كوابيس الإعتداء اللاأخلاقي والإرهاب تطارد مليون طفل عراقي

كوابيس الإعتداء اللاأخلاقي والإرهاب تطارد مليون طفل عراقي
الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٤:٠٨ بتوقيت غرينتش

أعلنت منظمة اليونسيف أمس السبت، أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أنهم يتعرضون إلى العديد من المخاطر.

وبحسب موقع "ميدل ايست اونلاين"، قال مدير مكتب المنظمة للمنطقة الوسطى من العراق حسام الموسوي، في كلمة له خلال المؤتمر السنوي الحادي عشر للدفاع عن حقوق الطفل الذي عقدته وزارة العمل: إن اكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة وهم يواجهون خطر الاعتداء اللاأخلاقي، مبينا أن هؤلاء الأطفال يتعرضون للترويع وخطر تجنيدهم فضلا عن أضرار نفسية واجتماعية يتعرضون لها.

من جانبه قال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في العراق، محمد شياع السوداني: أن "وزارة العمل أعدت مشروع قانون لحماية الطفل بالعراق ستنتهي منه قريبا"، مبينا أن الأطفال هم الضحية الأكبر في العراق للصراعات والحروب وأن الأزمات تهدد حياتهم.

وسيطرت جماعة "داعش" على عدد من محافظات العراق في العام الماضي ما ادى الى تدهور الأوضاع الإنسانية لعدد كبير من سكان تلك المناطق، وتعرض الأطفال إلى خطر تجنيدهم كمقاتلين لديها.

وأفاد شهود عيان في مدينة الموصل شمالي العراق أن جماعة "داعش" اختتمت دورة تضم ألف طفل استمرت ستة أشهر تم تعليمهم خلالها أصول العقيدة العامة والتكفير وفنون القتال.

وأضاف الشهود أنه تم إطلاق اسم "أشبال البغدادي"على خريجي الدورة الذين تراوحت أعمارهم بين 11 و16 عاما وتم تجنيدهم عن طريق المساجد التابعة لـ"داعش" ومقرات الإعلام وخلايا الحسبة والمدارس وهي البوابة الكبرى للتجنيد.

وتطلق جماعة "داعش" على معسكرات الأطفال أسماء توحي بأنها مدارس دينية خاصة، ويطلق اسم "أشبال الخلافة" على مقاتليها من الأطفال.

كما أنّ الطفل يخضع إلى ثلاثة مستويات من التدريب في هذه المدارس. الأوّل تدريب ديني، حيث يتم تلقين الطفل منهج "داعش" الإرهابي، وحشو دماغه بالكراهية والاستعداد للانتحار، والثاني عملي، حيث يتمّ إخضاع الطفل إلى تدريبات جسديّة قاسية، وتعليمه استخدام مختلف أنواع الأسلحة، والثالث نفسي، حيث يتم زج الطفل في الميادين العامّة، وإشراكه في عمليّات ذبح أو منحه خطبة في أحد المساجد، لدعم قدرته على القيادة وتعميق غروره وتفوّقه على المجتمع".

وتنتشر معسكرات "داعش" لتدريب الاطفال في مناطق نائية، كما أن الجماعة تنقل معسكرات أطفال الموصل في العراق إلى الرقّة في شمال سوريا، ويجلب أطفالا من الرقّة ومحافظات الأنبار وديالى وكركوك بالعراق للتدريب في الموصل ليتم إبعاد الاطفال لأكبر مسافة ممكنة عن محيطهم الاجتماعي وعزلهم.

ويرتدي جميع الأطفال، أزياء موحدة غالبا ما تكون سوداء اللون، مُدججين بأسلحة أطول من أيديهم بكثير، عُلقت حول أعناقهم الصغيرة، مع قلنسوات تحمل شعار "داعش".

وقالت لجنة حقوق الطفل التابعة للامم المتحدة ان "الجماعة المتشددة كثيرا ما تستخدم الفتيان الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما كمهاجمين انتحاريين، أو صنّاع قنابل، أو مرشدين، أو دروع بشرية"، وإن "أطفالا يعانون من إعاقة ذهنية، جرى استخدامهم كانتحاريّين"، كما ان "أطفال الأقليّات احتجزوا في مناطق عدة، وجرى بيعهم في السوق وعليهم بطاقات سعر، وتمّ بيعهم كرقيق".

من جانبه اعتبر مجلس حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة، استخدام "داعش" للأطفال وتجنيدهم عسكريا نوعا من جرائم الحرب.