تعز: معاناة إنسانية مستمرة مع تواصل القصف والحصار السعودي

الثلاثاء ٠٤ أغسطس ٢٠١٥ - ٠١:٤٦ بتوقيت غرينتش

تعز (العالم) 2015.08.04 ـ يعيش اليمنيون في مدينة تعز أوضاعاً إنسانية صعبة جراء القصف من قبل الطائرات السعودية والحصار المفروض عليهم.. وتعاني المدينة نقصاً حاداً في مقومات الحياة وانعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي مما أثر سلباً على مستوى حياة المواطن.

وتمر المقاتلات السعودية وتبقی شواهد الجریمة عمقاً ضارباً بذاکرة المکان.. فتتفاقم المعاناة وتشتد مضاضة شظف العيش في أجواء مشحونة بالدمار ومثخنة بوطأة الخيانة والارتزاق من مسلحي الداخل اليمني.. فيما يكابد اليمنييون شهوراً من العدوان الذي يضغط بكل ثقله على مفاصل الحياة وأساسيات العيش.. فمن وراء الأنقاض ثمة من يحلم بالأمن والرغيف وخلف ركام الحديقة والمدرسة أطفال يحلمون بالحياة.

وخلف كل ذلك، هناك من ضاق به الحال لفقد قريب.. ومن انقطعت به السبل بعد فقد مصادر قوته نتيجة قصف الغارات.. فلم تكن الموارد الخدمية من منشآت ومتاجر حكومية وخاصة مواقع استخباراتية أو تجمعات لعناصر قيادية.. ولم تكن محطات الكهرباء منشآت نووية أو منصات إطلاق.

وكل ما في الأمر: شعب أراد أن يأكل من عرق جبينه بعيداً عن هيمنة الوصاية والابتزاز.. التي ظل يتكبد سياستها المفروضة طيلة السنوات الماضية.. فكانت الحرب وكان الدمار والخراب رداً حاقداً واجه به العدوان عزة اليمني وإباء كرامته وعراقة تاريخه.

وفي حديث لمراسلنا في تعز، أوضح أحد الأطفال اليمنيين، أنهم لم يبدأوا امتحانات مدارسهم بعد أن كانوا ينتظرونها؛ وقال: إن الحرب أوقفت دروسهم، متمنياً عودة الدروس والتعليم لكي "نعمل لنا مستقبل".

ووصف مواطن من أهالي تعز ما تقوم به السعودية بـ"إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة.. وجرائم حرب من ناس لاينتمون إلى الدين ولا إلى الإسلام."

ووصف مواطن آخر أن ما تقدم عليه السعودية إنما هي حرب قذرة "استهدفت الإنسان والحضارة والتاريخ، واستهدفت الأسواق والمنشآت والبنى التحتية، واستهدفت حتى الماشية والحيوانات، وكل ما هو حي في هذا البلد."

هذا وتفائل البعض من اليمنيين بوعود الخارج وأكاذيبه وبوعود يحققها لهم في رغد العيش، فيما الواقع يحكي تفاصيله.. وسؤال يطرح نفسه: أي مستقبل ينتظره اليمنيون يُحمل على رؤوس الصواريخ بعد أن دمر العدوان كل مقومات الحياة.
08.04  FA