فيما يقوم سلاح الهندسة بالجيش المصري بعمل أحواض لتربية السمك فوق أنفاق رفح..

سيناويون: السمك المصري حرام!

سيناويون: السمك المصري حرام!
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

برغم وجود بحيرة البردويل، شمال غرب سيناء، التي تعد من أهم وأكبر بحيرات العالم، إلى جانب أكثر من 45 ألف كلم مربع من مساحة سيناء خالية تماما من أي مشروعات تنموية، اختار الجيش المصري تنفيذ حيلة جديدة لتدمير الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، عن طريق إنشاء أحواض للأسماك، هي الأولى من نوعها، كمشروع عسكري وتنموي على حدود غزة، وتحديداً بين مدينتي رفح المصرية والفلسطينية التي قسمتها اتفاقية سايكس ــ بيكو.

وفق مصدر عسكري رفيع، رفض ذكر اسمه، فإن الجيش المصري سيحفر أحواضا مائية على أعماق كبيرة للاستزراع السمكي، وذلك على طول الحدود المصرية مع القطاع، لكن الهدف هو «خلخة التربة وغمر أعماقها بالمياه لمكافحة حفر الأنفاق الحدودية بين الجانبين».

يضيف المصدر أن سلاح المهندسين بدأ بالفعل حفر أحواض عميقة (منذ نحو أسبوعين)، كما جرى تجهيز مضخات مياه وكل لوازم مشروع الأحواض السمكية داخل المنطقة العازلة التي صنعتها الحكومة بتفجير مباني رفح حتى عمق كيلومتر وعرض 13 كيلومترا، فيما بلغت المساحة الطولية التي حُفرت قرابة ألف متر حتى الآن، وعلى أعماق تصل إلى 20 مترا، كفيلة بخلخلة التربة فوق الأنفاق التي يمكن أن يحفرها الفلسطينيون على عمق 25 إلى 30 مترا.

وفي المرحلة الأولى، يوضح المصدر أنه سيجري ضخ مياه من البحر المتوسط في الأحواض السمكية عبر خراطيم ومضخات عملاقة بهدف زيادة ترشيح مياه البحر في عمق التربة، لتزيد من غمر الأنفاق وتساهم في انهيارها بفعل المياه المالحة، ما يضمن تهاوي جنباتها بصورة مستمرة.

وبالتوازي مع مشروع حفر أحواض سمكية بطول الحدود، أوشك سلاح المهندسين بقيادة الجيش الثاني الميداني المصري من الانتهاء من تركيب أنبوب مائي عملاق قطره 20 بوصة (50.8 سم) لغمر التربة بمياه البحر.

المشروع برمته لاقى استهجانا كبيرا في الشارع السيناوي، ووصفه مواطنون كثيرون، ممن كانوا ينادون على مدار عشرات السنوات بضرورة التنمية في مناطقهم، بأنه «مشروع إثم وليس تنمويا»، كما قالوا إنه «سيئ السمعة وسيرتبط بأذهان الناس بحصار غزة». يقول الناشط السياسي حسين جلبانة، إن «من سيأكل من هذا السمك كأنه سيأكل من لحم أخيه الفلسطيني ميتا... هذا حق يراد به باطل، روحوا عمروا ارض سيناء بالزراعة واعملوا أحواض سمك زي ما انتوا عايزين وارحموا شعب غزة».

وعملياً، فإن التضايق السيناوي نابع من أمرين: الأول أن الجيش دمر بعملياته الأمنية وحربه ضد تنظيم «ولاية سيناء» منازل ومصالح المواطنين، والثاني أنه قطع بتدميره الأنفاق أرزاق كثيرين كانوا يستفيدون من التهريب إلى غزة.

في الوقت نفسه، انقسمت آراء عدد من خبراء البيئة والعسكريين بشأن أهمية حفر أحواض للاستزراع السمكي بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة لمكافحة حفر الأنفاق، فقال بعضهم إن الحفر يحتاج إلى دراسة لأن هناك خطورة على مياه الآبار الجوفية، فيما أشاد آخرون بالفكرة ووجدوا فيها ضربا لعصفورين بحجر واحد.

يوضح الخبير البيئي ومدير «الجمعية الأهلية لحماية البيئة» في شمال سيناء، المهندس عبد الله الحجاوي، أن حفر الأحواض بأعماق كبيرة «فيه خطورة على الآبار الجوفية»، محذرا من أن هذا المشروع لا يراعي أهمية المياه العذبة الصالحة للشرب مقارنة بهدم الأنفاق.

ولكن الخبير العسكري، اللواء عبد الله محمد، الذي يقر بأن حفر الأحواض مسألة صعبة ومؤثرة، يرى في ذلك ضرورة للحفاظ «على الأمن القومي المصري».
ووفق المعلومات المتوافرة من أكثر من جانب، فإن منظومة الأحواض يحتاج تنفيذها إلى ستة أشهر على أقل تقدير.

المصدر: الاخبار