ما هي حقيقة مقتل "بلمختار" في غارة أميركية بليبيا؟

ما هي حقيقة مقتل
الإثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

نفذ الجيش الأميركي ضربات جوية على "أهداف" وقتل على الأرجح أحد زعماء "القاعدة" في شرق ليبيا مختار بلمختار المتهم بالضلوع بالتفجير الإرهابي الذي استهدف محطة للغاز في الجزائر عام 2013، والتي قتل فيها 37 شخصاً، بينهم 3 أميركيين، حسبما أعلن الجيش أمس الأحد.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن مصدر قوله إن الغارات الأميركية في ليبيا لم تقتل مختار بلمختار بل قتلت 4 متشددين لهم صلات وثيقة بالهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي بتاريخ 11 سبتمر 2012، الذي أدى لقتل السفير الأميركي كريس ستيفنز و3 أميركيين آخرين.

مزاعم قتل
وقال مسؤول أميركي، إن طائرتين "أف 15" شنتا هجوم الأحد على الموقع بواسطة القنابل.
ووفقاً للوكالة الأميركية، فهذه ليست المرة الأولى التي تزعم فيها السلطات الأميركية قتل بلمختار، وهو متشدد أربعيني يعتقد أنه فقد عينه في القتال بأفغانستان، وكان واحداً من المقاتلين الذين يحاربون الحكومة الجزائرية منذ 1990، وانضمام للقاعدة فيما بعد.
من جهتها، أكدت مصادر عسكرية ليبية أن ضربة الجيش الأميركي ليل يوم السبت، استهدفت على ما يبدو اجتماعاً لكبار قيادات تنظيم القاعدة الارهابي في موقع تابع لما يسمى بـ"مجلس شورى ثوار أجدابيا".
ولم تستبعد المصادر أن يكون أحد أهم مزودي تنظيم القاعدة في ما يعرف بـ"بلاد المغرب الإسلامي" بالمقاتلين، من بين الحاضرين الذين استهدفتهم الغارة.
وأكدت المصادر العسكرية، أن الاجتماع كان من بين حاضريه رئيس "مجلس شورى ثوار إجدابيا" الساعدي بوخزيم مع قيادات أجنبية، ووصفت الضربة الجوية بـ"النوعية".
وكانت طائرتان مجهولتان، قصفتا في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأحد، إحدى المزارع الواقعة تحت سيطرة ما يُعرف بـ "مجلس شورى إجدابيا"، القريب من تنظيم القاعدة جنوب المدينة.
وأفاد شهود عيان، أنَّ الطائرتين قصفتا في تمام الساعة الثانية ليلاً مزرعة الساعدي النوفلي بالحي الصناعي جنوب إجدابيا، ما أسفر عن وقوع ضحايا وجرحى من مقاتلي مجلس شوري إجدابيا.
وأوضح الشهود أن المزرعة بها مخازن أسلحة وذخائر، وأنَّه أثناء القصف كان مقاتلو "شورى إجدابيا" يعقدون اجتماعاً ويجهزون المركبات التي كان من المفترض أن تتوجه إلى بنغازي.
وأعلنت الحكومة الليبية مساء أمس الأحد، مقتل القيادي الجهادي الجزائري في غارة نفذتها طائرات أميركية في شرق ليبيا ليل السبت، بينما اكتفت واشنطن بتأكيد الغارة وهدفها من دون أن تؤكد مقتل بلمختار.
وأفاد بيان لحكومة عبد الله الثني أن "الطائرات الأميركية قامت بمهمة نتج عنها قتل المدعو مختار بلمختار ومجموعة من الليبيين التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية بشرق ليبيا".
وأضافت أن الغارة الأميركية تمت "بعد التشاور مع الحكومة الليبية للقيام بهذه العملية التي تساهم في القضاء على قادة الإرهاب المتواجدين على الأراضي الليبية".
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر مسؤول في الحكومة المؤقتة، ومقرها مدينة البيضاء في شرق ليبيا، أن الغارة "جرت ليل السبت- فجر الأحد في مدينة اجدابيا" التي تبعد 160 كلم غرب مدينة بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي.
وأضاف المصدر أن الغارة استهدفت "إحدى المزارع حيث كان يعقد بلمختار اجتماعا مع قادة تنظيمات متطرفة".

بلمختار
ومن المعروف أن بلمختار كان خلال الأعوام القليلة الماضية ينتقل بشكل مستمر بين دول منطقة الساحل الإفريقية، وقد عرف بعدة ألقاب بينها "الأعور" و"السيد مارلبورو" بسبب شهرته في تنفيذ عمليات التهريب.
ومن أشهر العمليات التي عُرف بها بلمختار، ما قام به بداية 2013 عندما احتجز عدداً من الرهائن في عين أميناس بالجزائر، ما أسفر عن مقتل 37 رهينة جزائرية بعد تدخل الجيش الجزائري، ممّا جعله أخطر مسلح بالمنطقة، لا سيما وأنه كان زعيم تنظيم القاعدة في ما يعرف بـ"المغرب الإسلامي".
وقد خلق بملختار عام 2012 حركته الإرهابية الخاصة التي أسماها بـ"الموقعون بالدم" بعد انفصاله عن القاعدة، وبعد ذلك انضمت حركته إلى "التوحيد والجهاد" التي احتلت مالي في العام نفسه، نُسب إليه الحادث الإرهابي الأخير الذي شهدته باماكو الموريانية شهر مارس الماضي وأسفر عن مقتل 5 أشخاص.

تصنيف :