ظريف: لیس من مصلحة ایران ولا السعودية ان تخسرا بعضهما

ظريف: لیس من مصلحة ایران ولا السعودية ان تخسرا بعضهما
الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠١:٣٥ بتوقيت غرينتش

اکد رئیس الدبلوماسیة الایرانیة محمد جواد ظریف بان حواراً جاداً قد یوصلنا الی حقیقة وهي انه اذا استطاعت إیران القویة والقریبة التوصل الی اتفاق مع دول کبری بعیدة، فکیف لا نستطیع التوصل الی اتفاق مع اخواننا العرب.

وافادت وكالة الانباء الايرانية ( ارنا) ان الوزیر ظريف وصف خلال استقباله رؤساء تحریر الصحف العربیة الاتهامات التي وجهت إلی بلاده في قضیة «خلیة العبدلي» في الکویت بأنها مشبوهة لأنها جاءت بعد الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، معتبراً أمن الکویت من امن ایران، مشیداً في الوقت نفسه بالدور الکبیر الذي اضطلع به أمیر الکویت الشیخ صباح الأحمد الصباح خلال الحادث المؤسف الذی حصل للحجاج الایرانیین في منی، ومضیفا أنه یحدونا الامل بأن تستمر العلاقات التاریخیة الطیبة بین البلدین ومع سمو أمیر الکویت.
وخلال لقاء لظریف مع صحیفة «الرأي» الكویتیة سأل رئیس التحریر الوزیر الإیراني عن الدور الایراني في خلیة العبدلي، فأجاب ظریف: اننا اعلنا مراراً عدم تدخلنا في الشؤون الداخلیة لبلدان المنطقة. وامن الکویت هو من امن ایران، والاتهامات التي وجهت الینا في ضوء هذه القضیة، جاءت بعد الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، وهو أمر مشبوه.
وقال: نحن علی بینة ازاء عمق العلاقات الایرانیة-الکویتیة، وندرك جیدا ما لدی الکویت من دور ومواقف ایجابیة، وخلال الحادث المؤسف الذی حصل للحجاج الایرانیین في منی، أدت الحکومة الکویتیة، ولاسیما امیر البلاد الشیخ صباح الاحمد الصباح، دورا کبیرا في هذا المجال. ویحدونا الأمل بان تستمر العلاقات التاریخیة الطیبة بین البلدین ومع سمو امیر الکویت، وان نعمل علی الارتقاء بها، ونحن من جانبنا لدینا الارادة الراسخة لتطویر علاقاتنا الثنائیة، ونعلم ان رئیس الجمهوریة الاسلامیة حسن روحاني وسمو الامیر صباح الاحمد الصباح، یتطلعان الی مستقبل افضل للعلاقات بین الشعبین والبلدین.
وعن افاق العلاقات بین طهران والریاض، أوضح ظریف: نحن بحاجة الی المزید من النشاط الاعلامي في الساحة العربیة، فهناك تضلیل للرأی العام ضدنا، وما یهمنا في هذا السیاق هو الخطر الدائم الذي یهدد ایران والسعودیة والعراق، ولا بد من التأکید بان امن السعودیة یعتبر مهما بالنسبة لنا، ونتمنی علی اصدقائنا في المملکة ادراك هذه الحقیقة.
وأضاف: نحن نعتقد بانه کلما اسرعنا في الالتقاء فانه یمکن مواجهة الخطر، ونحن من جانبنا مستعدون لمد ید العون لکل الاشقاء والاصدقاء في مکافحة الارهاب، وهذا لیس شعارا بل انه یأتي في اطار المصلحة والامن للجمیع.
وبشأن ترتیب قضایا المنطقة ضمن الاتفاق النووي بین ایران والقوی الکبری، قال وزیر خارجیة الجمهوریة الاسلامیة: نحن أکدنا ونؤکد بأنه لم یحصل أی اتفاق بخصوص قضایا المنطقة مع مجموعة 5+1 ضمن الاتفاق النووي، ومع الأسف ان الکثیرین کانوا یعتقدون ان معالجة المسألة النوویة سوف تمهد لنا الدخول مع الامیرکیین في صفقة ضد جیراننا، في حین انه لیس هنالك اي اتفاق سري مع مجموعة 5+1 حول قضایا المنطقة. اما بخصوص الاتفاق النووي حول برنامجنا النووي، ومدته 15 عاما، فانه یسمح لنا بالوصول الی مرحلة التخصیب الصناعي وتوفیر الوقود النووي لمحطة بوشهر. وعلی العموم فاننا نعتبر ان الحوار هو السبیل الانجع لمعالجة کل القضایا العالقة.
وبشأن الاتفاق الحاصل بین ایران والوکالة الدولیة للطاقة الذریة، صرح ظریف بان البروتوکول الموقع بین طهران والوکالة الدولیة یعتبر وثیقة سریة، وهو لیس للنشر، وانه امر یخصنا والوکالة الدولیة، ومحوره هو کیفیة تسویة القضایا العالقة خلال الاسابیع التي تلت التوقیع علی هذه الوثیقة، ومن مؤشرات تنفیذ هذا البروتوکول، الزیارة التي قام بها مدیر عام الوکالة یوکیا امانو للمنشآت النوویة الایرانیة، ووفقا للاتفاق فان هذه القضایا لابد ان تکون سریة، والوکالة لم تعلن شیئا عن تفاصیلها ونحن نفعل الامر نفسه.
وعن العلاقات الایرانیة - المصریة، وضرورة عقد لقاءات بین الدول الاقلیمیة المؤثرة، ایران ومصر وترکیا، لبلورة مبادرات کفیلة باخراج المنطقة من الازمات التي تعاني منها، وما اذا کان لدی الخارجیة الایرانیة مبادرة في هذا الشأن، اوضح رئیس الدیبلوماسیة الایرانیة: نحن نحرص اشد الحرص علی اقامة علاقات وطیدة وطیبة مع جمیع الدول العربیة، وانني دیبلوماسي ولدي اصدقاء من مصر، والمواقف بین البلدین بخصوص العدید من قضایا المنطقة متقاربة جدا. ان حظر الانتشار النووي وحظر امتلاك وانتاج هذا السلاح والموقف من سوریة والاتجاه العام، یتطلب ان تکون هنالك شراکة بین جمیع هذه الدول، حتی یتحقق الامن. واذا مانظرتم الی السیاسة الخارجیة لایران، فانکم سترون باننا لم نسع لالغاء دور ای دولة في المنطقة، لکن بعض الدول مع الاسف حاولت الغاء دور ایران، وقلنا لها بانها لن تستطیع. نحن من جانبنا لا نرید الغاء دور احد ولابد ان یکون هنالك دور اساسي لمصر والسعودیة وایران والدول الاخری، للاتفاق علی الحوار وتسویة بعض القضایا، ومن شأن هکذا خطوات ان تبرهن علی ان سیاسة الغاء الاخر خائبة ولا طائل منها.
ولفت الی ان طهران اقترحت حوار الحضارات، وهذه المبادرة لا تعتمد الغاء دور الاخرین، والحکومة السعودیة ترید الغاء دورنا .
وبخصوص تأثیرات الاتفاق النووي علی قضایا المنطقة، والرؤیة الایرانیة للتدخل الروسي فی سوریة، اوضح ظریف: نحن نعتبر الاتفاق النووي، نصرا للجمیع فی المنطقة، وفي ما یتعلق بروسیا، فاننا کنا نعتقد بانه سیکون هنالك اتحاد وتنسیق حقیقي لدی بلدان العالم لمواجهة خطر داعش ومکافحة الارهاب الا ان هذا الامر لم یتحقق. أما بالنسبة لسوریة، فنحن اعلنا مرارا بان الحل فی هذا البلد او في الیمن والبحرین واي دولة اخری هو سیاسي. وفي هذا الاطار قدمنا اقتراحات تقوم علی اسس احترام ارادة الشعوب وجمعها الی طاولة الحوار، ونعتقد ان کل الازمات الراهنة یمکن للدول الاقلیمیة التوسط لایجاد الحلول السیاسیة لها، ونری بانه لایمکن تسویة هذه الازمات من خلال الخیار العسکري وفرض الشروط.
وفي معرض رده علی سؤال تناول الصراعات المذهبیة والطائفیة والاهلیة في المنطقة، والحروب بالوکالة کما یحصل في الیمن وبلاد اخری، وفی ما اذا کانت التسویة المتحققة بین ایران وامیرکا للملف النووي الایراني، یصلح تحقیق ما یشبهها فی تسویة الازمتین السوریة والیمنیة لحقن نزیف الدم؟ شدد وزیر الخارجیة الایراني علی ان اولی اولویاته هي تطویر العلاقات مع بلدان المنطقة، لافتا الی ان القائد الاعلی سماحة آیة الله السید علي خامنئي وفخامة الرئیس حسن روحاني، لدیهما نفس هذه الرؤیة وانني اعرف وجهات نظرسماحة القائد الاعلی بشكل دقیق حیث ان الاتفاق النووي سیساعد في معالجة قضایا المنطقة، مبینا«ان الاصدقاء في السعودیة یعتبرون الاتفاق النووي خطرا علیهم، وهذا امر مؤسف وانا اشعر بالاستیاء البالغ منه، وهذا الموقف في الحقیقة یتطابق مع موقف "اسرائیل".
واضاف: نحن علی استعداد تام لرفع ای إشکال کان وان نلبي ایجابیا اي اقتراح بهذا الخصوص، واکرر من جدید باننا لا نعمل مطلقا علی الغاء دور اي طرف کان في المنطقة، وعلی اصدقائنا ان یدرکوا هذه الحقیقة جیدا، فالیوم یمکن تسویة القضیة الیمنیة عبر المسارات السیاسیة، وقلنا ان بوسعنا ایقاف الحرب الدمویة الخائبة في هذا البلد والتي استمرت 7 أشهر وذلك من خلال بذل المساعي الجادة في هذا الشأن، الا ان اصدقاءنا في السعودیة رفضوا ذلك، وکذلك الامر في سوریة، فنحن یجب ان نبحث عن الحلول السیاسیة والا نرکز علی الاشخاص بل علی الضمانات والاسالیب والقوانین ومعالجة القضایا المهمة.
وردا علی سؤال حول ما الذي تریده ایران من العرب اوضح ظریف: نعتقد ان السعودیة، مستهدفة من داعش والارهاب، ونحن نتطلع لتطویر الصداقة والمودة مع اصدقائنا السعودیین، واصدقاؤنا العرب الذین دعموا صدام خلال 8 سنوات من حربه ضد ایران وقاموا بتجهیزه، یعرفون جیدا باننا لم نطالبهم بشيء مقابل دعمهم لصدام في تلك الحرب، ولم نطالبهم بالمجیء لبناء الثقة معنا ولم نظلمهم حتی الیوم، والشعب الذي تعرض للظلم هو الشعب الایراني، الذی قصف بالاسلحة الکیمیاویة خلال 8 سنوات، واصدقاؤنا العرب هم الذین یذهبون الی امیرکا لعرقلة الاتفاق النووي، ونحن لم نکن مستعدین للحوار مع امیرکا، وکنا ندعو للحوار مع اصدقائنا العرب. وانا اطمئنکم انه کان بامکاننا معالجة الازمة النوویة خلال اسبوعین. نحن والعرب في المنطقة في سفینة واحدة، ولا توجد لدی ایران سفینة تخصها وسفینة اخری تخصکم، نحن في سفینة واحدة واذا اصابها شيء فاننا سنغرق معا، ولا احد سینقذنا، وکلهم سیقفون علی الشاطئ ویصفقون، وهذا الامر یحتم علینا الالتقاء والنظر للمستقبل المشترك. وانا ادعو الاصدقاء العرب الی النظر لهذا المبدأ وهو ان مستقبلنا واحد، وان ادرکوا ذلك واطمأنوا، فان ایران الی جانبهم وستساعدهم في الوصول الی بر الامان، وخلق منطقة امنة ومستقرة. واذا لم یدرکوا هذا المبدأ فاننا سنبقی متمسکین بهذا الموقف.
وبشأن نجاح الدیبلوماسیة الایرانیة في ادارة ملف المفاوضات النوویة مع السداسیة الدولیة، اعرب وزیر خارجیة ایران عن شکره لدور سلطنة عمان وخاصة السلطان قابوس بن سعید باعتباره عمودا للاستقرار في المنطقة لما لعبه من دور مهم في مسار المفاوضات التي کانت مثقلة بالصراعات والمعارك والخلافات العمیقة جدا مع امیرکا، مضیفا ان مجموع المحادثات الرسمیة وغیر الرسمیة التي جرت في السلطنة جاءت من اجل تجاوز هذا المسار الصعب، وکل القرارات التي اتخذت في المفاوضات الرسمیة وغیر الرسمیة مهدت للوصول الی المفاوضات. ومفتاح تسویة الموضوع النووي یتمثل من وجهة نظري بمقولة انه اذا کانت جهة ترغب بالربح مقابل خسارة الجهة الاخری فاننا لن نصل الی نتیجة، لذلك عملنا علی توحید الربح بین الجانبین، ونحن من جانبنا برهنا علی اننا لسنا في وارد الحصول علی سلاح نووي وان علی الطرف المقابل انهاء الحظر ، وهو فی مثل هذه الخطوة لایتعرض للخسارة بل ان من مصلحته ان یقیم علاقات اقتصادیة معنا.
وقال ظريف: نحن نرغب بتحقق هذه المعادلة مع دول المنطقة ایضا، فنحن نعتقد بانه لیس من فائدة او مصلحة لایران في ان تخسر السعودیة، ولاتتحق مصلحة السعودیة بخسارتنا، ولنا نحن والسعودیة مصالح مشترکة ولدینا ایضا تحدیات مشترکة وقواسم مشترکة، الدین والتاریخ والجغرافیا، فلماذا لانتعاون؟ نحن اما ان نربح جمیعا واما ان نخسر جمیعا، والخسارة ستؤدي الی خسائر کبیرة في الارواح، ولقد آن الاوان لان نفکر بالمصلحة الجماعیة.