لمناسبة استضافة مراسم اربعينية الامام الحسين (ع)..

اعلاميون وفنانون ايرانيون يوجهون رسالة شكر للشعب العراقي

اعلاميون وفنانون ايرانيون يوجهون رسالة شكر للشعب العراقي
الخميس ١٠ ديسمبر ٢٠١٥ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

وجه قطاع من الصحافيين والمراسلين والكتاب والمصورين والفنانين الايرانيين رسالة شكر موقعة الى الشعب العراقي، على خلفية كرم الضيافة المقدم في ايام احياء مراسم اربعينية الامام الحسين (سلام الله عليه).

ووقع المئات من الصحافيين الايرانيين على رسالة الشكر، والتواقيع ما زالت تتزايد.

وفيما يلي نص الرسالة:
الى الشعب العراقي الطيب..
سلام الله على خاتم النبيّين وعلى اهل بيته الطاهرين مصباح هداية البشرية وسفينة النجاة على مدى التاريخ، عليكم سلام الله وملائكته المقربين.
لقد غبطناكم للوهلة الاولى عندما رأينا لافتات مواكبم كتب عليها "خدمة زوار الحسين (سلام الله عليه) شرف لنا"، لم نستطع تمالك دموعنا عندما رأينا سيدة طاعنة بالسن تقدم التمور التي اشترتها بمدخراتها على مدى عام لزوار ابي عبدالله الحسين (سلام الله عليه) برجاء ودموع خالصة، عندما شاهدنا فتياتكم الصغيرات وهنّ يقدمنّ الماء للسائرين، تذكرنا صبيات قافلة ابا عبدالله الحسين (سلام الله عليه) العطاشى، حيث أجج هذا المشهد مشاعرنا. ولقد دعينا لكم بالخير عندما كنا نشعر بالتعب اثناء المسيرة وكان العراقيون يتجهون نحونا ويتوسلون بنا لتدليك اقدامنا التعبة من كثرة المشي. وكانت موائدكم ممدودة قبل أذان الظهر، وعند غروب الشمس يقطع شبانكم الطريق علينا يمنعوننا من المضي بالمسيرة، حتى نأكل من مائدة عشائهم. وعندما يؤذن لصلاة الظهر كان الجميع يقيم صلاة الجماعة امام المواكب وكانت صفوف الجماعة ترى من بعيد. لن ننسى غيرتكم الاسلامية والعربية التي لن ترضى لسيداتنا او بناتنا ان تستريح خارج سرادق المواكب الدافئة او بيوتكم المتواضعة المملوءة بالحنان، حيث كانت فتياتكم تستقبلن عوائلنا ويقمن بغسل عباءات سيداتنا المتربة حتى الفجر، وكيّهن وتقديمهن بكل احترام، وقد هالنا هذا الكرم العجيب.

اعزاؤنا العراقيون.. اخواتنا واخواننا الكرماء..

كان لزاما علينا أن نكرر ما قيل عنكم:
انتمُ الشُّرفاء... انتم الكُرَماء
خدمة للحُسين... تبذلون العطاء
شاكرين لكم... كل هذا السَّخاء
منذ اعوام، ونحن نسمع نداء "المرمل بالتراب" عليه سلام الله ابد الآبدين، وهو يستقبل زواره بقوله "هله بيكم يا زواري هله بيكم" بحنين غريب، حيث يتبادر الى اذهاننا كرم ضيافتكم فنغبطكم. لقد شكل كرمكم التاريخي دافعا لنا نحن الايرانيون بجانب الملايين من دول المنطقة وشبه القارة الهندية واوروبا وافريقيا، لزيارة الامام الحسين (ع) دون وجل. والواقع أن هذه الملحمة لم تسطر وأن هذا الملتقى التاريخي ماكان له أن ينجح لولا كرمكم الاسطوري والمساندة الشعبية والحكومية ووقفة الجيش والحشد الشعبي في تأمين الزيارة وتوفير الامكانيات. ندرك تماما أن الكثير من ابنائكم الغيارى هذا العام واستجابة لفتوى المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، يشعرون بالحسرة لعدم توفيقهم لخدمة زوار الحسين (سلام الله عليه) بعد ما لبوا النداء وهرعوا في لباس الجيش والشرطة والحشد الشعبي الى مقارعة التكفيريين المدعومين اميركيا، ونحن بدورنا نقول لهم إن مواجهة التكفيريين وتأمين العتبات المقدسة أديا الى أن يقوم الملايين باداء مراسم الزيارة بكل طمأنينة، وبدورنا نقبل هذا السواعد الباسلة ونسأل الله النصر والرفعة الدائمة لهم. بالواقع فان خطانا مغمورة بالسعادة عندما تطأ مسيرة زيارة الامام الحسين (سلام الله عليه) وكان قبلنا وسوف يقوم بعدنا، من يطأ هذا المسار، ونحن لا فضل لنا عليكم عندما سلكنا هذا الطريق، بل الفضل لكم ولطيبكم الذي شكل حافزا لنا ولعوائلنا للقدوم. وبختام هذا الملتقى العظيم نحن كصحافيين وكتاب وفنانين ووثائقيين ونشطاء الشبكات الافتراضية واعلاميين في ايران نتقدم بالشكر اصالة عن انفسنا ونيابة عن ابائنا وامهاتنا وزوجاتنا واطفالنا الذين شاركوا بهذه المراسم، وحتى في السنوات السابقة، لكرمكم وحسن ضيافتكم من البداية حتى النهاية ونسألكم الدعاء عند زيارة الائمة الاطهار وبدورنا سنقوم بالدعاء لكم عند حرم الامام علي بن موسى الرضا (عليه الاف التحية والثناء). وحري بنا أن نقول لكم نحن الزوار الايرانيون نروي عن الادارة الشعبية الهائلة لاكبر تجمع بشري في العالم ويسودنا الاعتقاد المحكم بان العراقيين سيتخطون مصائبهم القائمة، ومن المؤكد سيجتاوزونها بكل قوة. من جهتنا لا يتسنى لنا إلا اشراككم بثواب زيارة كربلاء المقدسة وندعو الله أن يجاوركم بسيد شباب اهل الجنة وأن يجعل ثوابكم على السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليه) المظلومة والدة سيدنا الامام الحسين (سلام الله عليه). واعلموا أن هذه الحشود المليونية تمثل اكبر رسالة ودليل على أن الامة الاسلامية على أهبة الاستعداد لظهور امام العصر والزمان الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه).
وبالختام نتقدم بالشكر الجزيل للعراقيين لتغاظيهم عن سلوك "البعض" من شبابنا "غير الناضجين" في معبر الزرباطية وللحكومة العراقية التي رغم الضغوطات الاقتصادية اعفت الكثير من زوار الامام الحسين (سلام الله عليه) من تأشيرة الدخول بهدف تسريع وتيرة الاجراءات الادارية لزوار سبط النبي (صلى الله عليه وآله).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

حشد من الصحافيين والمراسلين والكتاب والمصورين والفنانين الايرانيين