شاهد مذيعة تقدم استقالتها على الهواء اعتراضا على...

الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٣:٣٦ بتوقيت غرينتش

في خطوة فاجأت كل المشاهدين، أقدمت الإعلامية في قناة الوطنية الرسمية، زينة الخميري المليكي، على تقديم استقالتها من تقديم الأخبار، على الهواء مباشرة.

وقالت زينة الخميري بعد انتهاء النشرة الرئيسية للأنباء الثلاثاء في 25 أغسطس/آب: "في ختام هذه النشرة أختتم مسيرتي في تقديم الأخبار، واسمحوا لي بالمناسبة أن أشكر كل من ساهم من قريب أو من بعيد في هذه المسيرة المتواضعة التي كانت شيقة وممتعة في نفس الوقت".

وكتبت مذيعة الأخبار ساعات بعد ذلك على صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك "لم اقدم استقالتي وسأواصل عملي بكل الجدية التي دأبت عليها منذ دخولي إلى هذه المؤسسة العريقة التي أكن لها كل المحبة، أما الأسباب فهي أولا رفضي تدخل فرع النقابة الوطنية للصحافيين بالمؤسسة في قسم الأخبار من خلال الضغط على الإدارة العامة للقيام بـ"كاستينغ" لاختيار المقدمين... من دون احترام لمسيرة في القسم دامت 14 عاما، وفي هذا إهانة لي من فرع النقابة ومن المؤسسة أيضا، فبعد النشرات والتغطيات المباشرة والبرامج التي عملت فيها لا يمكن ان اشارك في "كاستينغ" ان يكون لوجوه جديدة تقدم الإضافة وتواصل المسيرة…". 

وحصلت جريدة "القدس العربي" اللندنية معلومات حصرية أن الغاية الحقيقية من وراء قصة "الكاستينغ" المفاجئ الذي قررته إدارة التلفزيون هي إعادة بعض الوجوه القديمة ومنحها من جديد مهمة تقديم نشرات الأخبار، خصوصا ان نشرة الـ8 مساء تحظى في تونس بنسبة مشاهدة مرتفعة وتعد مجالا رحبا للتنافس السياسي على كسب الرأي العام وتوجيهه. وبحسب المصادر ذاتها فإن فرع نقابة الصحافيين في التلفزيون هو من قام بالضغط على الإدارة لفرض ذلك "الكاستينغ". وهي نتائج تقول المصادر التي اتصلت بها "القدس العربي" إنها محسومة سلفا لصالح وجهين تلفزيونيين بالذات، وهما وجه نسائي بدأ مسيرته في عهد الرئيس المخلوع بن علي وفرضه عبدالوهاب عبدالله الذي كان يدير الإعلام في تونس، في ذلك الوقت، ووجه رجالي شاب كان من المنتمين لطلبة "حزب التجمع" المنحل في عهد بن علي.
وفي السياق نفسه، وتعليقا على انسحاب مذيعة الأخبار زينة المليكي قالت زميلتها في قسم الأخبار المذيعة نوال الزرقاني في تصريح لـ"القدس العربي" ان ما أقدمت عليه المليكي هو "رسالة مشفرة للشعب التونسي لإنقاذ قسم الأخبار في التلفزيون التونسي من عودة رموز النظام القديم".