العدوان السعودي يصعد هجماته والجيش يرد بقصف نجران ومأرب

العدوان السعودي يصعد هجماته والجيش يرد بقصف نجران ومأرب
السبت ١٩ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٧:٢٩ بتوقيت غرينتش

لا يزال التحالف السعودي يسعى لتعزيز مواقعه في الميدان اليمني، لصرفها على طاولة المفاوضات السويسريّة.

هذا ما بدا جلياً بحسب "السفير" من خلال التصعيد الذي تعدّى الخروقات اليومية، ليصل، يوم أمس، إلى مستوى الهجوم العسكري البرّي على محافظات شمال اليمن، ما استدعى رداً من جانب الجيش و«أنصار الله»، جاء عبر إطلاق صاروخين بالستيين أحدهما على معسكر لـ«التحالف» في مأرب، والآخر على مدينة نجران جنوب السعودية، وتردد أن الصاروخ الأول اوقع عشرات الإصابات في صفوف جنود المعسكر.
في هذا الوقت بدا مصير جلسات المفاوضات بين الأطراف اليمنيين في سويسرا معلقاً، في ظلّ مواصلة العدوان السعودي تصعيد عمليّاته العسكريّة في اليمن بهدف تحقيق مكاسب سياسية، الأمر الذي يهدّد بنسف المحادثات.
وكان «التحالف» قد أفشل، في منتصف حزيران الماضي، محادثات السلام التي عُقدت في جنيف، فيما كان يتحضّر لعملية بريّة بدأها في تموز للسيطرة على مناطق الجنوب اليمني.
وفي ذروة تصعيد العدوان السعودي، تقدّمت مجموعات مسلحة من الأراضي السعودية لتسيطر، يوم أمس، على مدينة حرض في محافظة حجّة الشماليّة، ومدينة الحزم مركز محافظة الجوف شمال اليمن.
مصادر عسكرية أفادت بأنَّ مسلحين درّبتهم السعودية وسلحتهم، سيطروا، بدعم من «التحالف»، على مدينة حرض أمس الأول، بعد عبور حوالي ألف مقاتل الأراضي السعودية التي تبعد 15 كيلومتراً عن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 25 ألفاً.
كما سيطر مسلحون موالون للرياض على مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف شمال البلاد، وفق مصادر قبلية، ذكرت أنَّ هؤلاء استولوا أيضاً على قاعدة اللبنات العسكرية قرب المدينة.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أنَّ القوّات الموالية لـ «التحالف» أصبحت على بعد كيلومترات عدة من ميناء ميدي على البحر الأحمر، والذي يخضع لسيطرة حركة انصار الله منذ العام 2010.
هذه التطورات الميدانية استدعت رداً من قبل الجيش و«اللجان»، إذ أطلقا صاروخين بالستيين، الأول من نوع «قاهر 1 على تجمّع لقوات العدوان في نجران، والثاني توشكا على معسكر تداويل استهدف تجمعاً لمرتزقة العدوان في مأرب».
وأكَّد المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد غالب لقمان، أنَّ «هاتين العمليتين تأتيان في إطار الرد على تمادي قوى العدوان وخرقها وقف إطلاق النار الذي أعلنت الأمم المتحدة بدأه الثلاثاء الماضي، غير أنَّ قوى العدوان ومرتزقته لم يلتزموا بذلك، وواصلوا تصعيد عملياتهم خلال الأيام الثلاثة الماضية»، لافتاً إلى أنَّه «كان لا بدّ من الرد على هذا التصعيد».
وفي ظل التصعيد، تغيّب وفد صنعاء عن اجتماع صباح أمس في سويسرا، فيما ذكر مصدر حكومي أن «أنصار الله» و «حزب المؤتمر» أبلغا المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد أنّهما لن يشاركا في الجلسة بسبب «التطورات الميدانية في الجوف».
وأكد رئيس وفد «أنصار الله»، محمد عبد السلام، في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في بلدة ماغلينغن الصغيرة في شمال غرب سويسرا، الاستمرار في المشاورات والجلسات من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، مضيفاً في مؤتمر صحافي «قدمنا اليوم (أمس) ورقة احتجاج إلى الأمم المتحدة لأنّها لم تكن قادرة على تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه قبل مجيئنا إلى مسقط»، وأوضح أنّ ورقة الاحتجاج هي «بسبب الخروقات التي تحولت إلى هجوم عسكري».
وقال عبد السلام «نحن اليوم لم نقاطع أيّ جلسة، لكن قدّمنا ورقة رسميّة من الوفد الوطني تتحدّث عن الخروقات التي حصلت في مناطق كثيرة، ليست خروقات فقط بل هي قصف جوي وانتشار عسكري وتمدّد في الجوف ومأرب». واضاف «كنّا نلتزم بعدم التصريحات الإعلامية، لكن للأسف الأمم المتحدة تريد أن تحاصرنا، من دون أن تُقدم حتى رؤية».
وأوضح أنَّ الأمم المتحدة «طلبت الجلوس معنا، وطلبنا منها وقف الحرب وليس ترحيل هذا الأمر»، مؤكداً الاستمرار في جلسات التشاور من أجل تثبيت وقف إطلاق النار.
ورداً على سؤال حول مدة هذه المحادثات رفض المتحدث باسم الأمم المتحدة التساؤلات حول ما إذا كان وفد صنعاء قد قاطع المحادثات، مشيراً إلى أنه تمّ تحديد موعد الاجتماع في وقت متأخر أمس للسماح للمشاركين بأداء صلاة الجمعة.
وقال فوزي إنّه «لا يمكن التنبؤ بهذا الأمر»، لافتاً إلى أنّه كان من المتوقّع أن تستمرّ المحادثات المفتوحة لأسبوع على الأقل «لكن يمكن أن تنتهي في أي وقت».
من جهته، قال رئيس المجلس السياسي للحركة صالح الصماد، في بيان، إنّه «برغم تفاؤل الشعب بتصريحات بعض أعضاء الوفود المشاركة في مفاوضات جنيف وتصريحات مبعوث الأمم المتحدة حول إيقاف الحرب مع بداية المفاوضات؛ إلّا أنّ الـ48 ساعة الماضية، شهدت تصعيد العمليات العسكرية في السواحل الغربية للبلاد ومأرب والجوف وتعز».
وشكك بوجود تخطيط مسبق من قبل بعض القوى والمنظمات الدولية، لحدوث ذلك بالتزامن مع قرار وقف إطلاق النار، محملاً المجتمع الدولي «مسؤولية ما يحصل من تداعيات لاستمرار تصعيد التحالف عملياته والتي سيكون مقابلها ردود حاسمة».