أسرار خطيرة لقدرات إيرانية وراء احتجاز البحارة الأميركيين

أسرار خطيرة لقدرات إيرانية وراء احتجاز البحارة الأميركيين
الأحد ٢٤ يناير ٢٠١٦ - ٠٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

ارتبكت الرواية الرسمية الأميركية مراراً لإبلاغ و"تبرير" حادث اعتقال البحّارة الأميركيين في المياه الإقليمية لايران، 12 كانون الثاني/ يناير الجاري، ولم ترسو على سردية قابلة للتصديق للحظة!

وحسب موقع "الميادين نت"، تسيّر طواقم سلاح البحرية الأميركية دوريات منتظمة بين الكويت والبحرين، خط سير الزورقين، ولديها معرفة وثيقة بحركة الملاحة وقوانينها الناظمة؛ فضلا عن تطبيق نظام صارم بتجنب الاقتراب من المياه الاقليمية لايران.

الثابت الوحيد جاء في رواية "القيادة المركزية" للقوات الأميركية التي تشرف على القوات الأميركية في عموم الشرق الاوسط، 18 الشهر الجاري، بالقول "كافة الاسلحة والذخيرة ومعدات الاتصال على متن الزورقين لم تتعرض للأذى، باستثناء شريحتين الكترونيتين يبدو انتزعتا من جهاز هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية".

الزوارق العسكرية هجومية سريعة الحركة من طراز CB90 سويدية المنشأ، تسير برعة 40 عقدة، باستطاعتها حمل فصيلة من القوات البحرية قوامها 18 فردا بكامل اسلحتهم اضافة إلى عتادها من أسلحة رشاشة وذخيرتها، تستخدم في اعمال حراسة المرافىء، انزال القوات او استعادتها، القيام بعمليات مضادة لحرب العصابات في مياه الأنهر، وتوفير الإسناد لعمليات القصف والغارات الجوية، ودعم عمليات الانزال البرمائية، وكذلك اسناد عمليات طائرات الدرونز.. وعادة ما تستخدم في دعم عمليات القوات الخاصة، بيد ان الحالة الماثلة لا تنطبق عليها تلك الميزة.

استعادة السردية الرسمية بكافة تفاصيلها، على أهميتها البالغة للمراقبين والمحللين والسياسيين على السواء، لن تعيننا على سبر اغوار الحادثة/ المغامرة، سوى في شحن الذاكرة بغطرسة المؤسسة الحاكمة، ونزوعها لكيل الاتهامات وجهوزيتها للتحرك العسكري قبل ان تنجلي الحقائق – استراتيجية ثابتة في عقيدتها العسكرية، انهمرت سيول الاتهامات على الطرف الآخر، وما قام به يعدّ "عملا عدائيا من ايران .." بشرت شبكة (سي ان ان) للتلفزة مشاهديها بعملية "مدروسة من قبل ايران لاهانة الولايات المتحدة و(الرئيس) اوباما خلال خطابه السنوي عن حال الأمة".

نائب الرئيس الاميركي جو بايدن صرح لشبكة (سي بي اس) للتلفزة: إن "احد الزورقين أصابه عطل ميكانيكي، انحرف مساره نحو المياه الايرانية." ابرز اقطاب حزب الحرب، السيناتور جون ماكين، استعاد مقولته السابقة بضرورة قصف ايران، قائلا: ان "الزورقين لا يفقدا موقعهما من المناعة السيادية عند تعرضهما لضائقة اضطرارية.

غاب عن المشهد نص الاتفاقية الدولية للبحار والمادة 25 منها بعنوان حقوق الحماية للدول الساحلية التي تفيد بأن "الدولة الساحلية قد تتخذ خطوات ضرورية في مياهها الاقليمية لمنع المرور غير البريء،" اي دون الاخطار او الحصول على إذن مسبق.

وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر "انقذ" تهور وتضارب التصريحات باعلانه، ان البحارة "ارتكبوا خطأً ملاحيا مما قادهم الدخول في المياه الاقليمية الايرانية."

صحيفة "لوس انجيلس تايمز" التقطت العذر الجديد وسارعت بتفسيره، ان "احد البحارة قد يكون ادخل بيانات واحداثيات خاطئة في جهاز المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية".

منذئذ لم يشر أي من البحارة المطلق سراحهم بأي معلومات تفيد بارتكاب خطأ عملياتي اودى بهم بالقرب من قاعدة بحرية لفيلق حرس الثورة الايراني، او اصدار نداء استغاثة، او ما شابه، باجهزة الراديو المتطورة.

يؤكد الخبراء والاخصائيون بسلاح البحرية الاميركية قواعد ثابتة متبعة قبل الابحار تبدأ بتفقد صلاحية الزوارق وما على متنها من معدات واسلحة، وتزويدها بكمية اضافية من الوقود تحسبا لأي طاريء، فضلا عن تجهيز الزورق بمحركين ايضا تحسبا للطواريء.. ابحار زورقين بمهمة "اعتيادية" يشير الى الاعداد المسبق لنجاح المهمة في حال تعطل احدهما.

في الشق الافتراضي، من الجائز أن يتعرض جهاز اتصال أحد القوارب بالأقمار الاصطناعية إلى عطل، ولو نادراً.. اما تعطل نظامين مختلفين على متن زورقين يبحران معا في ذات الفترة الزمنية "ضرب من المستحيل".

يرجّح الخبراء والتقنيون بأجهزة الاتصالات أن "فقدان الاتصال بالاجهزة المتطورة على متن القاربين يقود الى استنتاج احادي – تعرضهما لقرصنة الكترونية." ويضيف احدهم ان ما نستطيع التوصل اليه من استنتاجات يدفعنا الى الاقرار بأن القدرات الهائلة المتطورة لدى القوات العسكرية الاميركية اثبتت وجود ثغرات استطاعت ايران استغلالها افضل استغلال.