قمة العشرين تنهي أعمالَها بالدعوة الى تجفيف مصادر الارهاب

قمة العشرين تنهي أعمالَها بالدعوة الى تجفيف مصادر الارهاب
الإثنين ١٦ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٧:٠٨ بتوقيت غرينتش

اختتمت أعمال قمة العشرين في انطاليا التركية وشدد بيان القمة على ضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهاب، داعياً الى عدم ربط الارهاب بأي دين او جنسية او عرق.

وفي هذه القمة فجر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قنبلة من العيار الثقيل حيث كشف ان اربعين دولة في العالم تمول الارهاب من بينها دول مشاركة في القمة.
وفي تفاصيل الخبر فان الارهاب الذي ضرب فرنسا وحد الدول المشاركة في قمة العشرين الى طاولة واحدة، لكن مقاربة الحرب على الارهاب تبدو بعيدة بتباعد المعطيات. وبين البيانات والتطبيق تبدو الهوة واسعة بين من يعرف فقط ان هناك ارهابا متمثلا بداعش، وبين من يغوص اعمق ليسمي الاشياء بأسمائها.
وهنا كانت مواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المباشرة في موضوع الارهاب نقطة تحول جديدة بين الارهاب ومشغليه. بوتين ذهب مباشرة الى نقطة الخلاف التي يحاول البعض الدوران حولها. ومن قنوات تمويل الارهاب اوضح الرئيس الروسي انه قدم لنظرائه في قمة العشرين معلومات عن تلك القنوات. وشملت تلك المعلومات صورا ملتقطة من الفضاء تظهر ابعاد تجارة "داعش" للنفط، كاشفا ان اربعين دولة من بينها من هو مشارك في قمة العشرين بتركيا، يمول الارهاب .
وعلى الرغم من تشديد البيان النهائي للقمة على التأكيد بضرورة تجفيف منابع تمويل الارهاب، فإن تلك المواقف التي اعلنها بوتين ربما تكشف المستور ليصبح اللعب بين الفاعلين الدوليين، على المكشوف. فتركيا التي صدرت واستقبلت الارهابيين من اصقاع الارض، مستمرة في ادارة ظهرها للنتائج التي بدأت بالظهور لانغماسها الكبير في الحرب على سوريا، وها هي دول غربية تغرق في دماء ارهاب عابر للحدود .
وبموازاة رصاصات بوتين المباشرة، كان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يتغنى بجهود بلاده في الحرب على الارهاب حيث قال : نتعاون دوليا في مجال مكافحة الارهاب وهذا يحتاج لتكاتف وتعاضد دولي. نحن مصرون على مكافحة الارهاب بكل اشكاله، وندعو لمواقف موحدة ضد الارهاب .
وعلى الرغم من المواقف المواربة لاصل الموضوع، يبدو ان الجانب التركي تناسى عن قصد التقارير العديدة, ومنها التقرير الذي اعدته صحيفة الاندبندت البريطانية الواسعة الانتشار، في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، والذي كشفت فيه ان نفط "داعش" المسروق من العراق وسوريا يدخل تركيا، ليتم استلامه من قبل وسطاء اتراك ليصار بيعه فيما بعد، بما يقدر بخمسين مليون دولار شهريا.
الرئيس الاميركي باراك اوباما، وكنظيره التركي ايضا جدد التأكيد على ضرب "داعش" عسكريا ولوجستيا، الا ان حلفا من ستون دولة والاف الغارات الجوية منذ اكثر من سنة، لم تمنع الجماعة والتمدد.
ومن الحروب الوهمية ضد داعش، والبيانات المتواصلة، يتوقع مراقبون مراوحة في مشهد الحرب على الارهاب، ويتساءل الكثيرون حول فائدة التحالف العسكري ضد داعش، الذي أنشأته واشنطن تحت شعار القضاء عليه.