طهران: التطبيق الدقيق للاتفاق النووي اختبار للقضايا المستقبلية

طهران: التطبيق الدقيق للاتفاق النووي اختبار للقضايا المستقبلية
الإثنين ١٨ يناير ٢٠١٦ - ٠٨:٢٥ بتوقيت غرينتش

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، إن الشعب لإيراني يرى أن تطبيق الدقيق للاتفاق النووي يعد اختبارا للقضايا المستقبلية.

وبحسب "إرنا" قال جابري أنصاري خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن تنفيذ الالتزامات الدولية من قبل اميركا والشركاء في الاتفاق، بإمكانه أن يكون مؤثرا في مجال القرارات المتعلقة بمستقبل جمهورية ايران الإسلامية.

وقدم المتحدث باسم الخارجية الايرانية التهاني للشعب الايراني ولشعوب العالم بمناسبة بدء تطبيق الاتفاق النووي واعتبره حدثا مباركا. وأعرب عن أمله بأن يسهم هذا الحدث في توفير الأرضية لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة غرب آسيا وتحسين الأوضاع الإقليمية والدولية وأن يمهد الفرص المناسبة للمزيد من النجاحات السياسية والاقتصادية للشعب الإيراني.

وأضاف أن تطبيق الاتفاق النووي يتبع آلياته الذاتية على أساس خطة العمل المشترك الشاملة ومن الطبيعي إذا حدثت أية قضية في مسار التطبيق فأن المباحات والمشاورات تجري وتتابع على أساس نفس الآليات إذا دعت الضرورة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: لكن حتى اليوم وعلى أساس مجموعة القرائن وما شوهد عن حقائق السياسة الخارجية الأميركية فإن القرار الوطني الإيراني هو عدم التفاوض بشأن القضايا الأخرى.

 الحظر الأمیركي الأخیر لیس جدیدا

ودعا جابر أنصاري إلى عدم استخدام مصطلح الحظر الجديد وقال إن الإدارة الأميركية أضافت قائمة جديدة إلى الحظر القديم الذي كانت تفرضه على إيران، مؤكدا بأن الخارجية الإيرانية تدرس الانتهاكات الدولية لأميركا وستتخذ القرار المناسب تجاهها.

وبخصوص تبادل السجناء بين إيران وأميركا أشار جابر أنصاري إلى أن المباحثات حول تبادل السجناء عقدت تزامنا مع المفاوضات النووية وقد جرت بين الجهات الإيرانية المسؤولة والجانب الأميركي وأثمرت عن إطلاق سراح السجناء الإيرانيين والأميركيين.

وأكد أن المبدأ الذي ارتكزت إيران عليه في تبادل السجناء هو البعد الإنساني للقضية وكذلك ضمان حقوق عدد من الرعايا الإيرانيين الذين سجنوا أو فرضت عليهم بعض القيود القضائية وقد أثمرت هذه المباحثات عن إطلاق سراح بعض المعتقلين وإلغاء القيود عن عدد آخر.

تسوية الملفات الخلافية القديمة عبر الحوار

وبشأن تسوية الخلافات القديمة بين إيران وأميركا أشار المتحدث باسم الخارجية إلى أنه كانت هناك ملفات قديمة بين البلدين امتدت لأكثر من ثلاثة عقود وترتبط بالأموال التي حوّلتها ايران لأميركا قبل الثورة الإسلامية لشراء بعض الأسلحة إلا أن واشنطن حجرت عليها، وأوضح بأن الأموال كانت تبلغ 400 مليون دولار التي أفرجت عنها الإدارة الأميركية بالإضافة إلى غرامة إلغاء الصفقة وكذلك أرباح المبلغ الذي حجرت عليه والتي بلغت مليار و700 مليون دولار، معتبرا تسوية هذا الملف من الانجازات الفريدة من نوعها التي حققتها الدبلوماسية الايرانية عبر الحوار.

وحول الاتصالات الهاتفية بين ظريف وكيري واحتمال عودة العلاقات بين البلدين شدد جابري أنصاري على أن الاتصالات الهاتفية كانت متواصلة بين ظريف وكيري طيلة فترة المفاوضات النووية وحتى تنفيذ الاتفاق، مما ينبغي تحليل هذه الاتصالات في إطارها وليس في إطار أوسع من ذلك، ونوه إلى أنه بالاضافة إلى الاتصالات الهاتفية كانت هناك لقاءات ثنائية لحل الخلافات المعقدة بشأن خطة العمل المشترك الشاملة.

إيران تنفذ البروتوكول الإضافي بشكل طوعي

وحول الخطوات التي تعتزم الخارجية الإيرانية القيام بها للتنمية الاقتصادية بعد تنفيذ الاتفاق النووي شدد على أنه يتعين علي كل الوزارات استغلال الفرص التي توفرت للبلاد بعد تنفيذ الاتفاق النووي على أفضل وجه وبما أن الخارجية مؤسسة سيادية فإنها تقع عل عاتقها تسهيل العلاقات الخارجية وأنها تقدم خدماتها لسائر الوزارات في هذا الاطار.

وبخصوص البروتوكول المكمل لمعاهدة الحد من الانتشار النووي قال جابر أنصاري، إن ايران تنفذ بدقة الإجراءات المنصوص عليها في خطة العمل المشترك، وأوضح بأن إيران تنفذ البروتوكول بشكل طوعي ووفق الالتزامات التي تعهدت بها في الخطة وليس أوسع من ذلك، واتخاذ أي قرار جديد يتوقف على طي المراحل والآليات القانونية له.

تحسن العلاقات مع السعودية بحاجة إلى تغيير سياساتها الخاطئة

وتطرق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلى العلاقات الايرانية السعودية وقال إن مسؤولية المشكلة التي طرأت على العلاقات بين البلدين تقع على عاتق السعودية التي انتهجت سياسة إثارة التوتر.

وأضاف أن ايران ترحب بكل المساعي التي تبذلها جميع الدول في هذا الاطار، ولكن يبدو أن نجاح هذه المساعي يتوقف على تغيير السعودية لسياستها الخاطئة خاصة وأنها ترى أن مصالحها تتحقق بزيادة التوتر في المنطقة.

وقال، إننا في الجمهورية الإسلامية في إيران نرحب بالخطوات الإيجابية التي تقدم عليها الدول الصديقة إلا أن نجاح هذه المساعي يتوقف على تغيير سياسة إثارة التوتر التي تنتهجا السعودية.