تل أبيب تُقّر بعجزها الكامل في مواجهة حملة المقاطعة لعزلها

تل أبيب تُقّر بعجزها الكامل في مواجهة حملة المقاطعة لعزلها
الإثنين ٠١ يونيو ٢٠١٥ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

على الرغم من أنّ الكيان الاسرائيلي تنفسّ الصعداء بعد سحب السلطة الفلسطينيّة مشروع قرارها بإبعاده عن الفيفا، إلّا أنّ تل أبيب لم تُعبّر عن فرحها، لا بلْ أعربت عن توجسّها من القادم، لافتةً إلى أنّ الفلسطينيين سيُواصلون حملتهم لإقناع العالم بعزل "إسرائيل"، وهو الأمر الذي بات يعتبره قادة كيان الاحتلال تهديدًا إستراتيجيًا من الدرجة الأولى.

وذكر موقع "رأي اليوم" ان صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة نشرت اليوم الاثنين على صدر صفحتها الأولى خريطة المُقاطعة المتوقعّة لـ"اسرائيل" في العالم، ونقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى قولهم إنّ التسونامي السياسيّ-الدبلوماسيّ سيبدأ عمليًا بعد التوقيع النهائيّ على الاتفاق النووي بين مجموعة دول (5+1) وإيران في نهاية الشهر الجاري، وقال مسؤول إسرائيليّ آخر، رفض الإفصاح عن اسمه، إنّ تل أبيب ليس لديها أدوات ولا أموال ولا قوى بشريّة لمواجهة ما اسماه بالانتفاضة السياسيّة.
ولفتت المصادر السياسيّة في تل أبيب إلى أنّه في "إسرائيل" باتوا على علمٍ ويقينٍ بأنّ أيّ مُواجهة جديدة، كالتي حدثت في الفيفا، ستؤدّي إلى تراجع مكانة "إسرائيل" الدولية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الخارجيّة الإسرائيليّة قولها إنّ صنّاع القرار في تل أبيب باتوا يتوسّلون للدول الصديقة من أجل تقديم المساعدة لها في المحافل الدوليّة، وشدّدّت المصادر على أنّه ليس من المؤكّد أنْ تتمكّن "إسرائيل" في المستقبل المنظور من التوجّه للدول الصديقة للحصول على مساعدة، حسبما ذكرت المصادر.

يُشار إلى أنّ رئيس وزراء الكيان الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عيّن د. دوري غولد، وهو من أقرب المُقرّبين له، مديرًا عامًّا للخارجية الإسرائيليّة، علمًا بأنّ غولد من هو من غلاة المتشددين والمتطرفين في "إسرائيل"، هذا بالإضافة إلى عدم وجود وزير للخارجيّة في حكومة الاحتلال الجديدة.
وبرأي المصادر، فإنّه لا يُمكن التقليل أو الاستخفاف بتشكيل لجنة في الفيفا لمُراقبة سلوك "إسرائيل" تجاه الرياضيين الفلسطينيين، ولفتت (يديعوت أحرونوت) إلى أنّه في كلّ مرّة يعتقد فيها جبريل رجوب بأنّ "إسرائيل" اجتازت الخطوط الحمراء، فسيقوم بمكالمة الفيفا، الأمر الذي سيُعيد القضية إلى الأجندة المحليّة والدوليّة.

يُشار إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك كان قد حذّر من أن "إسرائيل" صارت عرضة للمقاطعة أكثر من ذي قبل مع تطور حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات والمعروفة بـ (بي دي أس). وجاء ذلك في مقابلة مع صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، وذلك عندما سُئل باراك هل يعتقد أن حملة المقاطعة لإسرائيل تتنامى على غرار ما واجهه نظام الفصل العنصري (آبارتهايد) في جنوب أفريقيا.
وفي معرض وصفه عملية نزع الشرعية من الاحتلال الإسرائيليّ والتي تجري تحت السطح، أقرّ باراك بأنّ حركة المقاطعة تتطور. وقال: طالما كانت تلك الأصوات تأتي من إريتريا أو موريتانيا، فلا مشكلة. لكن عندما تبدأ الدعوات تأتي من الدول الاسكندينافية وبريطانيا، فإننا أمام مشكلة خطيرة.
وفي تصعيد لانتقاداته ضدّ حكومة بنيامين نتانياهو، قال باراك إنّ عزلة "إسرائيل" صارت أكثر احتمالاً، موضحاً: من يقول إن العزلة لن تحدث؟ قد تحدث فعلاً حتى لو لم نكن نرغب في ذلك. نحن لا نريد المقاطعة، لكننا عرضة للمقاطعة. نحن لا نريد عزل "إسرائيل"، لكن "إسرائيل" قد تجد نفسها في عزلة مؤلمة للغاية.