أميرعبداللهيان: لا محادثات مباشرة مع أميركا حول سوريا

أميرعبداللهيان: لا محادثات مباشرة مع أميركا حول سوريا
الإثنين ٠٢ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠١:٠٦ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2015.11.02 ـ نفى مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أميرعبداللهيان وجود أي برنامج أو جدول أعمال للحوار المباشر بين إيران وأميركا حول الشؤون الإقليمية وخاصة الأزمة في سوريا؛ مشدداً على أن معيار إيران في مستقبل سوريا هو اختيار الشعب السوري وحسب.

* ليست هناك محادثات مباشرة مع أميركا حول الأزمة السورية

وفي لقاء خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" صرح معاون الخارجية الإيرانية أنه ليست هناك أية محادثات مباشرة مع أميركا حول الشؤون الإقليمية والأزمة السورية، وقال إن السلطات العليا في البلاد لم تفوّض ذلك لوزارة الخارجية.
لكنه أكد في الوقت ذاته أن: الحوار مع الأعضاء الأربعة في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي لمتابعة الحل السياسي في سوريا هو محل اهتمامنا الجاد ومدرج في جدول أعمالنا.. وهذا يأتي ضمن حوارنا مع المنطقة كسياسة عامة في الجمهورية الإسلامية.
وصرح عبداللهيان: ليس لطهران وواشنطن أي برنامج أو جدول أعمال للحوار المباشر بخصوص الشؤون الإقليمية.

* لطهران وموسكو خطوط حمراء واحدة في الكثير من شؤون المنطقة

وحول المبادرات الإيرانية والروسية لحل الأزمة في سوريا نوه أميرعبداللهيان إلى اشتراك الرؤى الإيرانية والروسية بشأن الأزمة في سوريا مبيناً أن لطهران وموسكو خطوطا حمراء واحدة في الكثير من الشؤون وأضاف: أن الجانبين سعيا في اجتماع فيننا الى متابعة مانتفق عليه في إطار مستقبل سوريا السياسي والذي يقع تحت استراتيجينا المشتركة حيال سوريا، وإلى أن يتم تبنيه في البيان الختامي، ولحد كبير نجحنا في ذلك.
وأضاف: أن هذا المنحى الذي تتابعه بعض الدول الإقليمية وغيرها المبتني على استخدم العناصر الإرهابية والأعمال المسلحة لإسقاط حكومة قانونية يعد من خطوطنا الحمراء.. ولا نرى ذلك أمراً معقولاً ومحموداً لا لسوريا ولا لأي بلد آخر.. كما أن معيارنا لمستقبل سوريا هو اختيار الشعب السوري وحسب.

* نرى ضرورة سير مكافحة الإرهاب تزامناً مع العملية السياسية في سوريا

وقال أميرعبداللهيان: لذلك نرى أن في أي حل سياسي لسوريا إن الحوار الوطني بين ممثلي الحكومة والأطراف السورية المختلفة ومنها المعارضة المعتقدة بالحلول السياسية وكذلك المكافحة الجادة للإرهاب والوصول إلى دستور جديد يقره الشعب السوري من شأنه أن يكون مخرجاً جيداً من هذه الأزمة.
وحول أولويات إيران بشأن حل الأزمة في سوريا صرح أميرعبداللهيان أن: موضوع مكافحة الإرهاب أمر جاد لم تعره الأطراف الأجنبية الدخيلة في سوريا وللأسف الجدية اللازمة.. وليس لم تعره الأهمية اللازمة بل حتى أنها استغلته كأداة.
وقال: نحن نرى ضرورة أن تسير مكافحة الإرهاب تزامناً مع العملية السياسية في سوريا وذلك وفقاً لما يرتأيه الشعب السوري في محصلة الأمر.

* إختلاف وجهات نظر الدول حول الجماعات الإرهابية
ورداً على الأنباء المسربة من اجتماع فيينا بشأن تقديم الجانب الروسي لقائمة تضم أسماء جماعات من المعارضة الروسية يمكنها المشاركة في الاجتماع المقبل قال أمیرعبداللهيان: إحدى الموضوعات التي جرى التركيز عليها في محادثات فيينا هي اختلاف وجهات نظر الدول حول الجماعات الإرهابية وهل هي "داعش" و "النصرة" فقط أم أنها تشمل الجماعات الأخرى أيضا.. لذلك تقرر أن تستمر المشاورات في هذا الخصوص وأن يتم تقديم لائحة بالجماعات الإرهابية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والحقائق الميدانية.
ونوه قائلاً: أما في خصوص المعارضة وتشخيص المعارضة فكانت روسيا قد أجرت محادثات مبدئية مع بعض الدول حول الجماعات التي يمكنها أن تنضوي ضمن قائمة المعارضة.
وأكد أميرعبداللهيان قائلاً: حتى أن الروس قدموا لنا قائمة بهذا الشأن، ولكننا نعتبر هذا الأمر بأنه من حق سوريا حكومة وشعباً ولذلك لم نخض النقاش حول القائمة التي تضم أسماء الجماعات المعارضة ونعتقد بأنه ومن أجل مستقبل سوريا يجب أن تساهم جميع الأطراف ومنها المعارضة وتشارك في حوار شامل مع الحكومة السورية وتضطلع بدورها.
وفي خصوص رأي إيران حول القائمة الروسية للمعارضة قال: لقد قلنا لأصدقائنا الروس بأننا لا نرى أي ضرورة لإبداء رأينا بشان المعارضة السورية لأن هذا الأمر من حق السوريين.
* ندعم خطوة مكافحة الإرهاب الروسية في سوريا
وفي معرض إجابته على سؤال مضمونه هل هناك تنسيق بين إيران وروسيا على صعيد مكافحة الإرهاب في سوريا وهل هناك غرفة عمليات مشتركة للتخطيط لمهاجمة الإرهابيين قال: إننا نقدم مساعدات استشارية للجيش والحكومة السورية على صعيد مكافحة الإرهاب.. وفي نفس الوقت نقدم هذه المشورة لأصدقائنا الروس أيضاً ولكن في النهاية فإن الجيش السوري والقوات الميدانية الروسية هي التي تقوم باستهداف "داعش".. لكننا ندعم خطوة موسكو على صعيد التصدي للإرهاب في سوريا ونقوم بدور مساند لها.
وبشأن التنوية إلى اجتماع جنيف 1 والقرار 2118 وأن اجتماع جنيف 1 شكل المرجعية للبيان الختامي لمحادثات فيينا وهل أن إيران توافق على هذا الأمر قال: لدينا مأخذ على بيان جنيف ونصه وقد أعلنا عنها في وقتها ولكننا نوافق على روح البيان من حيث دعوته إلى الحوار بين الحكومة والمعارضة وصولاً إلى اتفاق.. ولكن عود على بدء نقول بأن لدينا تحفظات على بيان جنيف.
وفي الرد على سؤال حول بدء الإجراءات السياسية بشأن سوريا والفترة التي قد تستغرق للتوصل إلى حل سياسي قال مساعد الخارجية للشؤون العربية والافريقية: أعتقد بأن هذا الأمر رهن بإرادة الدول الإقليمية والخارجية المتورطة في الأزمة السورية، إن عملت بعض دول الجوار السوري على منع تدفق الإرهابيين إلى سوريا وتوقف بعض اللاعبين الدوليين عن استغلال الإرهابيين لتحقيق مآربهم، فإن التوصل إلى وقف إطلاق نار مستديم واتفاق سياسي في سوريا سيكون متاحا.
* عدم وجود إرادة جادة لمكافحة الإرهاب في المنطقة
وأضاف: ولكن مادامت الإرادة الجادة الإقليمية والدولية غير متوفرة على صعيد عدم تقديم التسهيلات للإرهابيين ومساعدة الإرهابيين في سوريا ومادام النفط السوري يباع لبعض الدول من قبل "داعش" ومادام هذا التنظيم يستطيع الحصول على إيرادات رغم قرارات الأمم المتحدة، لن نصل إلى أي حل، لأن جميع هذه الأمور تدل على عدم وجود إرادة جادة لمكافحة الإرهاب في المنطقة ومنها في سوريا.. التوصل إلى الاستقرار والأمن المستديم في سوريا رهن بدور اللاعبين الإقليميين والدوليين.
وفي معرض إجابته على سؤال مضمونه إلى أي مدى تدرك الأطراف لاسيما أميركا وبعض الدول الإقليمية حقائق الساحة السورية قال: نحن نعتقد بأن فهم بعض اللاعبين الإقليميين والدوليين بشأن سوريا يختلف عن السابق، إننا نواجه اليوم موضوع الهجرة إلى أوروبا وعودة بعض عناصر داعش إلى بلدانهم والمخاطر التي أوجدوها ما حدى بالغرب وبعض الدول الإقليمية أن تشعر رويداً رويداً بخطر الإرهاب والتطرف.. لقد توصل الجميع اليوم إلى فهم مشترك وهو أن الأزمة السورية لا تحل بخيارات عسكرية وأمنية وأن الخيار الوحيد هو الخيار السياسي، ولكن هذا الأمر أيضاً رهن بالنوايا والإرادة الحقيقية للاعبين والدول التي يمكنها أن تضطلع بدور مساعد في مستقبل سوريا ومن الضروري أيضاً أن تكف عن إجراءاتها غير البناءة حيال الشعب السوري.
* السعودية تعرقل المحادثات بين إيران ومجلس التعاون في الخليج الفارسي
ورداً على سؤال في خصوص احتمال عقد اجتماع بين إيران والعرب لاسيما الدول المشاطئة للخليج الفارسي قال أميرعبداللهيان: لدينا محادثات ثنائية مع الدول العربية في الخليج الفارسي ولكن فكرة عقد محادثات شاملة بين إيران ودول المنطقة أي الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون بالخليج الفارسي ورغم ترحيب طهران بهذه الخطوة والجهود التي بذلتها بعض دول المنطقة لم تتحقق لحد الآن.. قد يكون السبب الرئيس لهذا الأمر هو العراقيل التي تضعها السعودية، فالرياض وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية التي بعثتها إيران فإنها غير مستعدة للحوار.
وأضاف: لقد قلنا كراراً ومراراً في تصريحاتنا الدبلوماسية للمسؤوليين السعوديين بأنكم لماذا تهربون من الحوار.. أعتقد بأن العراقيل التي تضعها السعودية تحول دون عقد مثل هذا الاجتماع نظراً للظروف الراهنة.. ولكن طهران مستعدة وتنصح السعودية بأن تغير رؤيتها المبنية على استخدام القوة إلى الحوار وأن تستفيد من مزايا الجيرة والأخوة مع الجمهورية الإسلامية في إيران لإرساء السلام والاستقرار المستديم في المنطقة أجمع.
وحول الدور الذي يمكن أن تضطلع به إيران لحل الأزمة في اليمن قال أمیرعبداللهيان: لقد بذلنا جهوداً حثيثة خلال الأشهر السابقة للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي.. ولقد اتبعنا في جهودنا هذه بشكل شفاف موضوع مشاركة جميع الأطراف والأحزاب في المستقبل السياسي للبلاد، وإنهاء الحرب وإراقة الدماء والعدوان السعودي على اليمن وإنهاء الحصار المفروض على هذا البلد.. نحن سنواصل هذه المساعي ولكن الحديث عن زمن تحقيق هذه الجهود لثمارها منوط بأن تتخذ السعودية قراراً جاداً بإنهاء الحرب على اليمن والتي استغرقت سبعة أشهر ولم تعد لها بأي فائدة بل أن جميع دول المنطقة لاسيما الشعب اليمني تضرر منها بشكل كبير.
* أفعال البحرين صبيانية ولا تليق بحكومة ونظام سياسي
وعن اتهام إيران بالتدخل في شؤون البحرين قال مساعدة الخارجية للشؤون العربية والافريقية: للأسف فإن وزير خارجية البحرين يطلق في بعض الأحيان تصريحات غير متزنة.. خطوتهم في عرض بعض الأسلحة والادعاء بأن هذه الأسلحة جرى إدخالها من إيران هي خطوة صبيانية لا تليق بحكومة أو نظام سياسي.. مرة أخرى ننصح السلطات البحرينية بأن تتصالح مع شعبها وأن تتجه للحوار الوطني وأن لا تحاول من خلال تسويق مشاكلها إلى الاخرين التستر على مشاكلها الداخلية.. إن طهران لا تتدخل في شؤون دول المنطقة ومنها البحرين.. البحرينيون يدركون جيداً بأنه لو كانت إيران تنوي التدخل في شؤونها لكانت الأوضاع تختلف عن ما هي عليه اليوم.
* إنطلاق الانتفاضة الثالثة
وبشأن انتفاضة القدس قال أميرعبداللهيان: سنواصل دعمنا لفلسطين ومحور المقاومة بقوة.. وفي نفس الوقت نعتبر أن السياسات التوسعية للكيان الصهيوني على صعيد توسيع نطاق المستوطنات وتهويد المسجد الأقصى هي التي أدت إلى تفجر الانتفاضة الجديدة في فلسطين.. هذه حقيقة مرة على الكيان الإسرائيلي أن يتجرعها وهي أن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت، وليس أمام هذا الكيان مفراً سوى إعادة النظر في سلوكياته.. وبالتالي كما أكد قائد الثورة الإسلامية فإن الخيار الوحيد لتسوية هذه الأزمة والتحدي القديم للمنطقة يتمثل في استيفاء الشعب الفلسطيني لحقوقه والأخذ برأيه باعتباره صاحب الأرض.


11.02         FA