يوم القدس والربيع العربي!

يوم القدس والربيع العربي!
السبت ٠٤ يوليو ٢٠١٥ - ٠٩:١٩ بتوقيت غرينتش

أكثر من ثمانية أشهر وبساط الربيع الأخضر امتد من تونس إلى مصر بعد أن عبر الصحراء الليبية متخطيا إلى اليمن والبحرين والنيران التي امتدت من المغرب العربي إلى أرض الكنانة وبلاد الشام وحضارة السبأ وثقافة أهل البحرين جاءت على تاريخ الانسان وعمارة الأرض والحضارة البشرية وقبلها كانت الويلات في بلاد الرافدين! والخوف أن نعيش في ضياع جديد وبعد أن ضاعت من أيدينا أرض فلسطين! فضاعت هذه الأمة زمنا بعد أن اختارها الله لتكون وسط الأمم!.

هذه الأمة التي خرجت ضد الظلم والجور والاستبداد مطالبة باسقاط الأنظمة ورحيل الحكام كانت الوقود لاشعال الثورات، لكنها لا تملك قرار التغيير كما تملك حرية السهر في الشوارع والحارات والأزقة والمطالبة بالتغيير! والأيام سوف تثبت انه لولا التدخل الأجنبي لما رحل من رحل! ثمن الاستقلال ومنذ عهد قياصرة روما لم يكن زهيدا ولا أعتقد أن هذه الأمة يوما قد تصبح خير أمة إلا اذا استطاعت أن تتخلص من الامبريالي المهيمن على ثرواتنا والذي بعصاه الصهيونية يصنع قرارات الأمة «أنت ترحل، أنت تبقى، أنت تعزل، أنت تنفى»! الجهة التي تورطت بمحاولة اغتيال الرئيس اليمني، هل هي ضمان آمن لتشكيل نظام يحكم الشعب اليمني؟! والثائر الذي حارب بسلاح «الناتو» ليقضي على القذافي، هل قدمت له الأسلحة بنية التقرب إلى الله تعالى وبدون مقابل؟! أما دمشق التي احتضنت أول انقلاب في تاريخ الاسلام، هل يمكن ضمان الأمن والاستقرار فيها وإعطاء البيعة ليد تلطخت بدماء أبنائها بعد رحيل رئيسها! إلى أين تسير هذه الأمة؟! وما هي النهاية المحتملة لكل قصة بعد أن تذبل أزهارها قريبا حين يحل عليها الخريف!. من الذي يقف اليوم خلف الستار وسوف نوجه له أصابع الاتهام غدا لو أن هذه الأمة قد أخطأت بالحساب والتقدير!
غدا الجمعة اليتيمة وهو يوم القدس العالمي، هذه الأمة وإن خرجت في ربيعها ضد حكامها إلا أن القدس هي التي تقوي من عزيمتها وتجعلها كلمة واحدة ويدا قوية يمكنها أن تضرب على يد الامبريالي لتسقط منها عصى الصهيونية فتسحق بالأقدام حتى تتطهر أرض الأنبياء والأديان السماوية من الرجس بعد رحيل آخر إسرائيلي منها! هذه الأمة ستعود خير أمة أخرجت للناس بعد أن يصبح قرار من يرحل أو من يبقى بيدها! فهل هي قادرة على ذلك الآن ؟! أم أن هناك قصة لرحلة ربيعية قادمة نحو القدس؟! ومتى سوف تبدأ؟!
آخر العمود: قبل كتابة خاتمة المقال تلقيت مكالمة هاتفية من أخي وصديقي منير عبدربه وكان في وقتها يحدثني من المسجد الأقصى في القدس، فكلماتي تعجز عن التعبير فإن كانت هي صدفة قد حدثت فأعتقد ان هذه الصدفة يوما ستتحول لوعد صادق إن شاء الله!
* حسن الأنصاري

كلمات دليلية :