية” التي جاءت امتدادا لحركة “التوحيد والجهاد” التي اسسها ابو مصعب الزرقاوي بعد الاحتلال الامريكي للعراق، لا تريد خلف فتنة بين السنة والشيعة، مثلما يروج الاعلام السعودي الرسمي منه وشبه الرسمي، بل هي تطبق ركنا اساسيا من عقيدتها “الوهابية” وهو محاربة ابناء الطائفة الشيعية باعتبارهم كفارا.

خطورة خلايا “داعش” التي تنشط حاليا في المملكة العربية السعودية تنبع من كونها مكتفية ذاتيا على الصعيد المالي، ولا تحتاج الى تمويل خارجي، وتجد تعاطفا كبيرا من بعض الشباب السعودي والجيل الجديد من الدعاة ورجال الدين الذين يتمسكون بالفكر الوهابي وينتقدون محاولة الدولة التخلي عنه بشكل تدريجي لتجنيب اتهامها برعاية الارهاب ودعمه.

ان عمليات التحريض الطائفي التي بلغت ذروتها تعني ان هناك حملة تضامن غير مسبوقة من قبل بعض رجال الدين والدعاة والكتاب مع ضحايا هذه التفجيرات من ابناء الطائفة الشيعية تعكس محاولة للتبرؤ من الجماعات الاسلامية المتشددة، ولكن هذا النهج يبدو سطحيا ومؤقتا ووليد ساعته، وقد لا يعمر طويلا وهنا تمكن المشكلة.

اصلاح التعليم في السعودية ومعظم دول الخليج، واحلال قيم التسامح والمساواة والعدالة مكان قيم التحريض الطائفي والعرقي هو الخطوة الاهم من وجهة نظر هذه الصحيفة “راي اليوم” واسرتها، ودون اتخاذ خطوات سريعة في هذا الاطار ولجم وسائط الاعلام والدينية منها على وجه الخصوص، فان الازمة ستسمر وتتعقد وستستمر معها اعمال التفجير للمساجد الشيعية والسنية معا.

*راي اليوم