ما هي مواصفات المغاربة الملتحقين بـ"داعش"؟

ما هي مواصفات المغاربة الملتحقين بـ
الإثنين ٢٠ يوليو ٢٠١٥ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

جردت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية مواصفات أغلب المغاربة الذين آثروا الانضمام إلى جماعة "داعش" الارهابية.

وأفاد موقع "هسبريس" المغربي، ان الصحيفة اوضحت ان المرء حينما يكون فقيرا بالمغرب، أو غير متمدرس، زيادة على عيشه في وسط هش، يمتهن فيه حرفا صغيرة، دون أن تكون له معرفة عميقة بالدِّين ومقتضياته يصير لقمة سائغة في فم جماعة "داعش" الإرهابية.

المصدر ذاته كشف بالاستناد إلى عدد من المسلحين المغاربة الذين حاورهم، أنَّ أغلب من التحقوا بـ"داعش" في العراق وسوريا، كانوا أناسا بسطاء وطيبين في البداية، يزاولون أعمالهم المتواضعة، إلَّا أنَّ عملية الاستقطاب وما يواكبها من حشو بالأفكار المتطرفة هي التي حفزتهم على المضي في سبيل ما يرونها (خلافة) و(جهادا).

تبعا لذلك تخلص "ذي تايمز" إلى أنَّ عنصري الجهل والفقر يظلَّان أكبر حاضنة للمسلحين من المغرب، ففيما يتعلق بالجهل، يدري المجندون ان المسلحين الجدد لن يجادلوا أو يحاجوا ويختلفوا فكريا حول المهمة التي يمضون إليها، أمَّا بالنسبة إلى الفقر، فمن السهل إغراء شخص معوز بالسفر لداعش، وإن تعلق الأمر بمبالغ ماليَّة بسيطة في بعض الأحيان.

وتسوق الصحيفة نموذجا لشاب مغربي سبق له أن انضمَّ إلى "داعش"، يسمى رشيد ويقبع اليوم في سجن مغربي. رشيد حكى كيف أنَّه كان يعمل بائعا متجولا بمدينة خريبكة، فإذا برجل يأتي إليه بين الفينة والأخرى، معطيا إيَّاه مبالغ تربو على الخمسمائة درهم، بدعوى مساعدته على تحسين تجارته، قبل أن يتبيَّن مأربٌ آخر.

لم تمض ثلاثة أشهر على شروع المجنِّد في إمداد رشيد بالمال، حتى أتاه بـ7500 درهم نقدا، وتذكرة للسفر، وهو ما انساق معه رشيد، قبل أن يجد أنَّ ما كان مساعدة، بادئ الأمر، انقلب عليه وبالا صار يدفع ثمنه من حريته.

ووفق المصدر ذاته، فإن زهاء 1600 مغربي جرى استقطابهم من لدن "داعش" في المغرب، بعضهم يشغل مناصب مهمة في التنظيم الارهابي. "ذي تايمز" خلصت إلى أنَّ المعطى البارز اليوم هو أنَّ أولئك المسلحين صاروا يشكلُون خطرا حقيقيا على بلادهم إثر العودة، وذلك بالنظر إلى ما راكموه من تجربة في القتال، وما طرأ على نفوسهم من تغير جراء منسوب العنف الذي عاشوه على الجبهات.

في غضون ذلك، كان تحقيق أجرته الأمم المتحدة حول ظاهرة استقطاب المسلحين الأجانب لفائدة التنظيمات الإرهابيَّة، كشف أنَّ من يجندون المسلحين غالبًا ما يقبضون مبالغ مجزية نظير المجيء بعناصر جديدة، حتى أنَّ المكافأة قد تصل إلى عشرة آلاف دولار. سيما أنَّ "داعش" باتت تصنف بمثابة أغنى جماعة إرهابيَّة في التاريخ، بفعل مصافي النفط التي تسيطر عليها في العراق وسوريا.