نظام اردوغان يحاكم صحافيين وحرية التعبير

نظام اردوغان يحاكم صحافيين وحرية التعبير
الخميس ٢٤ مارس ٢٠١٦ - ٠٣:٤٩ بتوقيت غرينتش

يبدأ القضاء التركي الجمعة محاكمة منتظرة جدا لصحافيين باتا رمزا للضغوط المتزايدة التي تمارس على وسائل الاعلام والخصوم من قبل الرئيس رجب طيب اردوغان في بلد يستهدف بموجة غير مسبوقة من الاعتداءات.

وبحسب "وكالة الانباء الفرنسية " فان رئيس تحرير صحيفة جمهورييت جان دوندار ومدير مكتب الصحيفة في أنقرة أردم غول، المعارضان الشرسان للحكومة التركية منذ وقت طويل، يمثلان الجمعة امام المحكمة الجنائية باسطنبول بتهم خطرة كلفتهما حتى الان الحجز الاحتياطي لثلاثة اشهر.

والرجلان اللذان افرجت عنهما المحكمة الدستورية الامر الذي اثار جدلا، متهمان بالتجسس وكشف اسرار داعش والسعي إلى قلب نظام الحكم. وهو ما يعرضهما لعقوبة السجن المؤبد.

والسبب نشرهما مقالا مدعوما بصور وشريط فيديو التقط على الحدود السورية في كانون الثاني/يناير 2014 يظهر اعتراض قوات الأمن التركية لشاحنات عائدة لجهاز الاستخبارات التركي تنقل أسلحة للمسلحين في سوريا.

وكانت المعلومات معروفة لكن المقال اثار غضب اردوغان الذي نفى باستمرار دعمه لحركات سورية متطرفة.

وجعل اردوغان من الامر قضيته الشخصية واقام دعوى على دوندار. وتوعد بلهجة غاضبة قائلا "ان من نشر هذه المعلومة سيدفع ثمنا غاليا، لن ادعه يفلت" من العقاب.

واثار احتجاز الصحافيين في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 انتقادات واسعة خصوصا في الخارج حيث اعتبرت مثالا جديدا للنزعة التسلطية لنظام متهم بالسعي لاخماد اي صوت ينتقده.

واكد الجدل الذي اعقب الافراج عن الصحافيين الشهر الماضي، حساسية هذه القضية.

وحال اعلانها قرار الافراج تعرضت المحكمة الدستورية احدى المؤسسات التركية القليلة التي لا تزال خارج هيمنة حزب الرئيس بعد 14 عاما من توليه الحكم، لهجوم من اردوغان مهددا بحلها.

وقال أردوغان حينذاك في خطاب نقلته القنوات التلفزيونية "آمل ألا تعيد المحكمة الدستورية الكرة بطريقة من شأنها أن تضع مسألة وجودها وشرعيتها على المحك".

"فترة حالكة"

وفي هذا المناخ اعلن جان دوندار (54 عاما) استراتيجيته وهي جعل محاكمته تتحول الى محاكمة للسياسة الخارجية للحكومة.

واعلن في بداية آذار/مارس "لن ندافع عن انفسنا بل سنحاكم جرائم الدولة". واضاف ان "انغماس تركيا في الحرب الاهلية السورية اثار حربا اهلية اخرى في تركيا هذه المرة".

ويخدم التطور الحالي للاحداث طرحه. فقد قتل "انتحاري" على علاقة بتنظيم داعش، بحسب السلطات، السبت اربعة سياح اجانب حين فجر نفسه في قلب اسطنبول. وبعد ان بقيت لفترة طويلة متهمة بالتساهل مع هذا التنظيم المتطرف، لم تتحرك انقرة الا في الاونة الاخيرة معززة عملياتها ضده.

كما ترغب المعارضة التركية والمنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الانسان استغلال المحاكمة للتنديد بتعدي داعش على حرية التعبير.

وقال ايرول اونديروغلو ممثل منظمة مراسلون بلا حدود ان "تركيا تمر باحدى احلك فتراتها بالنسبة لحرية التعبير".

وتأتي تركيا في المرتبة 149 من 180 دولة في التصنيف العالمي لمنظمة مراسلون بلا حدود. وشن النظام التركي هجوما غير مسبوق على وسائل الاعلام تحت غطاء التصدي "للدعاية الارهابية". والتحقت مجموعة "زمان" القريبة من عدو اردوغان الاول الداعية فتح الله غولن، الشهر الماضي بلائحة ضحاياه.

واوضح رئيس القسم الخارجي لصحيفة زمان مصطفى اديب يلمظ "هذا ليس قرارا معزولا وما حصل لصحيفتي ليس الا الحلقة الاخيرة لهذا التوجه واخشى ان تستمر الحكومة في هذا الاتجاه".

وعشية المحاكمة كتب مئة من مشاهير الكتاب بينهم حائز نوبل للسلام ماريو فارجاس ايلوزا (البيرو) رسالة الى اردوغان "لاسقاط التهم" الموجهة الى الصحافيين ومن اجل "تغيير القوانين التي تضيق بلا موجب على حرية التعبير".

ووسط موجة الاعتداءات لا يتوقع ان تجد هذه الدعوة صدى.

بل ان رئيس الحكومة احمد داود اوغلو ندد الثلاثاء ب"تحالف الشر" الذي شكله جامعيون وسياسيون وبعض وسائل الاعلام الذين "يدعمون الهجمات على تركيا".
106-1