الاجواء الايجابية السياسية في لبنان نتنظر الترجمة العملية

الاجواء الايجابية السياسية في لبنان نتنظر الترجمة العملية
السبت ٢١ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش

الاجواء الايجابية التي سادت في الاوساط السياسية اللبنانية لا زالت تبحث عن ترجمة فعلية لها، فالمبادرة التي تحدث عنها الامين العام لحزب الله في خطابه الاخير والذي رد عليها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري فورا بايجابية مماثله، لم تتحرك وفق خطوط البحث عن المشتركات لبلورة تسوية فعلية تصل بلبنان الى اصلاح خلله الدستوري في نظامه السياسي وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة تستطيع حل المشاكل العالقة في البلاد.

 وحسب “راي اليوم”، البعض ينتظر في لبنان طاولة الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل لمعرفة تفاصيل ما سيقدمه حزب الله في مبادرته، وما سيكون عليه موقف تيار المستقبل، الذي يشكك فريق الثامن من اذار بمدى قدرته على الذهاب بعيدا في ابرام تسوية مع الحزب في ظل التشنج الاقليمي الحاصل وموقف السعودية حليفة تيار المستقبل التصعيدي حيال الحزب وايران في المنطقة.

وعلى هامش الطقس السياسي الايجابي والذي عكسه بشكل واضح التضامن بين مختلف الخصوم السياسيين بعد الهجوم الارهابي في الضاحية الجنوبية، حيث غابت لاول مرة عن تصريحات اقطاب الرابع عشر من اذار خصوم حزب الله لازمة تحميل الحزب مسؤولية الانفجارات في الضاحية بسبب مشاركته في سوريا، وهو ما دأب عليه متحدثوا هذا الفريق في كل مرة يحصل فيها استهداف ارهابي في لبنان.. جاءت تصريحات رئيس مجلس  النواب اللبناني نبيه بري الذي  يرعى طاولة الحوار النيابية والتي قال فيها “لقد أنجزنا تحديد مواصفات رئيس الجمهورية وبقي علينا أن نختاره، ولكن هذا الإختيار لا يتم على طاولة الحوار، بل يتم بآليات خاصة ومشاورات ومداولات تُجرى في الكواليس وخارج الطاولة الحوارية”.

وعن إمكان استثمار المناخ الإيجابي السائد وما أقرّته الجلسة التشريعية لتفعيل عمل الحكومة وتمكين مجلس الوزراء من الإنعقاد، قال برّي: “لو أن انتخاب رئيس الجمهورية سيتم بعد شهر، هل من المنطق أن تبقى البلاد بلا حكومة؟”.

وعلى هامش الايجابية ايضا يبرز اسم رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية كمرشح مقبول من قبل تيار المستقبل، رغم علاقة فرنجية الوطيدة والمميزة مع الرئيس بشار الاسد، ويسود في الاوساط السياسي اللبنانية اليوم الحديث عن لقاء جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في العاصمة الفرنسية، باريس.

وقد اكدت مصادر لصحيفة “الأخبار” اللبنانية حصول الاجتماع بين الحريري وفرنجية في منزل رجل الأعمال جيلبير شاغوري في باريس، ويدور “التساؤل الآن حول ما إذا كان الحريري قد نسق مع السعوديين حصول اللقاء، أو لا”.

الى ذلك اشارت مصادر اخرى الى أن “هناك نقاشاً داخل تيار المستقبل منذ فترة حول خيار القبول بفرنجية مرشحاً للرئاسة، على قاعدة أن الأخير يرضي حزب الله ويمكن الوصول إلى تفاهمات معه بخلاف الحال مع رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي يمكن أن يقبل بفرنجية بدوره بديلاً منه في حال نضوج تسوية لبنانية”، في مقابل أصوات أخرى، “داخل التيار، تحاذر السير بخيار فرنجية لقربه من الرئيس السوري بشار الأسد”.

كما لفتت المصادر الى ان “بعض الجهات داخل المستقبل تراهن على شقاق بين العماد ميشال عون وفرنجية، والتسبب بإحراجٍ كبير لحزب الله”، وهو ما كانت جهات في 8 آذار قد نبّهت فرنجية إليه.

كما طرحت مصادر في تيار “المستقبل” تساؤلات عن جدوى اللقاء، وما إذا كان الحريري قد نسّقه مع السعودية، فيما جزمت مصادر في 8 آذار بأن فرنجية لا يُقْدِم على خطوة مماثلة من دون تنسيقها مع حلفائه وأولهم الرئيس نبيه بري، وخاصة أن الأخير تربطه علاقة وثيقة بشاغوري.

فرنجية كان قد حسم الجدل حول ترشحه بالقول ان قبوله بهذا الترشيح مرتبط بقرار من مرشح قوى الثامن من اذار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشيل عون.

وعلى هامش الايجابية السياسية ايضا، تحدثت مصادر سياسية عن تسوية قد يتم اعتمادها بعد مرحلة شاقة من المفاوضات تعتمد على مرشح توافقي للرئاسة يسميه العماد عون، قد يكون الوزير السابق جان عبيد، شرط ألا يرأس رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري الحكومة المقبلة، بل شخصية أقرب الى قوى “8 آذار”، قد تكون الوزير السابق عبد الرحيم مراد.. الا أن هذا السيناريو لا يزال في المراحل الأولى من البحث وسيتطلب دفع ثمن باهظ لعون، على الأرجح بملف قانون الانتخاب.

وتظل هذه الهوامش التي ذكرنها في اطار الاقتراحات والمشاروات لترجمة التلاقي السياسي الحاصل وترجمة الايجابية السياسية الى مراحل عملية تصل الى تسوية شاملة او تسوية السلة الواحدة، كما يصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري.