بعد ان باتوا على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الاتفاق بين إيران والسداسيّة سيُوقّع..

تل أبيب تُقر رسميًا: الحرب التي خضناها ضدّ إيران فشلت

تل أبيب تُقر رسميًا: الحرب التي خضناها ضدّ إيران فشلت
الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠١٥ - ٠٣:٤٣ بتوقيت غرينتش

لأوّل مرّة، وفي خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ، أقرّت تل ابيب رسميًا بأنّ الحرب التي خاضتها في المحافل الدوليّة، وفي أماكن أخرى، ضدّ البرنامج النوويّ الإيرانيّ، كانت نتيجتها الفشل المُدّوي.

وبحسب المصادر السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب، فإنّ الحرب استمرّت على مدار 15 عامًا، ولكنّها باءت بالفشل، خصوصًا وأنّ تل ابيب باتت خارج اللعبة، وخارج المفاوضات التي تجري بين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وبين مجموعة دول (5+1) في النمسا.

مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، الذي يُعتبر وبجدارةٍ، الناطق غير الرسميّ بلسان المؤسستين العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب، كشف اليوم الثلاثاء النقاب عن أنّ كبار القادة في الجيش الإسرائيليّ باتوا يُفكّرون ويضعون الخطط لليوم الذي يلي الإعلان عن الاتفاق بين طهران والسداسيّة الدوليّة، كما أكّدت له مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب.

وشنّ المُحلل الإسرائيليّ، طبعًا بإيعازٍ من كبار القادة الأمنيين في تل أبيب، هجومًا سافرًا على الإدارة الأميركيّة بقيادة الرئيس، باراك أوباما، وقال فيما قال إنّ إيران تقوم بالتنكيل بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة، مُشدّدًا على أنّه لو كانت الإدارة الحاليّة في عصر أزمة الصواريخ بين واشنطن من جهة وبين كوبا وروسيا من جهةٍ أخرى، لكان الروس قد سيطروا على العالم، بحسب تعبيره.

ولجهة إسرائيل، نقل المُحلل عن المصادر الأمنيّة ذاتها، قولها إنّ قادة الجيش الإسرائيليّ يعكفون في هذه الأيّام على بلورة رزمة التعويضات التي ستتلقاها تل ابيب من الولايات المُتحدّة تعويضًا لها على الاتفاق مع إيران، علمًا أنّ تل أبيب أعلنت في الآونة الأخيرة أنّها ستطلب من واشنطن تزويدها بالأسلحة المُتقدّمة والمُتطورّة، لكي تُواصل تفوقها الكميّ والنوعيّ على جميع الجيوش العربيّة، حسبما ذكرت المصادر.

علاوة على ذلك، شدّدّت المصادر على أنّ قيادة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ تعكف في هذه الأيّام على وضع إستراتيجيّةٍ جديدةٍ بالنسبة لمُواجهة إيران في اليوم الذي يلي توقيع الاتفاق مع الدول العظمى. ولوحظ من خلال التقرير الذي أعدّه فيشمان أنّ المصادر لم تتطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى الخيار العسكريّ لتدمير المنشآت النوويّة الإيرانيّة، خلافًا لما نقله موقع (WALLA) العبريّ عن مصدر أجنبيّ الذي قال إنّ قائد هيئة الأركان العامّة بالجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي ايزنكوط عينّ نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، رئيسًا للطاقم الخاص الذي أوكل إليه دراسة الخيار العسكري في اليوم الذي يلي توقيع الاتفاق مع إيران.

وبحسب المصدر، فإنّ هذا التوجه يُجسّد الروح الموجودة داخل المؤسسة الأمنية ولدى الجيش، ويتوافق مع ما لمح إليه مصدر أمنيّ رفيع المستوى قبل أيّام، بشأن ضرورة إجراء تقويم للوضع ودراسة الخيار العسكري، إذا تمّ التوقيع على الاتفاق مع إيران.

ونقل الموقع عن مصدر أمنيّ إسرائيليّ وصفه بأنّه رفيع المستوى ومُقرّب من وزير الأمن موشيه يعلون، تأكيده أنّه لا يوجد تغيير في كل ما يتعلق بالخيار العسكري، مُضيفًا: نحن نعمل على أساس الفرضية بأنّ إيران هي العدو الأكبر والأكثر مرارة لإسرائيل، الذي لا يُمكن أنْ نعرقل أي خيار في مواجهته حسب قوله. وخلُص فيشمان إلى القول إنّ صنّاع القرار في تل أبيب باتوا على قناعة تامّةٍ بأنّ الاتفاق بين إيران والسداسيّة سيُوقّع هذا الأسبوع.