تأثير فكر الإمام الخميني اجتاز حدود البلاد ليشمل العالم الإسلامي

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠١٥ - ٠٤:٥٩ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2015.06.04 ـ حمل الإمام الخميني قدس سره عبر الثورة الإسلامية التي قادها خطاباً ساهم في إيقاظ الأمة من سباتها عبر طرحه مفهوماً آخر للإسلام لم يألفه العالم الإسلامي، فأعاد بفكره ثقة الشعوب بنفسها.. وبعث إسلاماً سياسياً جديداً عرفه بالإسلام المحمدي الأصيل.

ولم تكن الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني الراحل قدس سره ثورة لتغيير نظام مستبد وحسب وإنما كانت ثورة لتغيير المفاهيم والقيم ومنطق العلاقات الدولية الذي كان سائداً آنذاك ولإعادة ثقة الشعوب المستضعفة بنفسها.
وكان الإمام الخميني يرى في الأنظمة المستبدة عائقاً أمام تطور الشعوب ونيلها استقلالها الناجز، إلا أنه في الوقت عينه كان يرى في الثورة مقدمة لبناء الدولة والاستقرار ووسيلة لتحقيق التنمية الشاملة، وهو ما يبرر رفضه لجميع أشكال العنف والعبث وتدمير المؤسسات تحت أي تبرير.
إلا أن أبرز ما ميز فكر الإمام الخميني السياسي اعتماده على الشعب كهدف للثورة ومحرك لها وضامن لاستمرارها وتطورها عبر استدعاءه الشعب الإيراني لأوسع مشاركة سياسية وتشجيعه إياه على خوض غمار الانتخابات المتتالية واعتباره صوت الشعب معياراً لأي تحرك سياسي.
وشكل هذا التوجه حصانة للثورة أمام التحديات التي حاكها أعدائها من محاولات لضرب الأمن الداخلي بالاغتيالات السياسية والتفجيرات العشوائية والحصار والحظر وصولاً إلى الحرب التي فرضها نظام البعث العراقي السابق على الثورة الإسلامية.
ولم يقتصر تأثير الإمام الخميني على إيران وحسب وإنما امتد ليشمل العالم الإسلامي عبر مفهوم الوحدة الذي طرحه كمبدأ لأي حراك سياسي وهو ما وجد طريقه إلى كثير من أدبيات الدول والتيارات والحركات الإسلامية على امتداد العالم.
وعلى مستوى العلاقات مع العالم يبرز رفض الإمام بشكل حاسم الانحياز إلى أي من المعسكرين المتصارعين إبان الحرب الباردة، معتبراً ذلك انتقاصاً من السيادة الوطنية ومبادئ الثورة الرافضة للخضوع للشرق والغرب.
وهذا ما يفسر الاستقلالية الفريدة للثورة الإسلامية في سياساتها الخارجية عبر مواجهة مفتوحة مع الاستكبار العالمي في الزمان والمكان ودعم غير محدود للمستضعفين في العالم، تجلى في أبرز صوره بالدعم الثابت للشعب الفلسطيني لإحقاق حقوقه ومطالبه، غير عابئ بالكلفة السياسية التي فرضها هذا الموقف على إيران منذ ثلاثة عقود ونيف.
06.04        FA