انتصارات الجيش السوري ورياح تغيير المواقف+فيديو

الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

(العالم) 19/10/2015 - في الميدان السوري باتت ترتكز عملية تحديد مسار ومصير الامور بعد تغير قواعد المعركة لصالح الجيش السوري الى جانب الدول الحليفة لدمشق واهمها روسيا وايران.

تقدم للقوات السورية التي استعادت العديد من المناطق من الجماعات الارهابية على كافة الجبهات، لا سيما في جبهة تلال جب الاحمر في الريف الشرقي للاذقية. كما تقدمت في محافظة ادلب حيث حررت عددا من القرى في الطريق الى منطقة جسر الشغور، وفي سهل الغاب بالريف الشرقي لحماة. الهجمة العسكرية الواسعة للجيش وصلت الى درعا حيث قتل عدد من اهم قيادات المسلحين في معارك قرب اللواء اثنين وثمانين اضافة الى السيطرة على منطقة المنشية.

نتائج موجة الانجازات الميدانية هذه انعكست على واقع الجماعات المسلحة التي تعادل خسائرها خلال شهر واحد ما تكبدته خلال عامين، وهو ما يفسر الارتياح الذي باتت تعيشه القوات السورية حينما فتحت جبهات جديدة لا سيما على جبهة درعا جنوبا.
وبالتالي فان الحملة العسكرية الاخيرة المدعومة ايرانيا وروسيا كشفت الاطراف التي تلتزم فعلا بمحاربة الارهاب مقابل تلك التي ادعت ذلك لسنوات وتحديدا الولايات المتحدة، والتي باتت امام ضرورة مراجعة مقارباتها للواقع السوري بشكل مختلف. مراجعة بدات تاخذ مسارها داخل اروقة البيت الابيض مع اطلاق وزير الخارجية جون كيري مواقف تشير لنظرة اميركية مستجدة تجاه ابعاد الاحداث في سوريا.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري: "توقعاتنا هي بالدرجة الاولى حول التركيز على النقاش مدركين ان الامور تغيرت. واذا كان هدف التدخل الروسي مساعدة الاسد لايجاد حل سياسي ومحاربة داعش عندها يمكن ان نسلك طريقا مختلفا سوية. ونحن نشعر بالمسؤولية تجاه ضرورة تجنب حصول دمار كامل لسوريا وتجنب التبعات السلبية لذلك".

هذا التحول الملفت في المقاربة الاميركية للملف السوري يعكس بحسب المراقبين استفاقة اميركية على وقع الغارات الروسية والانجازات السورية على الارض، احد جوانبها نصيحة وجهها  وزير الخارجية الاسبق هنري كيسنجر للرئيس باراك اوباما معتبرا ان التدخل الروسي هو المظهر الاخير في تفكك الدور الاميركي بالشرق الاوسط، حيث يمثل تحديا للسياسة الاميركية لم تواجه مثله منذ اربعة عقود.

ويضيف كيسنجر ان واشنطن لم تقدم اي خطة بديلة لرحيل الاسد، معتبرا ان محاربة داعش باتت اكثر الحاحا من اسقاط النظام في دمشق. وفي هذا السياق يدعو كيسنجر الى الاستعداد للحوار مع ايران العائدة لدورها القوي اقليميا، ولتقبل وجود الرئيس الاسد ضمن اي صيغة يتم الاتفاق عليها.

01:00 - 20/10 - IMH