لا يامعالي الوزير قرقاش

لا يامعالي الوزير قرقاش
الأربعاء ٠٩ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٠:٤٠ بتوقيت غرينتش

ليس من المستغرب لدى احد ان يقرأ مقالة او تعقيبا او انتقادا من متابعي الصحف والمجلات او القنوات الفضائية، يصدر عن متابعين من العامة او اعلاميين اوكتاب ومفكرين او حتى من اصحاب الحرف الحرة ..

فمن الطبيعي جدا ان نقرأ او نسمع تصريحا على تلك المقالة او العنوان او الخبر من وزير الاعلام للجهة التي تظن انها سلبت حقا او نشر عنها او نسب اليها كذبا، او اي ناطق اعلامي او ثقافي ... لكن العجيب ان نكتشف وزير دولة للشؤون الخارجية كالسيد انور قرقاش يمتلك في ظل كل هذا اللغط الموجود والمفتعل في المنطقة الوقت الكافي ليبعث تغريدات ويتابع قناة ويولي لهذه القناة اهتماما الى درجة تلهيه عن بقية مهامه في الدولة ..

ولربما يسأل احدكم لماذا كل هذه المقدمة ومن هو قرقاش؟ وليتوضح للعديد من الاخوة في العالم العربي الذي لاشك انهم لم يسمعوا باسم هذا الوزير لا من قريب ولا بعيد لذلك نقول ان معالي السيد انورقرقاش هو وزير الدولة للشؤون الخارجية في الامارات التي تشارك في الحرب على الكيان الصهيوني لتحرير فلسطين من ارض اليمن!!.. ويبدو انه من المتابعين الجيدين لقناة العالم الاخبارية الى درجة يسمع حتى عناوين اخبارها ليغرد كالبلبل على حسابة في تويتر ويصرح (ان قناة العالم لا تمثل صوتاً مستقلاً، بل توجهاً رسمياً حاقداً، وإنه على قدر الألم في اليمن يعلو صراخ القناة") ويصفها بالهذيان.

وقبل الولوج اكثر علينا ان نطرح هذا السؤال هل وصل الحال الى معالي الوزير ان يسمع الهذيان ومن ثم يرد عليه ايضا؟ وكيف لمن يستمع مصغيا الى الهذيان الى درجة تستفز فيه الحمية بحيث ينسى درجته العلمية وهي الدكتوراه ليكلف نفسه بالرد عليها غاضبا؟ اتصور ان لايخالفنا احدا انها هي بحد ذاتها تمثل حالة مرضية تسمى بقناة "العالم فوبيا" التي تفرض على وزير ان يستمع الى الهذيان كما هو يصرح بذلك في تغريدات! ...

ومن الاهمية بمكان ان نذكر معالي الوزير بما هو اهم من قناة العالم وهي تخص الامارات بتشكيلتها السياسية اذ عليه ولأجل الابتعاد عن سماع الهلوسات ان يتوجه الى المواطنين الاماراتيين المعتقلين، ومعظمهم من الأكاديميين والمفكرين الذين لهم مكانة في المجتمع وتأثير، والذين حُكموا بالسجن لمدد تتراوح بين خمسة وخمسة عشر عاما، بسبب مطالباتهم بالإصلاح لاغير. وان يراجع ما طالبت به ثماني منظمات حقوقية عالمية في يونيو الماضي من خلال بيان لها حكومة الإمارات بفتح تحقيق شامل في ملف تعذيب المعتقلين، والإفراج عن معتقلي الرأي فورا، إلا أن ذلك لم يتم ولم يجري التعامل مع ذلك البيان بأي جدية من قبل الدولة التي هو وزير فيها وهو الذي يهدر وقته في متابعة قناة العالم  والتغريدات على تويتر ..
 

ومن ثم للتوضيح فقط نقول ان ما تنقله قناة العالم عن اليمن هي من قنوات يمنية تمثل الداخل اليمني وكما يقال وما على الرسول الا البلاغ فلماذا لاتتوجه يامعالي الوزير الى ما يخص حقوق الاماراتيين قبل غيرهم؟ وهل ان عنوانا خبريا هو اخطر من قرار أبوظبي السماح بإقامة معبد هندوسي في أراضيها الى درجة جعلت من الدكتور ناصر بن غيث المري يقول "الظاهر جماعتنا فاهمين التسامح بين الأديان كلش غلط"، في رده على قرار السماح بإنشاء المعبد الهندوسي.. والذي تم اعتقاله لمجرد هذا الرأي لانه انتقد شعاركم في التسامح بين الاديان وحرية المعتقد.

وللتذكير ايضا يامعالي الوزير قرقاش نقول: ان حجم ردود الفعل على اعتقال الأكاديمي المري، أثار من جديد قضية معتقلي الرأي في الإمارات، وجعل قضيتهم تعود للواجهة من جهة، واستفز المغردين للإدلاء بآرائهم بقوة، الأمر الذي يعني أن الهدف من الاعتقال أتى بنتائج عكسية لما يراد له، خصوصاً وأن التفاعل لم يكن إماراتياً فقط بل خليجياً وعربياً أيضاً.

ولكي نكون منصفين علينا ان نذكر ايضا ان العديد من الحقوقيين والناشطين الخليجيين استنكروا إقدام تايلند على اعتقال الإماراتي عثمان حسن المرزوقي على أراضيها بهدف تسليمه للسلطات الأمنية في الإمارات خلال الفترة القادمة... والسبب أن المرزوقي نشر في آخر تغريداته على تويتر انتقادات لاعتقال الدكتور ناصر بن غيث قبل أيام في الإمارات ... فمن الطبيعي ان نقول ان الذي لايتحمل الانتقاد من مفكري اهل بلده الافضل ان يتابع قناة العالم لعله يخفي بتغاريده حقيقة ما يجري في داخل الامارات ورحم الله برنارد شو حيث قال: سامحه، فهو يعتقد أن عادات قبيلته هي قوانين طبيعية!".

• رائد دباب