القيادي الكردي السوري صالح مسلم:

مؤتمر الرياض هدفه اضفاء شرعية على فصائل موالية للقاعدة

مؤتمر الرياض هدفه اضفاء شرعية على فصائل موالية للقاعدة
الجمعة ١١ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

شن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم هجوما كبيرا على مؤتمر الرياض لتوحيد ما يسمى المعارضة السورية، والذي اختتم اعماله عصر الخميس، متهما إياه بالخضوع لأجندات أطراف خارجية، وبأن هدفه الأساسي كان هو محاولة اضفاء شرعية على بعض المنظمات والفصائل المسلحة المشتقة من تنظيم القاعدة الارهابي.

وقال مسلم "هم رغبوا ان يستبقوا مؤتمر الأردن الذي خصص لتصنيف المنظمات الإرهابية من غيرها من الفصائل والمنظمات المسلحة المتواجدة بسوريا، فدعوة كل من "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" و"جيش الفتح" وألوية مراد سلطان وكل هؤلاء ممن يعتبرون مشتقات للقاعدة، للمؤتمر، هو محاولة لإضفاء شرعية رسمية عليهم بمنحهم صفة ممثلي المعارضة السورية.. في مقابل استبعاد المكونات الحقيقة التي تمثل الشعب والمعارضة السورية".

وأضاف إن السعودية منذ البداية استبعدت شخصيات معارضة عربية وكردية وتركمانية، موضحا أن ذلك بسب معرفتهم مسبقا بأن تلك الشخصيات لن تدعم مواقف أو تلبي أجندات تلك الأطراف الخارجية".

ويرى رئيس حزب الاتحاد ان كثيرا من توقعاته بعدم قدرة مؤتمر الرياض على طرح حل سياسي جدي للأزمة قد تحققت بالفعل، مرجعا ذلك لكونه لم يمثل من البداية كافة أطياف القوى السورية المعارضة ولا كل الشعب السوري بالأساس.

وقال موضحا في انتقاده لمخرجات المؤتمر "الأولوية كان يجب ان تكون لإيقاف نزيف دماء الشعب السوري المستمر وايقاف سقوط المئات يوميا كضحايا بين قتيل وجريح.. ولكنهم بالأمس ومنذ خمس سنوات كاملة يطالبون باستمرار بضرورة رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد..".

وتابع "ثم ان كل القوى الغربية غيرت مواقفها بعد وصول الإرهاب الذي زرعوه في سوريا إلى عقر دارهم، وبالتالي باتت أولوية هؤلاء محاربة الإرهاب أولا وأخيرا".

ونفى مسلم ان يكون هجومه على المؤتمر منبعه عدم توجيه الدعوة للمشاركة به، مشددا بالقول "قدمنا قائمة بأسماء ممثلي "قوات سورية الديمقراطية" وممثلين للإدارة الذاتية الديمقراطية وتم استبعادهم جميعا… اما اسمي فكان ضمن قائمة ممثلي هيئة التنسيق وتم استبعاده أيضا.. لقد اراحوني فانا كشخص وكحزب لست معنيا بإضفاء شرعية او الاعتراف بمشتقات القاعدة".

كما نفى مسلم ما يردد حول ان مؤتمر "سورية الديمقراطية" والذي دعا إليه حزبه وعقد بنفس توقيت مؤتمر الراض تقريبا في مدينة المالكية بمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا، كان محاولة للتشويش على مؤتمر الرياض، مشددا على ان مؤتمر "سورية الديمقراطية" تم الاعداد له وتحديد موعده منذ أربعة اشهر، وبالتالي لم يهدف للتشويش على أحد.

وأوضح بالقول "بالعكس مؤتمر الرياض هو من يشوش على مؤتمرنا، مؤتمر الرياض بالأساس عقد بشكل طارئ جرى تبكير انعقاده أسبوعا، فقد كان مخططا ان يعقد نصف ديسمبر، ولكن كما قلت رغبة البعض في استباق مؤتمر الأردن لتصنيف الفصائل بين إرهابية من عدمه جعلتهم يقدمون موعده".

وحول موقفه من المنطقة الأمنة التي تسعي تركيا لإقامتها شمال سوريا، قال "هذه محاولات لتجسيد وتحقيق الأطماع التركية والحلم العثماني القديم بالهيمنة على الدول العربية بأي طريق، فهم تارة يريدون منطقة أمنة بسوريا ويرسلون دون استدعاء جنودا للعراق.. ومع كثرة الشكوك والشبهات حول وجود علاقة بين داعش وتركيا.. خاصة مع ما يعرف عن تركيا بأنها تفعل أي شيء لتمرير مخططاتها.. الجميع يشعر بالقلق".

إلا ان مسلم عاد وطمأن الجميع ان ذلك الحلم العثماني غير قابل للتحقق بسوريا حتى لو حصلت تركيا على دعم خارجي غربي، مشددا على ان الجميع سوف يعتبر دخول أي قوات تركية هو احتلال جديد للأراضي السورية ينبغي التصدي له.

وأبدى مشاركته "لحالة الدهشة التي تصيب البعض جراء التناقض للمواقف الأمريكية الداعم للأكراد في محاربتهم لداعش من جهة، ودعمها في الوقت نفسه لسياسات تركيا المناهضة لأكراد سوريا فضلا، عن كونها البوابة الأوسع لتسلل المسلحين للداخل السوري.