انه زمن البدونة والاعراب الذين تصدروا المشهد!

انه زمن البدونة والاعراب الذين تصدروا المشهد!
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

لربما صدق الاماراتیون ان عنترة بن شداد العبسي (مواليد القصيم في 525 وتوفي 608 للميلاد) كان یعیش علی ارضهم حینما اغرم بعبلة وكتب معلقته الشهيرة.. متناسین ان احتلال آل نهیان لارض الامارات كان قبل 254 سنة (1761) فقط بعد ان فروا من عُمان.. وان ما یعرف بالامارات الیوم اغلبهم من اصول ایرانیة وباكستانیة وعمانية وبعض الاعراب الرحل.

لسنا بصدد النبز بالجذور والحقائق التاریخیة، فالامارات بعد 2 ديسمبر 1971 دولة ذات سیادة، لكن المشكلة ان ساستها لا یزالون یتصرفون تصرف الشرذمة وابناء شیخ القبیلة القادم من البادية.

والنموذج الاماراتي الذي تحاول ابوظبي وشقيقاتها من خلال الاعلام والتطبیل تصویره بالحداثة والتطور.. لا یحتاج في البحث عن اصوله وحقیقته الا ان تقف متفرجا علی سباق "الهجن" ومهرجان "الظفرة" أو تبتعد قليلا في رمال الصحراء لتشاهد "سفاريهم" والخروج بعیدا من محیط مدینة دبي والشارجة وابوظبي.. لتری حقیقة هذا المجتمع وهذه الدولة، التي یخطط لها الامیركیون والبریطانیون، ویدیرها المصریون والصینیون وغالبیة تجارها ایرانیون وعمالها من الهنود والبنغلادیش والباكستانیون!

الامارات منذ سنوات وبدعم من الامیركان والفرنسیین تلعب لعبة المال القذرة علی حساب البلدان الاسلامیة الاخری.. فكانت من معدود الانظمة التي اسست جماعة طالبان واعترفت بنظامه (1997).. ولم تسحب اعترافها الى ما بعد حوادث 11 سبتمبر 2001.. بل كانت احد ممولي طالبان والقاعدة ولشكر جهنكوي الباكستاني وعصابة جندالله عبد المالك ریغي (وقد القت المخابرات الايرانية عليه بالتعاون مع سلاح الجو وهو قادم من دبي في عملية استخبارية خيالية) وشبكة حقاني و... الخ، ضمن استراتیجیة غربیة صلیبیة تهدف الی خلق اسلام همجي يفتك بالمسلمين ويمكنه زعزعة الثورة الاسلامیة في ایران واذكاء الفتنة بین الشيعة والسنة.

ولو نظرنا الی الدور الاماراتي في عراق ما بعد صدام حسین، فرغم ان آل نهیان صرفوا ملیارات الدولارات الی جانب اشقاءهم الخلیجیین الآخرین لاسقاط دكتاتور العراق لمجرد ان امیركا امرتهم بذلك..
تحول الاماراتیون بعد سقوط صنم بغداد الی حاضنة للبعثیین والتنظیمات الارهابیة .. كل ذلك من اجل الحیلولة دون استقرار العراق واضعافه، خوفا ان یشكل تحدیا لطموحاتهم والدور الذي یقومون به خدمة لاسیادهم في واشنطن وتل ابیب.. لذلك هم صنفوا جمیع القوی الوطنیة والاسلامیة التي تقاتل "داعش" في قائمة الارهاب، لكنهم لم یضعوا اي فصیل وقف الی جانب داعش في اجتیاح غرب العراق ضمن قائمة الارهاب.. فلا جيش النقشبندية ولا كتائب ثورة العشرين ولا الجيش الاسلامي من الارهابيين بنظر الامارات.. والسبب لانها أحد ممولي هؤلاء.

من جهة أخرى، يرى بعض المتابعين للشأن الاقليمي ان العلاقات الاماراتیة الصهیونیة تطورت بعد التقارب الشدید بین نظام آل نهیان والنظام الاردني، حتی وصل الامر بصهر ملك الاردن، حاكم دبي محمد بن راشد الی الاعلان صراحة عن ضرورة اقامة علاقات مع الكیان الصهیوني.. وجعلت الامارات احد ابرز المتهمين بعلاقات امنية و تجارية مع الصهاينة (محمد دحلان) لاجئاً لديها و مدعوماً من قبلها.. وهو ايضا سر اهتمام الامارات وقطر والسعودية باقليم كردستان العراق الذي يهدد حكومة بغداد كل يوم بالانفصال.

حتى اغتيال الشهيد المبحوح على يد الموساد، هناك من يرى انه تم بتواطؤ اماراتي صهيوني بسبب كره حكومة ابوظبي للأخوان اولاً و تعاونها مع حكومة الاحتلال ثانياً وقرب المبحوح من ايران.. والا ما هي الاجراءات التي اتخذتها الامارات لمعاقبة الصهاينة سوى الارتماء اكثر في احضان حليفتهم أميركا واعلان الحرب ضد المقاومة في فلسطين بشتى الطرق.

ما نراه اليوم من تدخل عسكري اماراتي سافر بجانب الحكومة الوهابية السعودية في اليمن والذي جاء بعد تدخلات في سوريا والعراق وليبيا ووقوف خلف انقلاب السيسي على الحكم المنتخب في مصر (اختلفنا مع نظام مرسي والاخوان ام اتفقنا معهم).. هو ذروة الدور الاماراتي القذر في المنطقة، مستندة دولة الهنود والجنوب آسيوين (نحو 55% من سكان الامارات من آسيا غير العربية وجنوب آسيا، والمواطنون 11% فقط من السكان، حسب موسوعة ويكيبيديا) على حليفتها أميركا والدعم الفرنسي والبريطاني لها، متناسية ان الغرب لا صديق له وانه سياتي اليوم الذي يلفظهم فيه كما لفظ غيرهم من "الرعنين".
وان الشعب اليمني وقبائله الاصيلة لن تنسى لحكام الامارات من ابناء زايد قتل الاطفال والشيوخ ودعم القاعدة ومفخخاتها وان الايام دول والعاقبة للمتقين.

نعم انه زمن البدونة والاعراب الذين تصدروا المشهد العربي.. انه زمن حارس الملاهي والبارات ونوادي القمار الذي تحول فيه الى منظّر استراتيجي في حكومة آل نهيان، يتطاول على الشرفاء والمقاومين الذين اذاقوا اسياد اسياده الصهاينة مرارة الهزيمة في ايار وتموز وعلى ثرى غزة.. وسيذيقونه ونظامه مرّ القتل على ثرى اليمن.. لقد صدّق حكام الامارت انهم احفاد عنترة!

بقلم: مروة ابومحمد