القضاء التركي: السجن المؤبد لصحفيين من المعارضة

القضاء التركي: السجن المؤبد لصحفيين من المعارضة
الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠١٦ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

طلب القضاء التركي الاربعاء عقوبة السجن المؤبد لصحافيين بارزين معارضين للرئيس رجب طيب اردوغان، وذلك لنشرهما مقالا يتهم النظام بتسليم اسلحة لمسلحين في سوريا.

فبعد شهرين من اعتقالهما ورغم الضجة التي تلت ذلك، عزز مدعي اسطنبول الاتهامات ضد جان دوندار رئيس تحرير صحيفة "جمهورييت" واردم غول مدير مكتب الصحيفة في انقرة.

وبذلك، اضيفت الى تهمتي "التجسس" و"كشف اسرار دولة" تهمتان اخريان هي "محاولة القيام بانقلاب" و"مساعدة تنظيم ارهابي"، بحسب ما نقلت وكالة دوغان للانباء.

وفي ضوء ذلك، طلبت نيابة اسطنبول في قرار اتهامي من 473 صفحة نشرته دوغان، السجن المؤبد للصحافيين، وهي العقوبة القصوى التي ينص عليها قانون العقوبات التركي.

واعتقل دوندار وغول ووجهت اليهما التهم لنشرهما صورا وشريطا مصورا يظهر اعتراض شاحنات تعود الى الاستخبارات التركية وهي تنقل اسلحة في كانون الثاني/ يناير 2014.

والصحافيان معتقلان منذ 26 تشرين الثاني/ نوفمبر في سجن سيليفري، احدى الضواحي البعيدة لاسطنبول.

ونشر مقالهما في ايار/ مايو 2015 واثار استياء اردوغان الذي واظبت حكومته على نفي اي دعم للمجموعات المسلحة في سوريا.

واكدت السلطات يومها ان القافلة التي تم اعتراضها كانت تحوي "مساعدات" للسكان التركمان في سوريا.

وندد اردوغان الذي تقدم بشكوى شخصية على الصحافيين ومثله رئيس الاستخبارات حقان فيدان، بما اعتبره "خيانة" واعدا عبر التلفزيون بان مرتكبيها سيدفعان "الثمن غاليا".

تكالب اجرامي

وأثار اعتقال الصحافيين ضجة في تركيا وخارجها واحيا الاتهامات التي وجهت الى اردوغان الذي يحكم البلاد منذ 2003 بالانحراف الاستبدادي.

وتواظب المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حرية الصحافة، على اتهام الحكومة التركية بتكثيف ضغوطها على وسائل الاعلام والسعي لاسكات اي صوت معارض في البلاد.

والاربعاء، نددت منظمة مراسلون بلا حدود بـ"التكالب الاجرامي" على الصحافيين لافتة الى "اتهامات هي محض هذيان"، فيما اسف امينها العام كريستوف دولوار لـ"نقص الاستقلالية" لدى القضاء التركي.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية ان ايما سنكلير ويب بدورها قالت فيما كانت تعرض الاربعاء التقرير السنوي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" في اسطنبول "من الواضح تماما بالنسبة الينا ان جان دوندار واردم غول (...) قاما بعملهما الصحافي لا اكثر".

واضافت ان "المسؤولين السياسيين الاتراك، وخصوصا الرئيس، اظهروا في الاعوام الاخيرة تصميما غير مسبوق على ارساء مناخ من الرعب لدى معارضيهم وشيطنة خصومهم".

وقال المفوض الاوروبي لقضايا التوسيع جوهانس هان انه "صدم" بطلب النيابة. واضاف: ان على تركيا التي استؤنفت عملية انضمامها الى الاتحاد الاوروبي على خلفية ازمة المهاجرين، "ان تضمن احتراما كاملا لحقوق الانسان، بما فيها حرية التعبير".

وخلال زيارته لتركيا، استقبل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الجمعة زوجة جان دوندار ونجله متهما المسؤولين الاتراك بعدم تقديم "المثل الصالح" على صعيد حرية التعبير.

وفي افتتاحية كتبها في سجنه ونشرتها "جمهورييت" الثلاثاء، قال دوندار "انهم يحاولون حصرنا وحصر هذا المجتمع، هذا البلد وهذا العالم بلون واحد". واضاف "وحده الزعيم يحق له الكلام، على الجميع اطاعته من دون اي اعتراض".

وخلص دوندار "رغم انكم تجعلوننا ندفع الثمن باهظا، سنظل نقول الحقيقة ونكتبها. لن تتمكنوا من الحاق الهزيمة بنا".

تلقى الصحافيان الاربعاء دعم العديد من المنظمات غير الحكومية التي طلبت الافراج عنهما "بلا تاخير".