وفي حديثه اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر مدراء ومسؤولي التربية والتعليم في البلاد، اعتبر هاشمي رفسنجاني، ان حظر (تابو) المفاوضات مع اميركا قد كسر واضاف، انه لو لم يحدث التحول في مجال السياسة الخارجية لكان التحول في مجالات اخرى امرا صعبا وان الاتفاق (النووي) ادى الى انهاء التوتر وحرب باردة طويلة.
واكد بان العالم يرغب بالعمل مع ايران واضاف، انه اذا كان منطقنا اسلاميا فلا ينبغي ان نخشى من اي علاقة وبامكان ايران ان تؤدي الى جانب القوى الكبرى دورا كبيرا.
وصرح بان العالم لا يريد منا سوى الشفافية وقال، انهم يريدون منا الثقة بان لا نتجه نحو القنبلة النووية ونحن تمكنا من توفير امننا في العالم.
واشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الى زيارة وزير الخارجية الاميركي الى المنطقة وقال، ان جون كيري يصرف من وقته 6 ايام وياتي الى دول المنطقة لتهدئة العرب المعارضين (للاتفاق النووي).
واكد هاشمي رفسنجاني باننا لن ننتفع شيئا من وراء الافراط والتفريط وقال، ان الاشكالية الاكبر للافراط والتفريط هي انهما معارضان لاساس الاسلام، ولربما يتصورون بانهم يقدمون تضحية كبرى الا ان هذه التضحية على الظاهر تصل الى حد يؤدي الى انتاج تنظيمات مثل داعش وبوكوحرام التي تسيء الى سمعة الاسلام.
واعتبر ان ظاهرة الافراط والتفريط قد اصبحت عالمية الطابع وهي للاسف قادرة على استقطاب العناصر من بين الشبان اليائسين والمحبطين.
واشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الى ان المفاوضات مع اميركا كانت قد انطلقت قبل الانتخابات الرئاسية الاخيرة (قبل العام 2013)، بعد رسالة جاء بها سلطان عمان السلطان قابوس الى ايران ولقيت موقفا ايجابيا من القائد، ومن ثم اجرى فريق بمستوى غير عال مفاوضات مع الاميركيين الا ان تلك المفاوضات لم تثمر نظرا لان الفريق لم يكن قويا بما يكفي كما لم تحظ بدعم شعبي لان الشعب لم يكن على اطلاع بها.
واوضح بان الحكومة الايرانية الحالية تحمل منذ البداية الحوافز الكافية لاجراء مثل هذه المفاوضات.
واشار الى مفاوضات سابقة جرت بين ايران واميركا بشان القرار الاممي 598 (حول الحرب المفروضة من قبل العراق على ايران 1980-1988)، واكد بان المفاوضات الاخيرة لا تقاس مع سائر المفاوضات بينهما واضاف، ان وضعنا في فترة الحرب كان اسوأ بكثير من مرحلة ما قبل الاتفاق الاخير اذ كان الشرق والغرب كله مع صدام، الا اننا تمكنا في تلك الظروف من المصادقة على القرار في حين اصروا على مدى 8 اعوام بان ايران هي المعتدية وادعوا بانها ترفض التفاوض.
وحول المفاوضات الاخيرة حول القضية النووية الايرانية قال، كان لم يتصور احد بان ترضخ فرق التفاوض للدول الست الكبرى لمطالب ايران.
ولفت الى معارضة البعض في الكونغرس الاميركي وبعض دول المنطقة للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5+1" واضاف، انه في الجانب الاخر يقول البعض باننا خدعنا دول 5+1 في حين اننا لم نكن نقصد خداعهم بل اردنا ان نوضح لهم وان نستوفي حقنا لانهم كانوا قد ظلمونا وفرضوا كل هذا الحظر علينا ومازلنا نرى تاثيراته السيئة في المجتمع.
واشار هاشمي رفسنجاني الى رغبة بعض دول العالم للتعاون مع ايران بعد الاتفاق النووي وقال، ان رغبة العالم للعمل معنا عالية وترون بان وزير الخارجية الاميركي جاء الى المنطقة وامضى عدة ايام فيها لتهدئة العرب غير المرتاحين للاتفاق النووي، وفي مثل هذه الحالة لماذا نغلق نحن الابواب.
واكد بان العالم قد التفت الى قوة ومكانة ايران وان تعاوننا مع العالم قد اكتسب الاهمية واضاف، اننا يمكننا اداء دور مهم امام القوى العالمية الكبرى.
واكد باننا تمكنا بعد الاتفاق من توفير امننا و"ان العالم لا يريد منا شيئا سوى الشفافية والثقة باننا لن نتجه نحو القنبلة النووية ولقد اثبتنا نحن ايضا باننا كارهون للقنبلة النووية ولا نسعى وراءها".