المتتبع للاعلام العربي، الذي تهيمن عليه السعودية وقطر، يتلمس بوضوح حجم “المصيبة” التي انزلها استشهاد القنطار، بهذا الاعلام الرخيص والطائفي، الذي اوصلته فضيحته، بدعمه شذاذ الافاق من التكفيريين والمجرمين، وتسويقهم على انهم “ثوار”، ان يستخدموا اساليب رخصة، للنيل من الشهيد القنطار، كما فعلت قناة “العربية” السعودية، سيئة الصيت، عندما جلبت مطلقة الشهيد القنطار، واعطتها فسحة لتطلق ما في قلبها من حقد اخرق على الشهيد واصفة اياه ب”القاتل”، عسى ولعل، ان تخفف من فضيحة ما نزل بالسعودية وقطر و”مرتزقتهم” من تكفيري “داعش” والقاعدة، الذي كان القنطار يقاتلهم ويقاتل اسيادهم الصهاينة في آن واحد.
صحيح ان الاعلام السعودي والقطري، هو المهيمن على الاثير، بعد ان تحولا الى غرابين ينعقان على خراب الامة، اثر اغلاق السلطات السعودية لكل الفضائيات التي كانت تعكس جانبا من الحقيقة المرة التي تعيشها الشعوب العربية والمنطقة، بعد اختطاف الرجعية العربية للقرار العربي والجامعة العربية، ولكن رغم كل ذلك لا يمكن لهذا الاعلام الطائفي الرجعي، ان ينال من قمة نضالية كبرى مثل الشهيد القنطار، الذي استشهد على يد “اسرائيل” الحليف الاقوى للسعودية وقطر والرجعية العربية في سوريا ، فمثل هذه القمة لا يمكن التعتيم عليها اوتشويهها فالجميع يعرف ان القنطار:
- حمل السلاح وهو في الخامسة عشر والتحق بالمقاومة الفلسطينية
- شارك وهو في السابعة عشر بعملية فدائية نوعیة داخل الاراضي الفلسطينية مع رفاق له، استشهد البعض وأُسر الباقي، فكان من بين من اسروا جريحًا.
- حكم بأكثر من خمسمائة عام قضى منها 29 عامًا، قضاها شامخًا عنيدًا أمام عنجهية سجاني العدو.
- خرج القنطار من السجن بعد ان قضى نحو 30 عاما، بأمر من سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، الذي ارغم الصهاينة على اطلاق سراحه في عملية تبادل للاسرى.
– بعد خروجه من الاسر جدد عهده للمقاومة والتحق في صفوف حزب الله ليبدأ في وضع حجارة الأساس للمقاومة الشعبية في الجولان المحتل، مع رفاق له تعرض بعضهم للاغتيال.
- انطلق بعمله المقاوم من بلدة الحضر وشمال القنيطرة، لیحول دون قیام الجماعات التكفيرية المدعومة من الكيان الصهيوني للسيطرة على هذه المنطقة الحدودية وتحويلها إلى منطقة آمنة.
القنطار لبناني المولد، الا انه عاش اكثر سنوات عمره في فلسطين، في سجون الاحتلال الصهيوني، واستشهد في سوريا على يد اشرس عدو للعرب والمسلمين، فتاريخ الرجل ومواقفه اخرست الاعلام العربي العربي الذي اضطر ان يكرر مقولة الصهاينة، لصعوبة اتهام القنطار بانه ينطلق من دوافع طائفية او مذهبية او دينية فقد كان وجوده يهدد “اسرائيل”، التي حاولت اكثر من ست مرات اغتياله، وفي الاخير تمكنت منه، وهي تظن انها ستتنفس الصعداء بعده، وسيكون المجال اكثر امنا ل”ثوار” السعودية وقطر وتركيا، من الدواعش والقاعدة، ولكن فات “اسرائيل” ان المقاومة مدرسة تخرج كل يوم المئات من امثال القنطار، سيكونون لها ولمرتزقتها بالمرصاد ليس في سوريا والعراق واليمن ولبنان فحسب، بل في داخل فلسطين نفسها.
* سامي رمزي ـ شفقنا