عادل الجبير وفيصل القاسم وضاحي خلفان فرسان عصر البترودولار

عادل الجبير وفيصل القاسم وضاحي خلفان فرسان عصر البترودولار
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٩:٢٥ بتوقيت غرينتش

يتعرض العقل العربي الى نكسة، قد تُدخله في سبات عميق، يهدد حاضر ومستقبل العرب كوجود، بعد هيمنة الانظمة الخليجية، وعلى رأسها السعودية وقطر، بما تمتلكه من ثروات مالية ضخمة وعقلية بدوية متخلفة، على القرار السياسي العربي والاعلام العربي، وهو ما جعل المنظومة المعرفية العربية، تتآكل سياسيا وثقافيا واجتماعيا، وما نعيشه اليوم من مأساة، بكل ما للكلمة من معنى، ليس الا بعض تداعيات هذه النكسة.

اذا ما اردنا ان نذكر نماذج تجسد ذروة هذا الانحطاط الثقافي، الذي أصاب المشهد العربي برمته، في عصر هيمنة البترودلار، فستقفز امامنا اسماء “لامعة” تعتبر فرسان هذا المشهد البائس، ورغم ان عدد هولاء “الفرسان” كبير وكبير جدا، الا اننا سنختار بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر، ويمكن للقارى الكريم، ان يقياس الاخرين عليها، خاصة انهم يتشابهون الى حد التناسخ، وسبب هذا التشابه، هو ترديدهم كلام واحد، يفضل مالك الدولار الخليجي سماعه، فعلى المستوى الديني: شيخ الناتو يوسف القرضاوي والوهابي محمد العريفي وزميله عدنان العرعور، وعلى المستوى السياسي:عادل الجبير، وعلى المستوى الحزبي: حزب النور السلفي المصري، على المستوى الامني: ضاحي خلفان، وعلى المستوى الثقافي: عزمي بشارة وصالح القلاب، وعلى المستوى الاعلامي: فيصل القاسم ومحمد كريشان، وعلى مستوى الفضائيات: “العربية” السعودية و“الجزيرة” القطرية، واخيرا على المستوى الفني: المطربة الاماراتية احلام .

ويمكن للقارىء ان يحكم بنفسه على المستوى الديني والوطني والسياسي والثقافي، لهذه النماذج، وان كل ما يترشح عن هؤلاء من فتاوى ومواقف وتصريحات، موجودة بالصوت والصورة، الا اننا سنتوقف سريعا امام نموذجين، من نماذج الانحطاط السياسي والاخلاقي، التي تتصدر المشهد الثقافي العربي البائس في عصر البترودولار.

اخترت من بين كل هؤلاء، نموذجين يتشابهان في الكثير من الجوانب، وهما وزير خارجية السعودية عادل الجبير، ومقدم البرامج في قناة “الجزيرة” القطرية فيصل القاسم، الاول كان مترجما في سفارة بلاده في واشنطن، فاصبح بقدرة قدر وزيرا للخارجية، والثاني من مقدم برنامج الى كاتب صحفي كبير، بقدرة قادر ايضا، والاثنان عديمي الاحساس ازاء كل شيء مرتبط بالكرامة او احترام الذات، والدليل، انهما قبلا ان يجسدا دورين لا يليقا بهما، بل جعلا من نفسيهما اضحوكة للاخرين .

عادل الجبير، الذي اصبح كالببغاء يعيد ذات الجملة، بشأن “حتمية رحيل الاسد وان السعودية لن تقبل ببقائه في الحكم حتى لو اضطرت الى تغييره بالقوة العسكرية”، دون ان ينظر الى من حوله، حيث لم يتبق شخص واحد من حلفائه يقول ما يقوله، رغم انهم كانوا من لقنه هذه الجمله، الامر الذي اصبح مثار سخرية الجميع كلما تحدث عن الحرب التي فرضتها بلاده ظلما على سوريا، آخر مسرحيات الجبير الساخرة كان مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية المانيا، فرانك شتاينماير، ففي الوقت الذي اكد فيه شتاينماير:” ان إيران تلعب دورا محوريا في منطقة الشرق الأوسط.. وان الذي يرفض التحاور مع ايران والسعودية لا يمكنه القول انه يتوقع حلا في سوريا”، وهو كلام واضح لا لبس فيه، ولكن الجبير كعادته منذ تعيينه في منصبه، يكرر ما لُقن، دون ينتبه الى مغزى كلام محاوريه، فرد على شتاينماير بالقول:”على إيران الانسحاب من سوريا والتوقف عن تقديم السلاح لنظام الأسد، إيران الآن دولة مقاتلة ودولة محتلة لأرض عربية هي سوريا”، بينما لا يدرك ان كل ما قاله عن ايران ينطبق على السعودية بالكامل، فهي التي احرقت ومازالت تحرق اليمن وتفرض حصارا ظالما، بشهادة الامم المتحدة، على شعبه، وتحتل البحرين، ودمرت ومازالت سوريا والعراق بدعمها الجماعات الوهابية التكفيرية.

اما النموذج الثقافي الكارثي الاخر في المشهد العربي، فهو المهرج فيصل القاسم، الذي ارتكبت قطر خطأ فادحا عندما دفعته ليتحول من مقدم برنامج الى “كاتب صحفي ”، اعتقادا منها ان الشهرة التي حصل عليها من قناة “الجزيرة” القطرية، ستمنحه مكانة “مرموقة بين الكتاب”، فاذا به شخصية سوقية وضحلة وعديمة الحياء والمروءة، شأنه شأن كل المرتزقة العرب، العاملين في الحضيض الاعلامي التابع للبترودلار، فكل يوم يتقيىء فيه ما يسميه مقالا على صفحة جريدة “القدس العربي” التي مسختها قطر بعد ان اشترتها، تتكشف ابعاد مختلفة عن شخصيته وشخصية العاملين في الاعلام القطري والسعودي، فاذا بها شخصيات تافهة الى ابعد الحدود.

المهرج البذيء المدعو فيصل القاسم، كشف قبل ايام، اكثر فاكثر عن معدنه الرخيص واصله الوضيع، عن شن هجوما قذرا كعادته على الفنانة السورية المعروفة “رغدة”، بسبب وقوفها الى جانب حكومتها ضد تكفيري السعودية وقطر من عصابات “داعش” و“النصرة” ومرتزقة الاعلام البترودولاري، ففي تغريدة على موقع “تويتر” كتب القاسم هذا يقول: “عندما تحاضر العاهرة بالشرف”، فمثل هذا الكلام الوضيع لا يخرج مطلقا من انسان سليم، بل يترشح عادة من انسان ساقط ورخيص، فالاناء ينضح ما فيه، واما سبب ما ترشح من “مثقف الجزيرة والاعلام البترودولاري” هو الكذبة التي اطلقتها زميلته في “الجزيرة” المذيعة خديجة بن قنة، على رغدة، حقدا، حيث نشرت صورة عبر حسابها على الفيسبوك تجمع عدداً من الفنانين السوريين أبرزهم الفنانة رغدة والفنان دريد لحام، وكتبت معلقة عليها: “الفنانون رغدة و دريد لحام ووفد فني من المنحبكجية اثناء خروجهم من السفارة الروسية وتقديمهم الشكر لبوتين لإحتلال سوريا وقتل اطفالها“.

كذبة خديجة بن قنة على الفنانة رغدة، جاراها فيها فيصل القاسم بدوره، حيث قام بنشر الصوره على موقعه ايضا، بينما الحقيقة لم تكن كذلك ابدا، فالصورة قديمة تعود إلى عام مضى، والتقطت أثناء حضور القسم الدستوري للرئيس بشار الاسد بعد فوزه بالإنتخابات.

هذه الكذبة الفضيحة ل“مثقفي العصر العربي في ظل البترودولار”، دفع الفنانة رغدة ان ترد على بن قنة والقاسم عبر صفحتها بالقول: “الجزيرة ومذيعيها وصلو مرحلة الهذيان والتزوير المفضوح … ما الجديد من وحدة مرتزقة عايشة في أحضان مصاصي الدماء في قطر … هذه الصورة من سنة أثناء حضور القسم الدستوري للسيد الرئيس بشار الاسد“.

الغريب انه ورغم نشر الفنانة السورية للتوضيح أو التكذيب، ورغم ورود أكثر من تعليق من متابعي بن قنة تحت الصورة ينبهونها الى أنها صورة قديمة ويذكرون لها المناسبة التي التقطت فيها، لم تقم بحذفها أو تصحيح المعلومة أو حتى الإعتذار عنها، الامر الذي يكشف الشخصية الحقيقية، لهؤلاء المرتزقة، الذين تحولوا بقدرة البترودلار، الى فرسان المشهد الثقافي العربي، الذي اصبح دون الحضيض، بعد تراجع فرسانه الحقيقيين، في هذا الزمن النكد والتعس.

اردت ان اتوقف قليلا امام ثالثة الاثافي، “فارس” اخر من “فرسان” عصر الانحطاط العربي،وهو “العقلية الامنية والعسكرية الاستراتيجية”، ضاحي خلفان، “سوبر ستار” مواقع التوصل الاجتماعي، ولكنني سأكتفي بدعوة القاريء الى ان يطلع هو بنفسه، على “الافكار العبقرية” لهذا الخلفان، ومن على صفحته هو، حتى لا نتهم اننا نحرف “افكاره النيره” ونجتزأها، عندها فقط، سيلعن القاريء اليوم الذي اُكتشف فيه النفط، واليوم الذي فيه اُستخرج، واليوم الذي بيع فيه، واليوم الذي عاد فيه دولارات الى خزائن الانظمة الخليجية، واليوم الذي تم فيه شراء النفوس الرخيصة بهذه الدولارات القذرة، واليوم الذي تحول فيه السفهاء والمهرجون والمرتزقة الى مفكرين واعلاميين وكتاب ومثقفين.

• سامي رمزي - شفقنا